من القلب تهنئة لمعالي وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح حفظه الله، بتجديد الثقة الغالية له من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، مما يدل على استشفاف سموه رغبات المواطن وتطلعاته؛ نظراً لما يقوم به معالي الوزير من خطوات إيجابية في مجالي الإعلام والشباب.

Ad

معرفتي بمعالي الشيخ سلمان الحمود الصباح معرفة قديمة لكنها "ولسوء حظي" لم تتجاوز السلام وتبادل حديث قصير، لكنها كافية لمعرفة الرجل وما يتميز به من أخلاق عالية ورقي في الحديث والتعامل، يدعم هذا الرأي الذي يتم تداوله أحاديث وذكر طيب بحق معاليه، ولعلها ملاحظة عابرة أنه أقل الوزراء تعرضاً للانتقاد، ولعل ذلك مؤشر بأنه يسير في الطريق الصحيح نحو أهداف يسعى إلى تحقيقها خدمة لهذا الوطن الذي أسكنه وجدانه.

ولعل مواقفه أثناء الغزو شاهد على ذلك، يعمل بصمت وإخلاص بعيداً عن الصراعات والخلافات التي تؤدي بالضرورة إلى بعثرة الكفاءات وغرس الإحباط في النفوس.

وبودي هنا أن نشير إلى بعض الخطوات الناجحة التي قام بها معالي الوزير كمثال للذكر لا الحصر، مثل إلغاء قانون الإعلام الموحد الذي أحدث معارضة في الأوساط الإعلامية، وبهذا الإجراء أنهى ذلك الجدل العقيم حول القانون، كما قام بالتوقيع على عقد تجديد متحف الكويت الوطني الذي كان يراوح مكانه منذ عقود من السنين.

ولعلها خطوة شجاعة موافقته على إقامة الحفلات الغنائية مع مراعاة عدم الخروج على اللياقة والاحترام، ولاشك أن الطريق طويل وغير يسير أمام معاليه، ولكن كلنا أمل في مقدرته على تحقيق بعض التمنيات التي نتطلع إليها، فكم نتمنى أن يقوم بالتوقيع على عقد "B.O.T" مع إحدى الشركات ذات الكفاءة العالية لإقامة مدينة إعلامية متكاملة بكل ما تحتويه من فنادق وبحيرات وحدائق عامة ومدن قديمة لتكون منطقة سياحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

نتمنى أن تعود الكويت كما كانت "هوليوود" الخليج، ويعود تلفزيون الكويت مايسترو لإنتاج البرامج والمسلسلات التي غدت جزءاً من تاريخ البلاد في فترة الازدهار والزمن الجميل عندما كان الكل يعمل من أجل الكويت بعيداً عن المصالح الآنية والتوجهات السياسية والحزبية أو الطائفية والقبلية، وكانت الكويت تجمعنا قولاً وفعلاً بلا شعارات جوفاء.

كم نتمنى أن يتغير النظام الممل الذي درج عليه تلفزيون الكويت، خصوصاً في نشرة الأخبار التي تجاوزها الزمن، ومع جل احترامنا وتقديرنا للكوكبة من العاملين في إذاعة وتلفزيون الكويت، لكن أعتقد أنه حان الأوان لتسليم الراية إلى كوكبة أخرى من الشباب لاكتشاف مواهب جديدة بدماء جديدة ليعود إلى تلفزيون الكويت مشاهدوه الذين هجروه إلى قنوات أخرى.

معالي الوزير: ونحن على مشارف شهر الأعياد والتحرير كم نتمنى أن تشهد البلاد احتفالات غير مسبوقة، تعيد البسمة إلى الشفاه والفرح إلى القلوب؛ ليكون شهر فبراير شهراً مميزاً بكل ما فيه لإخراج البلاد والمواطن من حالة الإحباط التي يسعى البعض إلى دفعنا إليها، فما أروع الوطن بكل ما فيه، وما هذا النقد والانتقاد إلا مؤشر على الحب لهذه الأرض الطيبة والرغبة الصادقة بالوصول به إلى مدارج العلا.

معالي الوزير: أنا على يقين من أنه لا يخفى على معاليكم المكانة الدولية التي وصلت إليها البلاد بعد أن غدت تمثل الخط الواصل بين نيويورك وجنيف باستقطاب العديد من المؤتمرات الدولية، فعلى أرضها الطيبة عقدت خلال الأشهر الماضية مؤتمرات عالمية عدة كان لها صدى طيب في كل أنحاء الدنيا، ولا شك أن هذه المكانة تحتاج إلى دعم وإمكانات إعلامية متطورة لمواكبة هذه الأحداث وإبراز دور الكويت الريادي في المجال الإنساني الذي غدا محل إشادة وتقدير، ومع كل الاحترام والتقدير للأردن الشقيق، فكم كنت أتمنى أن تحتل دولة الكويت المقعد غير الدائم في مجلس الأمن الدولي بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية، خصوصاً أن الكويت تتولى حالياً رئاسة العديد من التجمعات الدولية مثل "منظمة الحوار الآسيوي"، ومؤتمر "القمة العربية الإفريقية" و"مجلس التعاون الخليجي" و"مؤتمر القمة العربي".

كما قامت بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة وموافقة ورعاية كريمة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتنظيم مؤتمري الدول المانحة لسورية "كويت1" و"كويت2" لمواجهة الأوضاع الإنسانية المأساوية، إن هذه المكانة الدولية تؤهل دولة الكويت لأن تلعب دوراً محايداً في مناقشات مجلس الأمن بعيداً عن المصالح أو التحالفات والصراعات الإقليمية، رصيدها في ذلك احترام وتقدير دول العالم للكويت وقيادتها الحكيمة.

معالي الوزير: كلنا أمل أنكم أهل للثقة الغالية، ودعاؤنا لكم بالنجاح والتوفيق... والدعاء بأن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

لمسة وفاء:

من رجل الوفاء في الكلمة التي ألقاها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، في افتتاح مؤتمر القمة العربية الإفريقية الثالثة التي عقدت في الكويت بالفترة من 19إلى 20 من شهر نوفمبر من عام 2013، أعلن سموه إنشاء جائزة دولية سنوية بقيمة "مليون دولار" باسم الدكتور عبدالرحمن السميط، رحمه الله وجعل الجنة مثواه، إنها بحق لمسة وفاء لأحد رجالات الكويت ممن سطر التاريخ اسمه بأحرف من نور العطاء والخير.

كان شخصية يأسرك بتواضعه الجم وإخلاصه وحبه للخير بلا حدود، لم يسعَ إلى منصب، فلو أراده لناله، لم يهرول وراء المال فلو كان طامعاً به لكان ملك يديه، لم يتكالب على القيادة وهو أهل لها بل كان زاهداً بها، فوجد سعادته بمسح دمعة يتيم أو إطعام طفل جائع نهش الجوع جسده وبإغاثة عجوز بلا مأوى.

فلكم سمو الأمير... شكر وتقدير على لمسة الوفاء التي أنتم أهل لها، وإلى روح رجل الخير دعاء من قلوب تحبك... بأن يسكنك الرحمن فردوسه الأعلى.