المشاركون في أمسية تأبين حسين مسيب: الظروف الصعبة دفعته إلى استلهام عذابات الكادحين

نشر في 13-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-11-2013 | 00:01
احتضنت مكتبة الكويت الوطنية حفل تأبين الفنان التشكيلي حسين مسيب الذي توفي في شهر أكتوبر الماضي.
أكد المشاركون في أمسية تأبين الفنان حسين مسيب قدرة الراحل على تجاوز العقبات، معتبرين الظروف الصعبة التي عاشها كانت دافعاً إلى استلهام عذابات الكادحين.

جاء ذلك خلال أمسية التأبين «حسين مسيب: الإنسان والفنان» الذي اشترك في تنظيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومنتدى «قادمون» الثقافي في المكتبة الوطنية، وبحضور مجموعة من أصدقاء الراحل وعدد من محبيه.

تنوعت الفقرات خلال أمسية الوفاء للراحل حسين مسيب، وتضمنت محاضرة فنية تحدث فيها زميله الفنان التشكيلي حميد خزعل، ومعرضاً استعادياً ضم أعمالاً منتقاة للراحل، إضافة إلى شهادات شخصية لبعض الأصدقاء وفيلم يوثق لأبرز محطات مسيب.

إبهار

بكلمة مقتضبة للكاتب عبدالوهاب سليمان، انطلقت الأمسية ثم أعقبه في الحديث الفنان فاضل العبار ممتدحاً تواضع الراحل الذي لم يكترث بالأضواء بل ركز على فنه، واضاف: «أعماله تتقاطع مع لوحات الفنان العالمي فان غوخ، كما أنه يستخدم ألوان تبهر المتلقي وتعبر عن حياة البسطاء».

إرث البسطاء

وعن إرث الفنان حسين مسيب، تحدث زميله الفنان جاسم بوحمد مشيرا الى أن الراحل من التشكيليين الذين سجلوا الحياة القديمة في أعماله، وأعطى الكثير لفنه وعمله بينما لم يحصد سوى القليل.

أما الناقد خالد العبد المغني فركز على الموضوعات الإنسانية التي قدمها الراحل، لافتاً الى أن هذا الاتجاه وضعه في مرتبة التميز، ويعتبر أن رحيله أشبه برحيل طائر النورس إلى بحر آخر في مواسم الهجرة.

تجربة استثنائية

بدوره، أثنى الأديب وليد الرجيب في كلمته على تجربة الراحل، لافتا الى انه يعد احد المبدعين الاستثنائيين الذين تتلمس سر عظمتهم من البساطة والتواضع، مؤكداً أن الاشياء العظيمة بسيطة حد الدهشة وكذلك كان مسيب الذي انحاز بفنه إلى الإنسان الكادح والمهمش.

ولفت الرجيب الى أن المسيب التقط بعين فنان قدير التفاصيل الصغيرة للحياة القاسية التي عاشها منذ الطفولة، مشدداً على أنه كان معلما في التسامح الديني والطائفي بين البشر وكان يحلم بعالم يسوده السلام والمحبة.

مشوار فني

وفي المحاضرة، أعلن الفنان التشكيلي حميد خزعل أنه بصدد إعداد كتاب يتناول الراحل إنسانياً وفنياً ويستعرض خلاله محطات مهمة في مشواره، وتابع: «ولد حسين مسيب في عام 1935 وعند بلوغه الخامسة توفي والده وتذوق طعم اليتم، بعد بضعة أعوام توفي شقيقه الكبير، فاضطر إلى التخلي عن مقاعد الدراسة والانضمام إلى سوق العمل في شركة نفط الكويت».

 كما تحدث خزعل عن تأثير هذه الظروف الصعبة في نتاجه الفني، مبيناً أن هذه النشأة المرتبكة دفعته إلى استلهام عذابات الكادحين وآلامهم اليومية.

موهبة فطرية

ثم عبّر  محمد ابن الراحل، حسين مسيب عن تقديره للجهات المنظمة للتأبين، موضحاً أن والده لم يدرس الفن أو يتلقاه في قاعات التدريب في صغره، بل اعتمد على موهبته في الرسم والنحت مستفيداً من عناصر التطوير الذاتي، ثم تحدث مسيب الابن عن تصميم والده على استكمال دراسته، فلم يود الراحل تفويت فرصة متابعة تحصيله العلمي وإن كان متأخراً، إذ انخرط ضمن التعليم المسائي لاستكمال مشوار المعرفة إلى أن نال شهادة الثانوية العامة، ثم شدّ الرحال إلى يوغسلافيا لدراسة الفلسفة». وبشأن شغف والده بالألوان، قال الابن ان الراحل كان يميل إلى خلط الالوان بشكل مختلف للحصول على درجات مختلفة في الألوان تحتاج إلى جهد كبير إلى التعبير عن مشاعره.

back to top