أثارت فتوى أطلقها النائب الأول لرئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، أمس الأول، حول دفاع الشخص عن عرضه، جدلاً واسعاً، بعدما قال في نص فتواه: «من قُتل دون عرضه فهو شهيد، أما إذا كانت الحالة أنه يُقتل وتُغتصب زوجته فلا يجب عليه الدفع في هذه الحالة، لأن تخفيف إحدى المصيبتين أولى من جمعهما عليه».
وعلى الفور شنّ نشطاء هجوماً إلكترونياً على برهامي وفتواه، ودشن بعضهم «هاتشاغ» مُسيئاً لنائب رئيس الدعوة السلفية، على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، بخلاف مئات التعليقات الساخرة والهجومية ضد صاحب الفتوى، التي جاءت في وقت يعاني فيه الشارع المصري ظاهرة التحرش الجنسي، ليكتب أحدهم رداً على فتوى برهامي: «ليه تتحرش لما ممكن تغتصب؟».من جانبه، قال برهامي في توضيح للفتوى على موقع الدعوة السلفية الرسمي «أنا السلفي»، إن الفتوى تم اجتزاؤها من سياقها، موضحاً أن إجماع الفقهاء في حُكم دفع الصائل عن العرض، هو الوجوب، ويأثم الإنسان بتركه، إلا أن الشافعية شرطوا لوجوب دفاع الشخص عن العرض وعرض غيره بالقدرة، مشيراً إلى قول الإمام العز بن عبدالسلام: «يجب الصبر على شدة الآلام إذا تضمن الصبر على شدتها بقاء الحياة».وقال وكيل أول وزارة الأوقاف سالم عبدالجليل، إن «الفتوى سليمة من الناحية الشرعية، وإن كان المُقدَّم في الشرع هو الدفاع عن العِرض من باب (من قُتل دون عرضه فهو شهيد)»، موضحاً لـ«الجريدة» أن الإسلام أعطى للفرد رخصاً يأخذ بها حال تعرضه لضررين أحدهما عظيم، من باب سد الذرائع، مشيراً إلى أن سد الذرائع يُعتبر أحد أهم أصول الدين الإسلامي، مضيفاً: «الذريعة عند علماء الأصول هي ما يُتوصل به إلى الشيء الممنوع المشتمل على مفسدة، كأن يترك الرجل زوجته تُغتصب إذا خاف على نفسه الهلكة».
دوليات
هجوم على برهامي بعد «فتوى الاغتصاب»
25-04-2014