رجّح الإعلامي في قناة «الجزيرة» القطرية، عبدالله الشامي، أن يكون اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين، في ميدان رابعة، العام الماضي شهد وجود سلاح، مشدداً على أنه لم ير ذلك بعينيه، لكنه لاحظ تشدُّد المعتصمين في منع دخول الإعلاميين، والتساهل بخصوص غير ذلك. وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته «الجريدة» معه عبر «سكايب»:
• ما تعليقك على وجود 20 جثة أسفل منصة رابعة، قيل إنها لأشخاص قتلوا على أيدي المعتصمين؟ـ قمت بعمل تقرير عن منصة رابعة وتصويرها عدة مرات في أوقات مختلفة، ولم أر جثثاً، وخلال يوم «فض رابعة»، وفي حوالي الثالثة عصراً كنت أسفل المنصة، ولم أجد شيئاً من هذه الأمور، التي ذكرتها تقارير الأجهزة الحكومية، عن جثث «المنصة».• تحدث الصحافي البريطاني، روبرت فيسك، عن مُسلَّح اصطحبه خلال الاعتصام، كيف رأيت شهادته؟ـ أنا شخصياً لم أر أسلحة في «رابعة»، وقد يكون وجود أسلحة مسألة صحيحة، حيث كان التفتيش مُتساهلاً لمن يرغب في دخول الاعتصام، وكان التشدد فقط في منع دخول الإعلام والإعلاميين، وبالتالي لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي كلام فيسك.• «الداخلية» تحدثت عن 61 شهيداً في صفوفها، هذا مؤشر إلى مستوى عنف المعتصمين وحجم الذخيرة والسلاح؟ـ كان هناك بالفعل رد من قبل المعتصمين على ضباط الشرطة والجيش، ولكنني لم أر سقوط قتلى من الشرطة، بحكم وجودي داخل الميدان، لتغطية أحداث المستشفى الميداني من الداخل.• هل تعتقد في صحة تقرير «هيومان رايتس»، وخاصة بعد ما كذبه أحد شهود العيان واتهمه بعدم الدقة؟ـ التقرير بلا شك يتميز بالحيادية، حيث تكلم عن كل الأطراف، عن معتصمين حملوا السلاح يوم الفض، وعن شهادات من شاركوا في الاعتصام، سواء كانوا أطباء أو غيرهم، وبالتالي لا أعتبر التقرير له علاقة بالإخوان، وعند مقارنتي بما رأيته في الاعتصام، أرى أنه لم يَنْحَز لطرف على حساب الآخر.• أجهزة الأمن شددت على بذلها محاولات لفض الاعتصام قبل يوم 14 أغسطس بشكل سلمي؟ـ لم تكن هناك محاولات سلمية لفض الاعتصام، ومنذ بداية الفض تم إطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع، وسقط العديد من القتلى، وهذا يتنافى مع بيان «الداخلية» عن المحاولات السلمية لفض الاعتصام وخروج المعتصمين سلمياً.• ما التهمة التي وجّهت إليك عقب اعتقالك خلال فض اعتصام «رابعة» العام الماضي؟ هل أنت إخواني مثلاً؟ـ تم القبض عليّ يوم 14 أغسطس، في شارع الطيران، مع متظاهرين آخرين، بسبب حملي جواز السفر، ولم تكن «البطاقة الشخصية» بحوزتي، فتم الاشتباه في أنني جاسوس، وكان القبض عشوائياً، ولم يكن القبض عليّ بصفتي «صحافي في الجزيرة»، أنا لستُ إخوانياً، وعملي من غرب إفريقيا «نيجيريا» لا علاقة له بتغطية أحداث مصر، ولكنني ذهبت لتغطية الأحداث ضمن زملاء آخرين وبصفة استثنائية، وليس بصفة الانتماء لجماعة الإخوان.• لماذا تم القبض عليك إذن؟ـ عقب المجزرة (فض الاعتصام)، كان هناك تعمّد لإسقاط أي شخص من قناة الجزيرة، فاعتقل زميلي محمد بدر، وإلى الآن ليس لي علم، هل النظام كان متعمِّداً القبض على بعض العاملين في الجزيرة أم لا.• هل تعرضت للضرب أو التعذيب البدني خلال الاحتجاز؟ـ كانت هناك إهانة لفظية وجسدية لكل المعتقلين، ولكن بعد نقلي إلى سجن أبوزعبل، يوم «مجزرة أبو زعبل» (18 أغسطس 2013) تبين لهم أنني أعمل في «الجزيرة»، وكان هناك تعمّد من الضباط والعساكر والمخبرين للإهانة اللفظية والجسدية وسوء المعاملة، وكان هناك تعذيب نفسي ملموس، من تضييق في الزيارات ومنع الخطابات، ومنع الكتب ومراقبة الزيارات، ولكن عقب الحديث الإعلامي عن حالتي، بدأت «الداخلية» تتحفظ في تعاملها معي.• ما حقيقة الصورة الملتقطة لك من داخل الزنزانة وأنت تتناول الطعام؟ـ لم أعلم بهذه الصورة إلا حينما جاءت أسرتي لزيارتي، والصورة نفسها لم أرها إلا بعد خروجي من السجن، حيث تم التقاطها لي تحت تأثير «المخدِّر»، الذي تم وضعه لي في الماء، من قبل مسؤولي السجن.• هل تعتقد أن هناك تدخلاً دوليأً دفع النظام إلى الإفراج عنك، لأسباب صحية رغم وجود معتقلين آخرين مضربين عن الطعام؟ـ ما ساعد على خروجي هو حملة التضامن معي حول العالم، والحديث الإعلامي عني وعن تجربتي في الإضراب، أعلم أن محمد سلطان اقترب من الـ «200 يوم إضراب»، من دون الإفراج عنه، ولكن معركة الإضراب معركة ناجحة ألف في المئة، لأن نهايتها محسومة، إما أن تكون لدى المضرب إرادة وتصميم حتى ينال الحرية، وإما يحصل على حريته في قبره، والنتيجة في الحالتين واحدة تقريباً، «الحرية»، وبالطبع نجاح تجربتي في الإضراب شجّع الآخرين عليها، وسيشجِّع كل المعتقلين.
دوليات
الشامي لـ الجريدة•: لا أستبعد وجود أسلحة في «رابعة»
24-08-2014