«الجبهة» لـ «داعش»: تسليم قتلة «أبو ريان» أو «الاحتراب»

نشر في 03-01-2014
آخر تحديث 03-01-2014 | 00:02
طفل سوري يلهو بدراجته في أحد أحياء حمص المدمرة أمس الأول (رويترز)
طفل سوري يلهو بدراجته في أحد أحياء حمص المدمرة أمس الأول (رويترز)
معارك ضارية في حلب وعودة الاشتباكات إلى القصير... ومقاتلو المعارضة يستهدفون «الفرقة 17» بالرقة وصلت العلاقة بين الكتائب الإسلامية، التي تقاتل النظام السوري، وتنظيم «دولة العراق والشام» (داعش) إلى الطلاق البائن، وذلك بعد مطالبة «الجبهة الإسلامية» قادة التنظيم بتسليم كل من شارك في قتل مدير معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا الطبيب حسين سليمان الملقب بـ «أبو ريان»، محذرة من تداعيات «الفعلة النكراء».
بعد أيام من دعوة «جبهة النصرة»، التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت راية القاعدة، تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بالامتثال للجنة الشرعية المشتركة بينهما في مدينة الرقة إثر اعتقال أحد قيادييها، طالبت «الجبهة الإسلامية» قادة «داعش» أمس الأول، بتسليم كل عنصر شارك في قتل مدير معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا الطبيب حسين سليمان الملقب بـ«أبو ريان» إلى الهيئة الشرعية في حلب، محذرة من «دخول الثورة في مستنقع الاحتراب الداخلي».

ووصفت «الجبهة»، التي تضم أكبر كتائب إسلامية تقاتل لإسقاط النظام السوري، قتل «أبو ريان» بـ»الجريمة النكراء التي لا يمكن أن تصدر إلا عن نفوس غذيت بالأكاذيب وامتلأت بالحقد»، حسب تعبيرها.

وأوضحت «الجبهة» في بيان صادر عن الهيئة السياسية لها، أن «الطبيب سليمان جاء إلى «داعش» رسولاً لحل النزاع الناشئ في مسكنه بريف حلب، فقام التنظيم بخطفه وتعذيبه، ثم قتله والتمثيل بجثته، بطريقة لم يعتدها الشعب السوري في أفرع قوات النظام».

وحذرت «الجبهة» من أن «استمرار جماعة دولة العراق والشام عن امتناع تحكيم قضاء مستقل، سيقود الثورة إلى مستنقع احتراب داخلي تكون فيه الثورة الخاسر الأول»، داعية جميع علماء الأمة ومجاهديها إلى «تبيان ما عندهم من أدلة على التجاوزات التي قد تهدد استمرارية الثورة».

وكان «داعش» سلم جثة أبو ريان لـ»حركة أحرار الشام»، التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» الثلاثاء الماضي، وزعم أنه قتل بالخطأ لكن الجثة كان عليها آثار تعذيب واضحة. وجاء ذلك بعد أيام من إصدار «جبهة النصرة»، بياناً طالبت فيه «دولة العراق والشام» بالامتثال للجنة الشرعية المشتركة بين الطرفين في مدينة الرقة، على خلفية اعتقال القيادي في «النصرة»، أبي سعد الحضرمي على يد عناصر التنظيم.

اتهام وتظاهر

ودان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة مساء أمس الأول مقتل «أبو ريان»، متهماً «داعش» بأنه على علاقة «عضوية» مع  نظام الرئيس بشار الأسد.

ودعا الائتلاف جميع المقاتلين الذين انضموا إلى «داعش» إلى الانسحاب منه فوراً، كما تعهّد بملاحقة ومحاسبة قادته، مشدداً على أن «الجهل بمشروع التنظيم وأجنداته لا يبرر البقاء في صفوفه».

ودشن السوريون عامهم الجديد 2014 بالتصويت على اسم «جمعة الشهيد أبو ريان ضحية الغدر»، ليكون اسم الجمعة الأولى من عام 2014، بعد أن حاز هذا الخيار %40 من المتابعين في التصويت التي تقيمه أسبوعياً «صفحة الثورة السورية» لاختيار اسم الجمعة منذ بداية الثورة.

وبهذا، يكون عنوان الجمعة الأولى في عام 2014 موجهاً ضد تنظيم «داعش»، في تخليد لاسم الطبيب «أبو ريان» كأحد رموز الثورة السورية الذين قضوا تحت التعذيب في سجونها.

في السياق، أكد المرصد أمس وفاة 12 شخصا نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية، موضحاً أن «ثمانية منهم قضوا في سجن حلب الخاضع لحصار من مقاتلي المعارضة منذ أشهر، في حين توفي ثلاثة في مخيم اليرموك بينهم سيدة حامل، ورجل في مدينة حمص نتيجة الحصار المفروض من القوات النظامية».

معارك دامية

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن معارك عنيفة دارت عند منتصف ليل الاربعاء ــ الخميس بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة أخرى في منطقة جب الجلبي بحي الاذاعة وأيضاً في حي الشيخ سعيد في محافظة حلب.

وفي محافظة الرقة، أكد المرصد السوري استهداف الكتائب المقاتلة «الفرقة 17»، مشيراً إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية.

وفي حمص، تعرضت مناطق في بلدة الغنطو لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي أوضح أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام وعدة كتائب إسلامية في المنطقة بين جوسيه في ريف القصير وجرود عرسال قرب الحدود السورية اللبنانية، مؤكداً وجود خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

جدار تركي

على صعيد ذي صلة، كشف مسؤولون أتراك عن تشييد السلطات لجدار بارتفاع أربعة أمتار على طول جزء من الحدود التركية السورية في محاولة لمنع الأشخاص من تجاوز نقاط التفتيش بشكل غير قانوني.

وأوضح المسؤولون، لـ»حريت» التركية أمس الأول، أن البناء في منطقة كاركاميش فى محافظ غازي عنتاب جنوب شرق تركيا سيستمر بعض الوقت، وسيمتد الجدار لجزء من الحدود البالغ طولها 900 كيلو متر.

في غضون ذلك، وبينما بدأ الائتلاف السوري برئاسة أحمد الجربا في اسطنبول محادثات الموقف النهائي من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس أن الفرقاطة الصينية «يان شينغ» توجّهت الثلاثاء الفائت إلى البحر المتوسط لمرافقة عملية النقل البحري للأسلحة الكيماوية من سورية.

(دمشق، إسطنبول، بكين- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

back to top