الطاقة تسعد وتزعج الأميركيين... آبار النفط المحلية تنقذ الاقتصاد المتعثر

نشر في 10-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 10-11-2013 | 00:01
خطة تصنيع طموحة ترفع الأجور وتخفض معدلات البطالة

يشير تحليل صحيفة وول ستريت جورنال الى وجود أكثر من 3900 بئر اليوم في تلك المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150000 نسمة.
ازداد التركيز في السنوات القليلة الماضية على مصادر الطاقة البديلة على اختلافها، وتحول هذا الهدف الى هاجس يشغل العديد من الدول، خصوصا اليابان التي شرعت في بناء طواحين رياح عائمة، بغية تلبية احتياجاتها من الطاقة التي تفتقر اليها بشدة.

وفي شتى أنحاء الولايات المتحدة تنتشر اليوم مجموعات ضخمة من آبار النفط والغاز على مقربة من المناطق السكنية التي رحب بعضها بالطفرة الجديدة، ورأى البعض الآخر أنها مصدر ازعاج واساءة الى البيئة. 

وأجرت صحيفة وول ستريت جورنال في الآونة الأخيرة تحليلا لمواقع آبار النفط في أكثر من 700 مقاطعة ضمن 11 ولاية منتجة للنفط بصورة رئيسية، وتبين من نتائج ذلك التحليل الميداني أن ما لا يقل عن 15.3 مليون أميركي يعيشون ضمن مسافة ميل فقط من بئر نفطي من الفئة التي تم حفرها في البلاد منذ سنة 2000، ويشكل ذلك الرقم أكثر من عدد سكان ميتشيغان أو نيويورك. 

والحديث هنا لا يشمل الخطط الأميركية الرامية الى استخراج الزيت الحجري في بعض الدول الأوروبية، ومن شأنها طبعا خفض اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط بحلول سنة 2020، بحسب تقدير مصادر هذه الصناعة.

وتأتي هذه الموجة الجديدة من التركيز على بدائل الطاقة، وتطويرها، نتيجة طفرة استثنائية في هذا المجال نجمت، الى حد كبير، عن مشاريع التكسير الهيدروليكي الذي يمثل طريقة عملية من أجل استخراج الوقود الحفري من تشكيلات لم يكن ممكنا بلوغها في السابق. 

وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز أخيراً فإن طريقة التكسير جعلت من الممكن اجراء عمليات حفر في كولورادو وبنسلفانيا وتكساس اضافة الى ولايات أميركية اخرى. 

قد ينطوي هذا التغير في الصورة على جوانب دراماتيكية. ويتضح ذلك، على سبيل المثال، من خلال معلومات تشير الى وجود أقل من 20 من آبار النفط والغاز في مقاطعة جونسون بولاية تكساس في سنة 2000، وكانت شريحة بسيطة فقط من السكان تعيش على مقربة من بئر أو تعرف مواقع تلك الآبار.

ويشير تحليل صحيفة وول ستريت جورنال الى وجود أكثر من 3900 بئر اليوم في تلك المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 150000 نسمة يعيش 99.5 في المئة منهم ضمن مسافة ميل فقط من إحدى الآبار، وان تحولات مماثلة حدثت في أنحاء من بنسلفانيا وكولورادو ووايومنغ. وبحسب احصاء سنة 2010 توجد 23 مقاطعة على مستوى الولايات الأميركية –يبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة- تحتوي على أكثر من 3 آبار جديدة في كل ميل مربع. 

وهكذا يمكن القول إن عمليات التكسير أعطت دفعة جلية الى الاقتصاد الوطني المترهل، كما أن الولايات المتحدة تنعم بوفرة واضحة من الغاز الطبيعي الرخيص الذي يخفض قيمة فواتير استهلاك الكهرباء والتدفئة المنزلية.  

back to top