شَكَت إخوانيات متهمات في قضايا إرهابية ومحكوم عليهن بالسجن "المؤبد" من قسوة معاملة نزيلات "سجن النساء" في منطقة "القناطر" لهن، مُشددات على أنهن يتعرضن للسب والإهانة من النزيلات، واصفات ذلك بأنه أكثر قسوة من حكم "المؤبد".

Ad

وفي مصر، ومنذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، مطلع يونيو الماضي، لا تبدو زيارة سجينة من جماعة "الإخوان"، أمراً مُحبباً للكثيرين، لكنها بدت لي منطقية جداً لفهم ما يحدث، بعد مرور أكثر من عام على سقوط حكم الجماعة في مصر.

الطريق إلى سجن القناطر، الشهير بـ"سجن النساء" - يبعد عن مدينة القاهرة "25 كم" - يبدو طويلاً إلى حد ما، على الرغم من أنه يقع في منطقة "الرياح المنوفي"، في مدينة "القناطر الخيرية"، التابعة لمحافظة القليوبية، وهي المدينة التي طالما اشتهرت "ويا للسخرية" بالترفيه، حيث تضم حدائق واسعة، يلجأ إليها المصريون عادةً في أعيادهم.

السجن الذي يتكون من 10 عنابر، يستقبل زواره بحديقة صغيرة، لا تستطيع أن تفعل شيئا في قسوة الحياة خلف القضبان فقد تنتظر في طابور طويل، قبل أن يأتي دورك في "التفتيش"، الرجال في صف والنساء في آخر، الكل يستعد لدخول الغرفة المغلقة بستارة من القماش، حيث تقف سجانة متجهِّمة للتفتيش الذاتي للنساء، تقوم بعملها بعنف وهي تسأل بريبة: "هل تخفين شيئا في ملابسك؟".

"قاعة الزيارة" تتكوَّن من دكك رخامية، تحت الرقابة الصارمة من عيون السجانات ووسط سجينات منكسرات يرتدين اللون الأبيض، ويجلسن كل 15 يوماً يندبن حظهن، خصوصاً "السياسيات" اللائي اشتركن في تظاهرات واللائي يعتبرن أنفسهن إجمالاً ضحايا.

رشا منير أم لطفلتين صغيرتين قالت إنها صُدِمت من الحكم عليها بـ"المؤبد"، لكنها لم تقاوم دمعة كادت تسقط وهي تقول: "الظلم لم يقع عليّ، الظلم وقع على طفلتين مات أبوهما بعدما شاهدني هنا في السجن"، بعد اتهامي بحيازة أسلحة نارية واستعراض القوة بعد فض اعتصام رابعة المناصر للإخوان في أغسطس من العام الماضي.