مكرم محمد أحمد: السيسي سيخسر إذا دعمه «المصلحجية»
«المصريون لن يثوروا مجدداً لكنني قلق على الحريات... ويجب إعطاء فرصة للأحزاب الدينية لتوفيق أوضاعها»
شدَّد نقيب الصحافيين المصريين الأسبق، الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، على ضرورة تقوية العلاقات الأمنية بين مصر ودول الخليج خلال الفترة المقبلة؛ لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة التي باتت تهدد أمن المنطقة، مشيراً في مقابلة مع «الجريدة» إلى اعتقاده بأن الرئيس السيسي يتمتع بشعبية كبيرة بين المصريين ولا يحتاج إلى تحالف حزبي يسيطر عليه «المصلحجية». وفي ما يلي نص الحوار:
• بدايةً، ما رأيك في التحالف الحزبي الذي يجري تشكيله لدعم الرئيس السيسي؟- هناك مجموعة تقول إن السيسي ليس له ظهير سياسي أو حزب يدعمه، فيحاولون إنشاء تحالف حزبي لمساندته، وأعتقد أنها خطوة لن تنفع السيسي أكثر مما ستضره، فعبد الناصر أنشأ الاتحاد الاشتراكي خلال فترة رئاسته، فانضم إليه «المصلحجية»، لأنه عندما يتبنى الرئيس حزبا في السلطة لا تتوقع أن يكون حزباً مضحياً، ولكنه سيكون حزباً باحثاً عن المكاسب، وسيكون عالة عليه أكثر من أن يكون عونا له، ولا أتوقع أن يكون هذا التحالف سنداً قوياً لرئيس يتمتّع بهذا الحجم من الشعبية، فالسيسي لن يكسب قلوب المصريين إلا إذا قدم إليهم ما يؤكد حرصه على الحكم الرشيد.• كيف تقيم فوز السيسي الكاسح في الانتخابات ومستقبل الإخوان في عهده؟- السيسي هو الحاكم الوحيد الذي حظي بثقة المصريين قبل انتخابه، لانحيازه إلى الشعب في 30 يونيو، وعلينا أن ندرك أن الإخوان لم يتبخروا دخانا في الهواء، فإذا كانت هناك نسبة من القيادات هربت إلى الخارج فإن معظم القواعد لاتزال على اتصال دائم تعمل وتكيد وتتآمر.• ما الذي تأمله من الرئيس في ما يتعلق بملف الحريات؟ - أشعر بقلق في ما يخص الحريات، ولكن الرئيس أكد التزامه بالنصوص الدستورية، واحترامه لحرية التعبير، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تكون شوكة الدولة قوية لمجابهة من يرفع السلاح في وجهها، أو يهدد أمن مواطنيها، كما أن «السيسي» عليه إدراك أنه يجب الحفاظ على حرية الصحافة، لأنه لن يرى كل شيء، ولأن الصحافة الحرة هي التي ستمنع تراكم المشكلات والأخطاء، وسوف تدله على الأشياء القبيحة والجميلة في الوقت نفسه.• هل تؤيد إطاحة السيسي، على غرار مرسي، إذا أخفق في تلبية طموحات الشعب؟- لا أتصور أن الرئيس السيسي سيخفق إخفاق مرسي، والأخير كان بمثابة فاصل كوميدي، وأعتقد أن السيسي قرأ ملفات مصر جيداً بتفاصيلها الفرعية، وواضح أن وجوده في قلب الفترة الانتقالية جعله يعرف كثيراً جداً مما يجري في مصر الآن، فضلا عن أن الدستور لا يعطيه أكثر من فترتين للحكم، مما يقلل فرص خروجه على المصلحة العامة أو انحرافه بالسلطة.• هل تتوقع استمرار تأييد دول الخليج للنظام المصري الجديد؟- أعتقد أن التحالف المصري الخليجي سوف يستمر ويقوى، خاصة أن الأميركان يشدون رحالهم من المنطقة، فهم لا يريدون خوض حرب جديدة في أي قضية تخص الشرق الأوسط، حتى في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وهناك خطر على دول الخليج من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تهدد مصر أيضا، ما يجعل من الضروري تقوية العلاقات الأمنية بين مصر والخليج لمواجهتها.• وماذا عن مستقبل التيار السلفي وحزب «النور»؟التيار السلفي يمثل لغزاً من وجهة نظري، فرئيس حزب النور يونس مخيون أحيانا تصدر عنه تصريحات عاقلة وأحيانا أخرى تصدر عنه تصريحات غريبة، وأتصور أنه يجب إعطاء فرصة للأحزاب القائمة على أساس ديني لتوفيق أوضاعها، وأن تكون هناك شروط واضحة لهذا التوفيق.