تحتفل الدولة المصرية بالذكرى الثالثة لثورة «25 يناير» وأعياد الشرطة اليوم في ظل استنفار أمني لمواجهة أي تحركات لأنصار جماعة «الإخوان» بعدما حاولت الجماعة المناورة سياسياً باعتذار باهت لجذب شباب الثورة إلى صفها.

Ad

أوشك سباق الاستعداد للذكرى الثالثة لثورة «25 يناير» بعد غد يبلغ نهايته بين فرقاء المشهد السياسي المصري بعدما أعلنت الحكومة خطتها لإحكام قبضتها على الشارع مفضلة الاحتفال بذكرى الثورة اليوم مستبقة أي أحداث عنف.

وتقيم القوات المسلحة احتفالية ضخمة بالذكرى الثالثة للثورة مساء اليوم في حضور الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي في رسالة تكشف إصرارها على عبور السبت المقبل الموافق لذكرى «25 يناير» دون تراجع أمام تحركات «الإخوان» المناهضة لها.

الاحتفال يأتي بعدما أعلنت وزارة «الداخلية» حالة الاستنفار الأمني ودفعت بنحو ربع مليون شرطي لتأمين شوارع العاصمة والمحافظات، وقال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء جمال عبدالعال إن «25 يناير» المقبل سيحظى بأعلى نسبة وجود أمني سواء من قبل قوات الداخلية أو الجيش، مضيفاً أن «عناصر الشرطة لديها تعليمات مشددة للتعامل بحزم مع كل من ينتهج العنف».

الاستعدادات الحكومية لتأمين الاحتفال بذكرى «25 يناير» جاءت في أعقاب تحرك مؤسسة «الرئاسة» لامتصاص غضب شباب الثورة الذي استاء من هجوم سياسي وإعلامي على ثورة «25 يناير» ورموزها، بعدما استقبل الرئيس منصور وفداً من ممثلي قوى الشباب أمس الأول في لقاء استغرق 5 ساعات، أكد خلالها منصور أنه لا عودة للوراء، مشيراً إلى أن الشباب هم «عماد مصر التي لن يبنيها سواهم».

وشدد منصور على أن «ثورة يناير شعبية نزيهة أطلق شرارتها الشباب، وشاركت فيها كل فئات الشعب، وأن ثورة 30 يونيو جاءت كمد ثوري لإعادة ثورة 25 يناير إلى مسارها الصحيح»، واعداً الشباب بالنظر في مطالبهم بتفعيل مفوضية لهم ورعاية حوار بين مختلف قوى الشباب، في حين قال المستشار الإعلامي لمؤسسة «الرئاسة» أحمد المسلماني إن «الشعب هو المالك لثورة يناير، ولا يجوز لأي فصيل أو تيار أن يعطي نفسه الوصاية عليها».

إلى ذلك، بدأت عدة قوى سياسية مطالبة بترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة استعداداتها للنزول غدا وبعد غد لحث السيسي على إعلان ترشحه، بعدما دعا الإعلامي توفيق عكاشة عبر فضائية «الفراعين» إلى تنظيم تظاهرات عقب صلاة الجمعة أمام قصر»عابدين» الرئاسي بوسط القاهرة يعقبها تظاهرات السبت أمام مقر وزارة «الدفاع» شرق القاهرة.

وبينما أطلق المنسق العام لحملة «مصر بلدي» وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين دعوة لجموع الشعب للنزول إلى الميادين للاحتفال بذكرى الثورة يوم السبت، فضلاً عن مطالبة السيسي بالترشح، أكد المتحدث الإعلامي للتيار الشعبي أحمد عاطف لـ»الجريدة» أن التيار سيشارك مع مختلف قوى جبهة «الإنقاذ الوطني» في إحياء ذكرى الثورة، دون تحويل اليوم إلى مناسبة لتفويض شخص بعينه أو الانجرار إلى العنف.

من جهتها، حاولت جماعة «الإخوان» المناورة مساء أمس الأول بنشر بيان يحمل «شبه اعتذار» عن أخطاء الجماعة طوال السنوات الثلاث الماضية، وأكدت، في بيان على موقعها الإلكتروني أنه «إذا كان الجميع قد أخطأوا فلا نبرئ أنفسنا من الخطأ الذي وقعنا فيه»، مشددة على أن «قيادات الجماعة اقتنعوا بحكمة أن الوطن للشعب كله بكل أفراده وفصائله وقواه، نديره عبر مشاركة حقيقية من كل أطيافه لا تستثني أحداً ولا تقصي أحداً ولا تحتكر الحقيقة ولا تتحكم في توزيع صكوك الوطنية بالهوى».

وقدم المتحدث باسم حزب «الوسط» الإسلامي عمرو فاروق في مؤتمر للحزب أمس الأول اعتذار الحزب الرسمي عن «كل الأخطاء التي ارتكبتها قياداته»، فضلاً عن الاعتذار عن «أخطاء تيار الإسلام السياسي كله في حق الثورة»، موجهاً التحية إلى حركة «شباب 6 أبريل»، التي تحدثت في مؤتمر صحافي أمس عن الاعتذار للشعب والتأكيد أن الجميع أخطأ، معلنة مشاركتها في تظاهرات «25 يناير» مشددة على سلمية التظاهر.

من جهته، أعلن أمس «التحالف الوطني» الذي تقوده «الإخوان» عما سماه «رؤيته الاستراتيجية الثانية» توحيدا للجهود الثورية الماضية قبل ذكرى الثورة، كاشفا عن «خريطة عمل ثوري» تبدأ بصورة متتالية ومتتابعة ولا تقتصر على يوم واحد بداية من غد حتى 11 فبراير ذكرى تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكداً أن الفعاليات ستنطلق غداً بجمعة «التحدي الثوري»، على أن تبدأ بحسب البيان بـ»الاحتشاد المهيب» في القاهرة الكبرى والتصعيد تباعاً في جميع المحافظات.

إلى ذلك، قضت محكمة جنح في القاهرة بحبس ثلاثة أشخاص عامين لكل منهم بتهمة تحطيم حجر الأساس لنصب تذكاري أقامته الحكومة لضحايا الثورة، ومن بين المدانين الثلاثة ناشط من حركة 6 أبريل.

على صعيد آخر، انتقدت وزارة الخارجية أمس قرار الولايات المتحدة عدم دعوتها إلى القمة الأميركية- الإفريقية التي ستعقد في أغسطس المقبل في واشنطن واصفة إياه بـ«الخاطئ».