كنت أجتاز طريقي المعتاد للعمل، المضحك أني كنت أستنكر أعمال الصيانة في الشارع، عام مضى إلى أن اعتدتها وبات هذا الطريق غير المكتمل شيئاً اعتيادياً، أمشي في الدائري السريع وأجد الحجارة ترجم سيارتي وكل السيارات من حولي، كنت لوهلة أظن أن هناك شاحنة أمامي محملة بالصخور واتضح بعد ذلك أنها مشكلة في شوارع الكويت.

Ad

 أذهب إلى مقر عملي دون وجود مواقف لسيارات الموظفين العاديين مثلي أنا وزملائي، أما المديرون فلديهم مواقفهم الخاصة، أذهب إلى أداء معاملة في أي وزارة فلا أجد موقفاً لسيارتي، ما المتوقع مني؟ هل من الممكن أن أذهب بطائرة ورقية للجهات الحكومية أو حتى الخاصة؟

اعتدت جميع النواقص في الكويت، حتى إني اعتدت في كل زيارة لي للمستوصف رغم أنها زيارات متقطعة أن أشاهد العاملات يأكلن الحلويات والسندويشات دون أي خجل من المراجعين، وكأني أزور بيت جدتي، تكلمني وهي تمضغ الطعام بكل أريحية هنيئاً لها ولقمة هنية يا سيدتي!

اعتدت أن البيروقراطية جزء لا يتجزأ من معاملاتنا اليومية، وتعلمت أنه بعد الساعة الثانية عشرة لن تجد أي جهة حكومية تستقبلك، وتأكدت أن الفوضى هي سيدة الموقف في بلد رائع وجميل مثل الكويت.

والمخيف في كل هذا أني بت أعتاده، وفكرة أنني أعتاد وضعاً خاطئاً هي فكرة غير سليمة، وهي ما ستجعلني أنبهر من النظام في أي بلد، وأرجع فأصدم بالواقع في الكويت، فكرة أن كل من حولي يتطور إلا نحن تلك هي المأساة، كم أشعر بالأسى علينا ككويتيين، شعب اعتاد البيروقراطية ورغم ذلك لا يزال يسعى إلى الأفضل، ولكن دون وجود أي تعاون من الوزارات أو الجهات الحكومية، أما مسألة التراخيص التجارية في الكويت فهي تحتاج إلى مجلد أحكي فيه عن الذل الذي يواجهه المواطنون لاستخراجها، والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تحمل مزاجية موظف كسول، أو تحمل فكرة أنه قد يتم اختفاء ملفك، أو بكل بساطة طلب أشياء شبه مستحيلة مع الكثير من المماطلة، العالم يسعى إلى التطور إلا نحن "مكانك راوح"!

قفلة:

ذكرت جريدة "القبس" الكويتية في تقرير نشر في تاريخ 2014-1-20 أن الكويت جاءت في المركز الثاني عالمياً من حيث نسبة المصابين بالسمنة وفق أحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية، وأن وصول نسبة المصابين في مجتمعنا إلى40% يشير إلى مستوى الخطورة التي تواجهنا، حيث تحتل النساء المركز الأول بين المصابين بنسبة 42%، ويأتي الرجال والأطفال في المركز الثاني! دراسة مخيفة ومؤشر خطير على تدني الوعي الغذائي لدى الأسرة الكويتية... ومنا إلى المعنيين!