ماغي بو غصن: bebe حلمي الذي تحقق

نشر في 25-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 25-11-2013 | 00:02
من دون تصنّع أو مبالغة في الأداء، أضحكت جمهورها بشقاوتها وأدمعته بمعاناتها، وبعفويتها أقنعته بشخصيتها السينمائية الأولى في bebe.
الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن تحقق نقلة نوعيّة في مسيرتها الفنية وتطلّ كطفلة في الثلاثين من العمر، وهي شخصية مركبة ومختلفة عن الشخصيات التي سبق أن جسدتها.
عن فيلم bebe كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي ف.حبيب، تحدثت ماغي بو غصن إلى {الجريدة}.
أخبرينا عن شخصيتك في فيلم Bebe.

أجسّد شخصية بديعة، فتاة في الثلاثين من عمرها توّقف نموها العقلي عند الثامنة من عمرها بسبب دواء فاسد، فيما استمر نموها الجسدي بشكل طبيعي. ترث من جدتها حقيبة مال، فتحاول إخفاءها عن شقيقها الجشع، بناء على طلب الجدة. وفي أحد الأيام تخرج من منزلها حاملة الحقيبة، فتبدأ المغامرة خصوصاً بعدما تلتقي زياد (يوسف الخال) وابنه.

ماذا يعني لك تقديم أول فيلم سينمائي؟

هذا الفيلم هو حلمي الذي تحقق. تعبت في فترة التحضير، لذا قلقت من ردود الفعل، لكنني أعيش اليوم حالة من الفرح لأن الأصداء، منذ أيام العرض الأولى، إيجابية وأثنى الجميع على مستوى أدائي الذي حافظت عليه في مشاهد الفيلم كلها.

غبت عن الشاشة الصغيرة في شهر رمضان لتحضير الفيلم، هل استأهل هذا الغياب؟

طبعاً، استأهل هذا الغياب وبقوة، لأنني أديت في Bebe دور العمر، وقد نال إعجاب أهل الصحافة والنقاد، خصوصاً أنني جسدت الشخصية بطبيعية، وهذا أمر صعب في التمثيل، لكنني نجحت في الامتحان.

 كيف تحضّرت للشخصية؟

بما انني أقدمها للمرة الأولى، لم أكن أدري من أين أبدأ. دربني المخرج إيلي ف. حبيب الذي أثق به، أربع ساعات يومياً على كيفية أدائها، وزرنا معاً المراكز المعنية بهذا النوع من الحالات المرضية حتى أصبحت جاهزة مع بدء التصوير.

هل تعتبرين عدم وضع ماكياج في الفيلم وعدم تصفيف الشعر جرأة؟

ليست جرأة إنما حرفية ومهنية ومصداقية من دونها تفشل الممثلة. على غرار أي فنانة، أحب التبرج والظهور بأبهى صورة، لكن تتطلب المصداقية أن أبدو في هذا الفيلم بصورة البراءة والطفولة. من جهة أخرى، أعتبر أن جسم الممثلة مطواع لخدمة الدور وله لغة تضفي مصداقية أكبر على الشخصية التي أجسدها تماماً مثل لغة التمثيل والحوار.

ابتسامتك لا تفارق وجهك، سواء كنت أمام الكاميرا أو في الكواليس، فما سرها؟

كل ثانية في حياتنا نعمة يجب أن نعيشها بفرح، لأن أحداً منا لا يعرف ماذا يخبئ له الغد. لذلك عندما أحزن، أحزن بشدة لكنني سرعان ما أمسح دموعي وانتفض، ثمة أمور كثيرة في حياتي جميلة وأرغب في عيشها بفرح. شخصياً، أنظر إلى الناس على أنهم نعمة كبيرة تنعكس من داخلي إلى الخارج، على شاكلة ابتسامة ترافقني دائماً.

تطلق كاتبة الفيلم رسالة إنسانية معيّنة من خلاله، فهل تعتبرين أنك جسّدتها في دورك؟

منذ قراءتي النص، اكتشفت ما تريده الكاتبة كلود صليبا وما هدفها من معالجة هذه القضية. صحيح أنها قدمت فيلماً لبنانياً يفرح الجمهور بنصه الجميل، إلا أنها أرادت تعريفه إلى حالات إنسانية تعيش معاناة معينة، مع ذلك يمكن أن تكون نافعة في مجتمعها وبيئتها أكثر من أناس يتمتعون بالعقل والسلطة والمال.

