من شعارات الإدارة العامة للمرور شعار "القيادة فن وذوق وأخلاق" لكن أين بعض قائدي المركبات من هذا الشعار الجميل؟ يومياً أرى مشاهد مؤلمة لمخالفات مرورية متعددة، ومنها عدم الالتزام بالدور في شوارعنا وتخطي الآخرين عند الفتحات الجانبية وعند إشارات المرور بالوقوف صفا ثالثاً جهة اليمين! وهذا السلوك غير الحضاري نشاهده أيضا أثناء مراجعاتنا للدوائر الحكومية، وفي طابور الجمعيات التعاونية، حتى عند الخباز!
أثناء عملي في وزارة التربية وقبل تقاعدي في عام 2010 كنت أشاهد بعض التلاميذ لا يلتزمون بالدور عند شرائهم من المقصف المدرسي في حالة عدم وجود الأستاذ المراقب، هؤلاء التلاميذ لم يعتادوا على الالتزام بالدور منذ صغرهم، ومن المؤكد أنهم سيطبقون ذلك في كبرهم، وكما يقال "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر". يعتبر الشعب الياباني من الشعوب الحضارية الراقية الملتزمة بالقانون والأخلاق، فعندما حصل الزلزال المدمر بقوة 9 درجات في بلدهم أثبت الشعب الياباني للعالم أن هذه الثقافة متأصلة فيه، حتى وهم في أحلك الظروف يلتزمون بالدور في الأماكن التجارية والحكومية، حتى عند استلامهم المساعدات من لجان الإغاثة، حيث كانت إحدى اليابانيات تروي لمراسل إحدى القنوات الفضائية أنها تنتظر للدخول إلى محطة البنزين منذ أكثر من 5 ساعات! ومع ذلك هي تنتظر حالها حال الآخرين.ونحن إذا أردنا أن نقتدي بالشعب الياباني في التزامه بالدور فعلينا توجيه أبنائنا وتعويدهم على خلق احترام الناس من خلال التزامهم بالدور، خصوصا في طابور الصباح، وعند الشراء من المقصف المدرسي منذ صغرهم. وقبل أن أختم مقالي يحضرني موقف استعمت إليه من الأستاذ يوسف عبدالرحمن مستشار جريدة "الأنباء" أثناء مقابلة أجريت معه في قناة "العدالة" قال فيه: أسرع شاب في الدخول إلى المسجد قبل الرجل الكبير في السن، تضايق الرجل من تصرف الشاب لأنه لم يحترم كبر سنه، وعندما كلم الأستاذ يوسف الشاب رد الشاب قائلا: إني كنت على يمين الرجل فمن حقي الدخول قبله! يوسف: بل يجب عليك الانتظار قليلا والسماح للرجل الكبير في السن بالدخول قبلك احتراماً وتوقيراً له، أما سمعت قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مقالات
ثقافة الالتزام بالدور
28-06-2014