شنَّ القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، هجوماً عنيفاً على القيادة الفلسطينية المتمثلة في الرئيس محمود عباس «أبو مازن»، متهماً إياها بالعمل على خيانة شعبها، مندداً بمبدأ العودة إلى المفاوضات، ومتهماً فريق المفاوضين الفلسطينيين بالسعي وراء مكتسبات ومنافع ضيِّقة من المنتفعين المحيطين بعباس، وفي ما يلي نص الحوار:
• لماذا ترفض مبدأ العودة إلى المفاوضات؟ـ أنا لست ضد مبدأ المفاوضات ولا أعارضها على طول الخط، لكن عندما تكون المفاوضات من أجل المفاوضات تكون جريمة في حق شعب يقاتل من أجل حريته ويتعرض للخيانة من قيادته التي شاخت على كراسيها.علينا إذا أردنا تقييم المفاوضات أن ننظر إلى فريق المفاوضين، لنكتشف وبدون أدنى مجهود أن عباس اختار فريقاً لا ليفاوض حول استرداد الحقوق، وإنما ليحظى بدعم أميركي وإسرائيلي، ويحافظ على مكتسبات ومنافع دائرة ضيقة يحيط بها عباس نفسه، ويستفيد هو وأبناؤه منها، بعيداً عن أي اعتبار لتضحيات الشعب الفلسطيني وآماله.فريق المفاوضات الفلسطيني يملأ حقائبه بجملة مُطالبات، تتعلق باستجداء تسهيلات من الإسرائيليين، لمصلحة شركات وشخصيات لا همَّ لها سوى كنز مزيد من الأموال، فيقبل المفاوض الإسرائيلي بنقل هذه المطالبات للجهات المعنية، وغالباً ما يستجيب الجانب الإسرائيلي لهذه المطالب، لأنها تأخذ الثمن مُقدَّماً من المفاوض الفلسطيني.• وما دليلك على ذلك؟ـ إن القيادة الحالية تخضع لابتزاز رخيص من الإدارة الأميركية للموافقة على حل انتقالي ورفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وعودة اللاجئين وحق الأسرى في الحرية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على الأراضي التي احتلت عام 1967 ذات سيادة وعاصمتها القدس. كما أن الموقف الفلسطيني ضعيف ويتحمل مسؤولية ذلك عباس، الذي وضع نفسه ووضع الشعب الفلسطيني في مأزق حين ذهب للمفاوضات في ظل الانقسام الفلسطيني والتراجع العربي ودون موافقة كل الفصائل، وفي بيئة سياسية وتوقيت قاتلين.• ماذا عن جهود المصالحة بينك وعباس؟- جهود الوساطة للصلح بيني وبين عباس لا تتوقف، وردي لكل الوسطاء رد وحيد، لا توجد بيني وبين عباس خلافات شخصية بل خلافات سياسية، وأنا لا أريد من هذه المصالحة إلا المصلحة الوطنية وليس من أجل العودة إلى اللجنة المركزية لحركة فتح، وأبلغت كل الوسطاء أنني لا أرغب في العودة إلى مركزية فتح بعدما فقدت قيمتها للأسف، ولكني أحرص على المصالحة من أجل توحيد صفوف فتح، كبداية لإعادة توحيد الصف الفلسطيني.• هل هناك تجاوب من جانب الرئيس عباس؟ـ رغم تمسكي بالمصالحة معه، فإن عباس أصدر أخيراً تعميماً داخلياً بالتحقيق مع أي موظف في السلطة إذا كتب تعليقاً إيجابياً عني على «فيسبوك»، أو حتى وضع علامة لايك على أي رأي إيجابي في حقي أو صورة لي، وبالفعل تم التحقيق مع بعض الموظفين في هذه التهمة المضحكة.
دوليات
دحلان لـ الجريدة•: المفاوضون الفلسطينيون يسعون وراء مكتسبات ومنافع ضيقة
24-02-2014