يرتكز الفيلم على كوميديا الموقف لا الكوميديا الساخرة في التصرفات، هل يضيف هذا الأمر مصداقية أكبر على الأداء؟

طبعاً، فوقْع كوميديا الموقف أقوى من كوميديا التصرفات المبالغ فيها، وهي ترسم ابتسامة معينة على وجه المشاهد، فيشعر بفشة خلق وبرضا خلال متابعته الفيلم.

تزامن عرض الفيلم الأول مع وقوع تفجيرين إرهابيين في الضاحية الجنوبية من بيروت، لكنكم قررتم المضي به.

بعد حدوث التفجيرين الإرهابيين، اجتمعنا لنتخذ قراراً إما بالتأجيل أو الاستمرار، فأجمعنا، كأي لبناني مؤمن بوطنه ومستقبله، على أن نحارب ثقافة الموت بثقافة الإنتاج، خصوصاً أن التمثيل لا يختلف عن أي مهنة أخرى، ومثلما يستمر الطبيب والمهندس وتبقى أبواب المدارس مفتوحة أمام الطلاب بهدف تحدي الواقع ومواجهته، كذلك فعلنا نحن. لولا إرادة البقاء لدى اللبنانيين، رغم المآسي والأزمات، لكان الوطن زال منذ زمن بعيد. لذلك حمل استمرارنا في العرض الأول رسالة مفادها أننا سنتابع في الأبداع رغم الظروف الصعبة.

كيف  تقيّمين ثنائيتك الأولى مع يوسف الخال؟

رائعة، ساعدني يوسف في الأداء وفي المشاهد وفي بناء الشخصية، فهو مريح في العمل بفضل أخلاقه وأدائه وتمثيله، لذا نجحنا معاً في أول تعاون كثنائي.

ماذا عن الممثلين الآخرين؟

كل شخصية من شخصيات الفيلم لافتة وناجحة، فأداء سلطان ديب وجسي عبدو وعبير عون وميرفا قاضي وبيار جماجيان وبيار شماسيان، جميل جداً وشكلوا أضافة نوعية إلى الفيلم.

لو قدّم المضمون بإطار تراجيدي، هل كان ليوصل الرسالة بالطريقة نفسها؟

طبعاً، يمكن إيصال الرسالة وتقديم الشخصية والتعبير عن معاناتها بأداء تراجيدي مقنع، إنما سيكون مؤلماً جداً. برأيي، يشكل الفيلم أملا لأهل الأطفال الذين يعانون مثل هذه الحالة المرضية.

تعاون في الإنتاج شركات ثلاث eagle film وgreen وvmp،  فما انعكاس ذلك في تطور الصناعة السينمائية والدرامية؟

يفسح هذا التعاون في المجال أمام آفاق جديدة، وتقديم خبرات مختلفة، ويشكل نقطة قوة للعمل الفني ويعطيه مساحة أكبر.

كيف تقيّمين تعاونك الأول مع كلود صليبا وإيلي ف. حبيب؟

أثق بالمخرج إيلي ف. حبيب الذي درّبني بطريقة صحيحة، لذلك وقبل أن نقيّم الفيلم بعد العرض، وقبل لمس أصدائه في الصحف والإعلام والاستماع إلى ردة فعل الجمهور، بدأنا التحضير لعمل سينمائي جديد معاً، لشعوري، منذ لحظة البدء بالتصوير، بأن الفيلم سينجح وسيحظى بأصداء جميلة.

قبل إطلاق Bebe، عرضت ثلاثة أفلام لبنانية: {حبة لولو، غدي، عصفوري}، فما رأيك بالحركة السينمائية اللبنانية؟

رائعة وثمة منافسة جميلة أتمنى أن تستمر، خصوصاً أن الجمهور اللبناني أصبح متعطشاً أكثر لمتابعة الفيلم اللبناني وبالتالي يشجعنا لتقديم مزيد من الأعمال.

