نظم مستشفى السلام الدولي مؤخرا محاضرة توعية بشأن أمراض الثدي، تحت عنوان «الاكتشاف المبكر = الشفاء من المرض»، حاضر فيها استشاري ورئيس قسم الجراحة العامة وجراحة السمنة والمناظير د. محمد فؤاد واستشاري ورئيس قسم الأشعة التشخيصية د. علي التركماني.

Ad

وشدد د. محمد فؤاد، خلال المحاضرة، على أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، مشيرا إلى أن الاكتشاف المبكر يؤدي إلى ارتفاع نسبة الشفاء، خاصة أن أي امرأة معرضة للإصابة بسرطان الثدي، لكن النسبة تتضاعف منذ سن الـ 45 فما فوق.

الوراثة

وعن أسباب الإصابة قال فؤاد إن «الوراثة من العوامل الرئيسية لهذا المرض، ومن الممكن أن تحدث إصابات بعيدة عن الوراثة من خلال حدوث طفرة جينية مفاجئة»، لافتا إلى أن الإصابة بسرطان الثدي تقل نسبتها عند المرأة المتزوجة والمرضعة، وتزداد عند المرأة السمينة والمدخنة والتي لا تمارس الرياضة كثيرا.

وشدد على أهمية الفحص الذاتي الشهري للمرأة بعد انتهاء الدورة الشهرية، وفي حال ملاحظة أي تغييرات عليها زيارة الطبيب فورا، مؤكدا أن السيلكون لا يسبب سرطان الثدي بل هو حاجب لإخفاء حقيقة الأنسجة بالثدي، مما يؤخر عملية اكتشاف أي خلايا سرطانية فيه.

وأكد فؤاد وجود رابط بين الجين المسؤول عن السمنة «اف تي او» وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، مشيرا إلى أن باحثين وجدوا أن من لديهن تغيراً في هذا الجين يزداد خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 30 في المئة.

وأوضح أن زيادة وعي السيدات وحرصهن على الكشف المبكر عن سرطان الثدي خفضا نسبة الوفيات الناجمة عن هذا المرض الشائع، مما جعل القائمين على الرعاية الصحية في أوروبا والولايات المتحدة يركزون بشكل كبير على زيادة جرعة التوعية بضرورة الكشف المبكر، معتبرا أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي مسؤولية كل سيدة بالدرجة الأولى، وذلك من خلال عدد من الخطوات والإجراءات البسيطة للغاية التي يجب عليها أن تقوم بها.

تطور صامت

وأوضح فؤاد أن سرطان الثدي من الأمراض التي تتطور بشكل صامت نظراً لأنه يحدث في نسيج غدة الثدي الكبيرة نسبياً، ولذلك فإن السرطان لا يظهر بشكل واضح إلا حين تتشكل كتلة كبيرة الحجم، لافتا إلى أنه في كثير من الأحيان تراجع المريضة بكتلة سرطانية متقدمة لم تكتشف إلا في وقت متأخر، وربما تترافق تلك المراجعة مع انتشار الورم في الجسم.

من جهته، أكد استشاري ورئيس قسم الأشعة التشخيصية في المستشفى د. علي التركماني أن الفحوصات الإشعاعية والمخبرية تهدف إلى اكتشاف السرطان في أبكر مرحلة ممكنة، حيث يكون حجم الآفة السرطانية صغيراً وقبل أن ينتشر السرطان في الجسم، وحينئذ يكون قابلاً للشفاء، لافتا إلى أن الأبحاث أثبتت أن هناك علاقة ثابتة بين حجم الكتلة الورمية عند اكتشاف سرطان الثدي ونسبة شفاء المرض أو فترة بقاء المريضة على قيد الحياة.

 وأوضح أنه كلما اكتشف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة أكثر كانت فرصة المريضة في تحقيق الشفاء الكامل من سرطان الثدي أفضل، مشيرا إلى أن نسبة الشفاء تصل في بعض أنواع سرطان الثدي المبكر (السرطان الموضع) إلى ما بين 98 و99%. وهذا النوع من السرطان يكتشف بسهولة على الصورة الإشعاعية للثدي.

وتطرق التركماني إلى الشكاوى في منطقة الثدي التي تستوجب مراجعة الطبيب مباشرة، مبيناً أنه «باستثناء الألم الذي يحدث في الثديين أثناء الحمل أو الفطام من الإرضاع أو قبل العادة الشهرية، فإن أي شكوى أخرى في الثدي يجب أن تدفع إلى مراجعة الطبيب.

 وبيَّن أن أبرز الشكاوي في حالات السرطان هي اكتشاف كتلة في الثدي، وهي الشكوى الأهم لأن نسبة وجود السرطان عند اكتشاف كتلة في الثدي تبلغ 10-15%، فضلاً عن تبدلات الحلمة (انقلاب الحلمة إلى الداخل، خروج دم أو سوائل غير طبيعية منها)، وتبدلات شكل الثدي (كالتورم غير المتناظر أو انخفاض منطقة من الثدي إلى الداخل)، وتبدلات جلد الثدي (احمرار الجلد، الإكزيما الجلدية، تورم الجلد مع وضوح المسام الجلدية)، إضافة إلى وجود ألم في أحد الثديين غير مرتبط بالعادة الشهرية.

فحوصات

وعن فحوصات الصورة الإشعاعية للثدي (الماموغرام) أوضح أنها صورة بسيطة تجرى بواسطة الأشعة السينية، موضحاً أن هذه الطريقة تجرى بشكل مشابه لإجراء صورة الصدر أو صور العظام الإشعاعية في حالات الكسور، إلا أنها تحتاج إلى جهاز خاص لضغط الثدي وعند إجراء الصورة الإشعاعية للثدي يتم ضغطه بين لوحين مستويين، مما يؤدي إلى بعض الانزعاج، ولكن دون أن يصل ذلك إلى درجة الألم الشديد.

من الجدير بالذكر أن مستشفى السلام الدولي قدم طوال شهر أكتوبر خصومات كبيرة على فحوصات الثدي وصلت إلى 50% على الفحص بالموجات فوق الصوتية، فضلاً عن خصم 30% على فحص الثدي بالماموغرام.