المسيحيون يغادرون الموصل مع انتهاء مهلة «الدولة الإسلامية»

نشر في 20-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-07-2014 | 00:01
No Image Caption
أربيل تستبق وصول الطالباني وتبدأ خطوات عملية للاستفتاء على مصير كردستان
في خطوة تهدف إلى إفراغ العراق من نسيجه الوطني، أجبر مسيحيو العراق على الرضوخ لمطالب «الدولة الإسلامية»، وغادر معظمهم مدينة الموصل تاركين بيوتهم وممتلكاتهم وتوجهوا إلى المحافظات الكردية الآمنة، في حين بدأ إقليم كردستان العراق خطواته العملية للاستفتاء على الاستقلال.

غادر معظم السكان المسيحيين مدينة الموصل العراقية أمس مع انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف سابقاً بـ»داعش» ورددتها أمس الأول بعض مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت.

وأوضح بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو أمس: «لأول مرة في تاريخ العراق تفرغ الموصل الآن من المسيحيين»، مضيفا أن «العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل في إقليم كردستان العراق».

وقال ساكو إن مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بياناً يطالبهم بتركها.

وذكر ساكو أن البيان دعا المسيحيين في المدينة «صراحة الى اعتناق الإسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أي امتعة، كما أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدا الى الدولة الإسلامية»، مشيرا الى أن عناصر هذا التنظيم الجهادي المتطرف «كانوا في وقت سابق قد كتبوا على بيوت المسيحيين حرف النون أي نصارى، كما كانوا قد كتبوا على بيوت الشيعة حرف الراء أي روافض».

ووجه ساكو نداء الى «أصحاب الضمير الحي في العراق والعالم، الى صوت المعتدلين من إخوتنا المسلمين في العراق والعالم، الى كل من يهمه امر استمرار العراق كوطن لجميع أبنائه ان هذه الاشتراطات تسيء الى المسلمين والى سمعة الدين الإسلامي»، مشيرا إلى أنها «نقض لـ1400 سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامي وتعايشه مع ديانات مختلفة وشعوب مختلفة شرقا وغربا واحترام عقائدها والتآخي معها».

وأفاد شهود عيان في الموصل أن بعض مساجد المدينة قامت بدعوة المسيحيين الى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان «الدولة الإسلامية»، ومؤكدة أنه ستتم تصفية من يمتنع عن الخروج.

منظمة العفو

من جهتها، حذرت منظمة العفو الدولية امس من ان جهاديي تنظيم «الدولة الاسلامية» الذين يسيطرون على انحاء واسعة من شمال العراق وغربه «يريدون على ما يبدو القضاء على اي اثر للاقليات» في منطقة الموصل في شمال العراق.

وقالت مديرة فرع المنظمة في الشرق الاوسط سارة ليا ويتسون في بيان نشر أمس إنه يجب على «الدولة الاسلامية ان توقف فورا حملتها الشريرة ضد الاقليات في الموصل ومحيطها»، مشيرة الى ان التنظيم «يريد على ما يبدو القضاء على اي اثر للاقليات في المناطق التي يسيطر عليها في العراق».

وتابعت ان «قادة ومقاتلي (الدولة الاسلامية) برروا اعمالهم الشنيعة باخلاصهم الديني، انه حكم الرعب». واكدت منظمة العفو ان اقليات اخرى مثل اليزيدية والتركمان والشيعة والشاباك في نفس محافظة نينوى تعرضوا للتنكيل من جانب «الدولة الاسلامية» اكثر من مما تعرض له المسيحيون.

واشنطن

وفي واشنطن، اعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي عن «ادانتها الشديدة» لما يقوم به تنظيم «الدولة الإسلامية» من انتهاكات بحق الاقليات الدينية.

