فجَّرت دعوة وجهتها الخارجية المصرية، إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، لحضور مراسم تنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، المقرر أن تعقب أداء السيسي لليمين الدستورية، (الأحد) المقبل، جدلاً واسعاً في الشارع المصري، كونها تحدد الأولويات الخارجية للرئيس، بعدما استثنت الدعوات رؤساء دول عربية وأجنبية، اتخذوا مواقف عدائية من ثورة يونيو 2013 التي أطاحت حكم الرئيس "الإخواني" محمد مرسي.

Ad

وفي حين وجهت الرئاسة المصرية، دعوات لملوك وأمراء ورؤساء 22 دولة، بينها المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن وفلسطين وأميركا وروسيا وإيران، فاجأت دعوة الرئيس الإيراني أوساطاً مصرية، لم تكن تتوقع من الرئيس المنتخب، أن يعيد الدفء إلى العلاقة بين القاهرة وطهران، في حين توقع كثيرون أن تستثني مؤسسة الرئاسة زعماء قطر وتركيا وتونس، من حضور الحفل، بعد مواقفهم العدائية من ثورة يونيو، فضلاً عن استبعاد إسرائيل على خلفية الصراع العربي مع تل أبيب.

الخبير في الشؤون الإيرانية الباحث في مركز "الأهرام" للدراسات السياسية بشير عبدالفتاح، أكد أن دعوات مؤسسة الرئاسة لحضور حفل تنصيب السيسي، لها دلالات مهمة في تحديد سياسات مصر الخارجية، موضحاً لـ"الجريدة" أن دعوة إيران جاءت للتأكيد على أن التقارب المصري- الخليجي لا يأتي على حساب العلاقات المصرية- الإيرانية، متوقعاً أن تكون دعوة إيران جاءت بعد تفاهمات مصرية خليجية، وأضاف: "إغفال دعوة قطر وتونس وتركيا يشير إلى نية مصر عدم التواصل مع تلك البلدان خلال الفترة المقبلة".

في المقابل، أكد مساعد رئيس حزب "النور" السلفي شعبان عبدالعليم، أن مصر بعد 30 يونيو لابد أن تنفتح على دول العالم كافة، موضحاً لـ"الجريدة" أن إيران دولة محورية في المنطقة، إلا أنه شدد على ضرورة التعامل معها بحذر، وأضاف: "لن ننسى أنها تسعى في المقام الأول إلى نشر المذهب الشيعي وإحداث قلاقل في دول الخليج العربي".  

يُذكر أنه في حال قبول الرئيس الإيراني الدعوة المصرية، فسيكون بذلك ثاني رئيس إيراني يزور القاهرة، التي زارها الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد أواخر 2012، حين كانت العلاقات "المصريةـ الإيرانية" تشهد تحسناً أثناء حكم الرئيس "الإخواني" محمد مرسي.