قرر محمد سعد الاستعانة بخبير التجميل الفرنسي دومنيك واثنين من المساعدين الفرنسيين المحترفين في عالم الماكياج من أجل شخصية «أطاطا» التي يجسدها سعد في مسلسل «فيفا أطاطا»، كتابة سامح سر الختم ومحمد نبوي، إخراج سامح عبد العزيز، إنتاج شركة «العدل غروب»، ومن المقرر عرضه في رمضان المقبل.

Ad

ليس سعد أول فنان مصري يستعين بخبراء ماكياج أجانب، إذ سبق لمحمود عبد العزيز أن استعان بخبير تركي، وأحمد حلمي بخبير أجنبي في فيلم {إكس لارج}. كذلك استعان صانعو مسلسل {نابليون بونابرت} (عرض في رمضان الماضي) بخبراء ماكياج من تركيا، الأمر نفسه فعله صانعو مسلسل {خيبر}.

تفاوت في المستوى

لا يشكك سامح سر الختم بقدرة خبراء الماكياج المصريين، إلا أنه يوضح بأن دومنيك أنجز ماكياج شخصية {أطاطا} منذ عشر سنوات، عندما قدمها سعد في فيلم {عوكل}، وقد حاول خبراء ماكياج مصريون تنفيذ ماكياج مطابق إلا أنهم لم يتمكنوا، فكان لا بد من الاستعانة بدومنيك لتكون الشخصية مطابقة للشخصية الأصلية في {عوكل}، كي يتقبلها الجمهور ولا يشعر بفرق.

بدوره يوضح خبير الماكياج أدهم عفيفي أن مستوى زملائه في مصر رفيع، إلا أن ثمة نجوماً يفضلون الاستعانة بخبراء تجميل أجانب من أجل {المنظرة}، رغم ارتفاع أجورهم، مشيراً إلى أن المنتجين باتوا يرضخون لمطالب النجوم في الأمور كافة، من اختيار النص إلى اختيار الممثلين وعناصر العمل كافة من بينها الإخراج.

يضيف عفيفي أن ثمة أعمالا استعان صانعوها بخبراء ماكياج أجانب، إلا أنهم لم يبلغوا المستوى المطلوب، فاستنجدوا بالمصريين، كما حدث في مسلسل {سرايا عابدين}، لأن خبير الماكياج الأجنبي لا خبرة لديه بالبشرة المصرية والشخصيات التاريخية التي يتم تقديمها، لذلك يفشل في تقديم المستوى المطلوب.

يلفت إلى وجود أسماء كبيرة في عالم الماكياج في مصر من بينها: والده الدكتور أحمد عفيفي الذي يدرّس فنون الماكياج في معهد الفنون المسرحية، محمد عشوب، محسن فهمي، جمال إمام، سعيد محمد، يوسف طاهر، حمدي راغب، حسن طه، وسمير صيام.

يتابع: {أساء البعض إلى هذا الفن، إذ يستقدم الفنان أو الفنانة أحد الأشخاص الذين يمارسون هذه المهنة من دون خبرة أو دراسة فتكون النتائج سيئة، لاهتمام النجمة بأن تظهر جميلة وفي أبهى صورة مهما كان المشهد، كأن تظهر بماكياج كامل وهي تصور مشهد خروجها من غرفة الجراحة. هؤلاء لا يفهمون معنى الماكياج الدرامي ويتعاملون معه على أنه تجميل مثل أي ماكياج عادي، ما يعطي انطباعا سيئاً عن خبراء التجميل المصريين، وذلك كله رغم وجود قسم خاص بدراسة فنون الماكياج في معهد الفنون المسرحية}.

 يطالب أدهم نقابتي المهن التمثيلية والسينمائيين بإرسال بعثات لدراسة فنون الماكياج في الخارج، لاكتساب خبرة كافية تساعدهم في الحد من ظاهرة استخدام خبراء تجميل أجانب كما يحدث حالياً.

يشير إلى أن المهرجانات الدولية تمنح جوائز مهمة للماكياج لإدراكها أهميته في إنجاح العمل الدرامي، بينما تتجاهله مهرجانات مصرية ظناً منها أنه عنصر تكميلي وليس أساسياً، وهي نظرة قاصرة، برأيه، لأن الماكياج أحد أهم عوامل نجاح العمل أو فشله.

 

قسم لتدريس الماكياج

يلاحظ الناقد فوزي سليمان أن مستوى خبراء الماكياج في مصر أصبح متدنياً، لعدم وجود قسم لتدريس الماكياج في معهد السينما، رغم أهمية الماكياج الذي يؤدي دوراً في مصداقية العمل، لا سيما في الأعمال التاريخية التي تدور أحداثها في مراحل مختلفة، أو تلك التي تدور في بيئات مثل الصعيد أو سيناء أو غيرها، مشيراً إلى أن في مصر خبراء تجميل متمكنين، إنما في المقابل ثمة من يتعامل مع هذا الفن باعتباره مصدر رزق من دون دراسة أو خبرة، لذلك يطالب سليمان بألا يسمح بممارسة هذه المهنة إلا لحاملي تصاريح من نقابة المهن السينمائية، ولا بد من أن تتأكد النقابة من خبرتهم ودرايتهم في هذا المجال، مع ضرورة إنشاء قسم للماكياج في معهد السينما، حتى لا يضطر المنتجون والفنانون إلى الاستعانة بخبراء تجميل أجانب كما يحدث راهناً.