سيعرض bebe في صالات الإمارات العربية المتحدة والأردن والعراق، كيف تتوقعين تجاوب الجمهور العربي معه؟

ستشاهد الجالية اللبنانية الفيلم وستحبه حتماً، كذلك ننتظر أصداء إيجابية من الجمهور العربي، لأن الوقت حان ليدخل الفيلم اللبناني إلى الصالات العربية وينافس سواه.

ما أهمية دعم زوجك المنتج جمال سنان في عملية تسويق الفيلم في الخارج؟

لا يدعمني شخصياً بل يدعم الفيلم اللبناني عموماً، من خلال قدرته على تسويقه عربياً. صودف أنني بطلة bebe، إلا أن افلاماً لبنانية أخرى سيتم تسويقها في الخارج قد لا أشارك فيها، وستكون ربما من بطولة نجمات لبنانيات أخريات.

ما تفاصيل العمل المصري الذي تحضرينه؟

عمل لبناني- مصري لم تتبلور تفاصيله بعد لأنه قيد التحضير.

انطلقت من الأعمال العربية، لكنك غبت عندما فتح الباب العربي أمام الممثلين اللبنانيين، فما السبب؟

ما من سبب محدد، أحياناً لا يكون الكاست مناسباً لي، وأحياناً أخرى لا يكون التوقيت مناسباً. أؤمن بأن لكل شيء أوانه في الحياة، فمثلما كنت غائبة عن السينما وعندما سنحت لي الفرصة شاركت، كذلك سيكون الوضع بالنسبة إلى الأعمال العربية.

ما رأيك بتطور الخلطة اللبنانية -العربية المشتركة؟

إيجابية جداً لأن الجمهور أحبها ويطالب بتنوع اللهجات في العمل الواحد.

ألن ينعكس سلباً على حضور العمل اللبناني؟

أبداً، لأن للعمل اللبناني شاشته وجمهوره ووقعه ومكانته، وبالتالي لا تأثير للأعمال العربية المشتركة عليه.

ما رأيك بمستوى الأعمال اللبنانية الراهنة؟

ثمة تحسّن ملحوظ، وأصبحت الأعمال اللبنانية، سواء كنت مشاركة فيها أم لا،  محور الحديث في الصالونات الاجتماعية والأماكن العامة، وهذا الأمر يفرحني كثيراً.

أين تلمسين تطورّها؟

على الصعد كافة، لا يرتكز العمل على الممثل أو الكاتب أو المخرج، بل على التعاون المتكامل بينهم. ويتحقق هذا التطوّر عندما يفسح في المجال أمام الممثلين والكتاب والمخرجين للمشاركة في مزيد من الأعمال، بالتالي اكتساب خبرات ما يشجع المنافسة بهدف إثبات الذات.

هل تغيرت النظرة نحو الدراما اللبنانية؟

طبعاً، توقعت منذ عشر سنوات، انطلاقاً من معرفتي بما يحضّر للمستقبل، بأن تشهد الدراما تطوراً تدريجاً ونحن نتجه نحو مستوى أعلى.

شاركت في أعمال سورية في بداياتك، فكيف تقيّمينها راهناً؟

رغم الأزمة التي تمر بها سورية، نشهد أعمالا جميلة خصوصاً أن الممثلين السوريين بارعون ولديهم تاريخ درامي، لذلك نتمنى لهم أياماً جميلة ليتمكنوا من الاستمرار. وقد لفتني أخيراً مسلسلا {سنعود بعد قليل} و{ولادة من الخاصرة} وأعمال أخرى أيضاً.

ما جديدك في مرحلة ما بعد نجاح Bebe؟

ثمة مسلسل درامي من كتابة كلوديا مرشليان وفيلم سينمائي جديد من كتابة كلود صليبا.

نجحت في التنويع بين التراجيديا والكوميديا، فهل ستحافظين على الاثنين؟

طبعاً، سأحافظ على هذا التنوع ما دمت قادرة على ذلك، وإذا استطعت إثبات نفسي في الاثنين فيعني ذلك أنني بطلة.

back to top