طهران تخشى مواجهة سنية- شيعية وتتهم زعماء بالفتنة
مقتل نائب وزير الصناعة الإيراني وسط العاصمة... ووزير العدل يؤكد انحسار عمليات الاغتيال
وسط انهماك العالم في الحديث عن فشل المفاوضات النووية التي جرت في جنيف خلال الأيام الماضية والترقب الحذر للجولة المرتقبة في 20 نوفمبر الجاري، بدا مرشد الثورة الإيرانية منشغلاً بشيء آخر هو المواجهات الطائفية في المنطقة، محذراً من أنها لن تقتصر على السنة والشيعة بل ستنتقل إلى داخل المذاهب نفسها.
حذر قائد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، من أن المواجهات الدينية في المنطقة لن تقتصر على السُنّة والشيعة بل ستنتقل الى داخل المذاهب نفسها، في وقت ذهب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أبعد من ذلك معتبراً أن الفتنة بين المسلمين أخطر تهديد على العالم بأسره. وقال خامنئي، خلال استقباله المسؤولين والقائمين على شؤون الحج: «إذا نجح الأعداء في ترسيخ المواجهات الدينية، فإنهم سينتقلون في ما بعد الى إثارة المواجهات داخل المذاهب أيضاً»، مضيفاً أن «أجهزة الاستكبار والاستعمار لها باع طويل في إشعال الفتن الدينية والطائفية». واعتبر المرشد الأعلى أن «إحدى المشاكل الأساسية التي يعانيها العالم الإسلامي في الوقت الراهن هي الخلافات الطائفية والمذهبية التي تثار بين الأمة الإسلامية بشكل متعمد»، داعياً الى «تفعيل الطاقات الكامنة في الحج لمواجهة هذه المؤامرة». نشر العداء في السياق، حذر أيضاً وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من فتنة بين المسلمين السنة والشيعة، واعتبرها أخطر تهديد لا يقتصر على منطقة الشرق الأوسط فقط بل يشمل العالم بأسره. وقال ظريف، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، «إن بعض الدول السنية بالمنطقة تتحمل مسؤولية التخويف، في ما تعمد البعض نشر العداء بين السنة والشيعة لتحقيق مصالح سياسية قصيرة النظر». وأضاف: «أعتقد أننا بحاجة لإدراك أن الانقسام الطائفي في العالم الإسلامي هو تهديد لنا جميعاً وتناسي خلافاتنا بشأن سورية للوقوف ضد الطائفية والعمل معاً لمكافحتها»، متهماً زعماء من العرب السنة من دون أن يسميهم بـ»صب الزيت على نار العنف الطائفي في المنطقة». وشدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة أن «لا يحاول أحد تأجيج نيران العنف الطائفي والعمل على لجمه وانهائه لتجنب صراع من شأنه أن يضر أمن الجميع». واعتبر ظريف أن انتشار الجماعات الجهادية في سورية «يمثل تهديداً للجميع»، مشيراً إلى أن معظم اعضاء هذه الجماعات غير سوريين وذهبوا إلى سورية من دول من بينها الشيشان وأفغانستان والعراق واليمن. عاشوراء في غضون ذلك، شهد منفذ زرباطية العراقي المحاذي لأراضي الجمهورية الإسلامية تدفق آلاف الزائرين الإيرانيين وغيرهم الذين يرمون للمشاركة في إحياء مراسم عاشوراء، فيما يتوقع أن تفوق أعدادهم المليون. وقال مصدر في منفذ زرباطية الحدودي لوكالة أنباء «فارس» أمس، أن المنفذ يستقبل قرابة الـ10 آلاف زائر يومياً مما أدى الى حالة من الزخم البشري غير المسبوقة، مشيراً إلى أن إدارة المنفذ اتخذت اجراءات فورية لتسهيل وتأمين وصول الزائرين إلى العتبات المقدسة عبر هذا المنفذ الذي يقع ضمن الحدود الادارية لمحافظة واسط العراقية. اغتيالات على صعيد ذي صلة، ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس أن مسلحاً مجهولا أطلق الرصاص على نائب وزير الصناعة الإيراني صفدر رحمة أبادي فأرداه قتيلاً في طهران مساء يوم أمس الأول. وأوضحت الوكالة أن نائب الوزير قتل بطلق ناري في الرأس والصدر لدى دخوله بسيارته في شرق العاصمة. ونقلت الوكالة عن مسؤول بالشرطة قوله ان التحقيقات أوضحت أن قذيفتين وجدتا داخل السيارة مما يرجح بشدة وجود المهاجم داخلها وأنه كان يتحدث مع أبادي. كما قال المسؤول انه ليست هناك مؤشرات على حدوث صراع داخل مسرح الجريمة. وقال وزير العدل مصطفى بورمحمدي، في تصريح ادلى به للصحافيين أمس، إنه لم يتضح بعد السبب وراء قتل أبادي، مشيراً إلى ان التحريات جارية بهذا الشأن. وبخصوص أسباب اغتيال المدعي العام لمدينة زابل، أوضح بورمحمدي أن المسؤولين المعنيين يقومون بالتحريات حول هذا الحادث وستعلن النتائج قريباً، مؤكداً أن الاغتيالات اصبحت أقل بكثير من السابق. (طهران- أ ف ب، يو بي آي، رويترز)