وقالت بساكي إن واشنطن «تدين بأشد عبارات الادانة الاضطهاد الممنهج بحق الأقليات الاثنية والدينية الذي تقوم به الجماعة الإرهابية» المسماة تنظيم «الدولة الإسلامية»، مضيفة أن «هذه الأعمال الشنيعة تؤكد أن المهمة الموكلة لعناصر الدولة الإسلامية هي تقسيم العراق وتدميره وتتعارض مع روح التسامح والتعايش السلمي التي دعا اليها الإسلام».

تحركات كردستانية

الى ذلك، وقبل ساعات من وصول الرئيس العراقي جلال الطالباني الى بغداد بعد أكثر من عام ونصف من العلاج في الخارج، بدأت الجهات الحكومية والسياسية في إقليم كردستان العراق بإطلاق نشاط دبلوماسي مكثف لحث دول العالم على الاعتراف باستقلال كردستان.

وذكرت وكالة «باسنيوز» الكردية أمس، أن من المقرر أن يتم اجراء عمليتي استفتاء في إقليم كردستان خلال العام الجاري، على مرحلتين، إجراء استفتاء على عودة المناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم إلى كردستان، واستفتاء آخر على إعلان استقلال كردستان والانفصال عن العراق.

وكشفت الوكالة الكردية عن حصولها على معلومات من مصدر نيابي رفيع في برلمان كردستان، تشير إلى أنه في الفترة المقبلة سيتم التصديق على مشروع قانوني الانتخابات والاستفتاء، من ثم سيتم استحداث المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الإقليم خلال فترة قصيرة، ثم تنظيم استفتاء على عودة المناطق الكردستانية المستقطعة إلى إدارة الإقليم، وبعدها الاستفتاء العام على مستوى جميع مدن ومحافظات الإقليم، «أربيل، دهوك، السليمانية، كركوك» على استقلال الإقليم، مضيفا أنه سيتم انجاز كل تلك الإجراءات خلال العام الجاري.

من جانب آخر، كثفت القيادة السياسية في إقليم كردستان جهودها ومساعيها لحث الدول على الاعتراف باستقلال كردستان، وقد جاء لقاء رئيس الإقليم مسعود البرزاني مع ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في الإقليم خلال الأيام الماضية في اطار هذه الجهود.

ووفق وكالة «باسنيوز»، فإن حكومة إقليم كردستان والأطراف السياسية في الإقليم تعتزم قريبا إرسال وفود دبلوماسية إلى دول العالم بهدف إقناع قيادات تلك الدول بحق الكرد في دولة مستقلة وإعلان الاقليم استقلاله.

وأعلن سكرتير برلمان الإقليم فخر الدين قادر أنه تم تقديم مشروعي قانون إلى رئاسة إقليم كردستان، الأول يتعلق باستحداث مفوضية عليا مستقلة للانتخابات في إقليم كردستان، والثاني بالاستفتاء الشعبي، وقام البرلمان حتى الآن بإجراء القراءة الأولى لمشروعي القانون وسيتم القراءة الثانية قريبا، مضيفا أنه من المفترض أن تقوم اللجان المختصة في برلمان كردستان، بإعداد تقريرها حول مشروعي القانونين، وإرسال تلك التقارير إلى رئاسة برلمان كردستان خلال 15 يوما من تاريخ استلامهم لهما.

وكشف قادر أن رئيس الإقليم أوعز بضرورة الإسراع بالمصادقة على هذين المشروعين.

اشتباكات متفرقة

إلى ذلك، أعلنت مصادر امنية عراقية أمس، أن 13 شخصا قتلوا وأصيب 11 آخرون أمس، في حوادث عنف منفصلة في مناطق متفرقة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.

كما قامت عناصر «الدولة الإسلامية» بتفجير الثلث الأخير من جسر الهارونية في أطراف المقدادية ما أسفر عن تدميره بالكامل.

من جهتها، شنت قوات البيشمركة الكردية عملية أمنية على أحد مقرات «الدولة الإسلامية» في ناحية جلولاء شمال شرقي بعقوبة وتمكنت خلالها من قتل أربعة من عناصره بينهم قياديً يدعى أبوسليم العصامي.

(بغداد ــــــــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top