رغم سخونة المنافسة بين الفرق المتبارية في نهائيات كأس العالم، التي تشهدها البرازيل حاليا، فإنها تبقى على هامش الصراع القائم بين الشعب البرازيلي وحكومته، إذ تطغى الأوضاع الاقتصادية هناك على الحدث الرياضي العالمي، لما تواجهه البلاد من متطلبات اقتصادية صعبة دفعت الحكومة إلى إصدار بيان لعرض الفوائد الاقتصادية من كأس العالم على المشككين.
وأكدت الحكومة أنها تستثمر نحو 7.8 مليارات دولار في وسائل النقل العام، وما يقارب 8 مليارات دولار في قطاعات الصحة والتعليم، أي أكثر بكثير من الإنفاق على الملاعب، إضافة إلى أن الحدث العالمي يخلق حاليا أكثر من 710 آلاف فرصة عمل.وأكد الأمين العام الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البرازيلية د. ميشيل حلبي، في حوار مع «الجريدة»، أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم يعد علامة فارقة في التاريخ المعاصر للبرازيل، إذ تتطلع غالبية السكان إلى دعم الفريق من جهة، وإنجاح البطولة من جهة أخرى.وأشار حلبي إلى أن هذا الحدث سيسلط الضوء بشكل أكبر على البرازيل، ويظهر للعالم أن هذا البلد يمكن أن يكون قوة اقتصادية إقليمية رائدة، لاسيما أنه في انتظار بطولة الأولمبياد في ريو 2016، والتي ستتوج نحو 8 سنوات من الجهود المكثفة والمتواصلة.وأضاف أن الغرفة رافقت البعثات التجارية والاستثمارية إلى الدول العربية، والتي تشرف عليها الحكومة البرازيلية، وكثيرا ما تستضيف المستثمرين في البرازيل، كما فتحت قنوات اتصال مع وكلاء الاستثمار المحليين وفي الدول العربية، خصوصا منطقة الخليج، من أجل بحث الطرق المثلى للتعاون في مجال الاستثمار، وفي ما يلي نص الحوار:• إلى أى مدى تعد قوانين الاستثمار البرازيلية جاذبة للاستثمارات الخارجية؟- تمتلك البرازيل نظاما متطورا من قوانين الحماية الاقتصادية لحماية المستثمرين الأجانب، وتنطبق هذه القوانين أيضا على رأس المال الأجنبي والمحلي، بحيث لا تواجه مصادر رؤوس الأموال أي مشاكل، كما تمتلك قطاعا مصرفيا قويا تتم إدارته وتنظيمه بشكل جيد من قبل وزارة المالية.أولويات الاستثمارات• هل توجد أولويات للاستثمارات في قطاعات معينة؟ وماذا عن حرية المستثمر الأجنبي لاختيار ما يراه مناسباً لديه؟- نعم، هناك أولوية لبعض القطاعات كونها استراتيجية، حيث تعمل الحكومة البرازيلية على تعزيز الاستثمار في الموانئ والمطارات والطرق السريعة والسكك الحديدية والاتصالات والتأمين والمؤسسات المالية، وتمنح العديد من المناطق المحلية في البرازيل حوافز كبيرة للمستثمرين الأجانب، مثل انخفاض معدل الضريبة، وانخفاض تكاليف الطاقة الكهربائية، ومنح الأراضي وتدريب القوى العاملة... الخ.وللمستثمر الأجنبي الحرية التامة في اختيار المكان المناسب الذي يريد الاستثمار فيه، حيث إن الهيئات المحلية على استعداد لتقديم الخدمات الاستشارية لهم في هذا الإطار.* ما دور الغرفة في تنمية الصادرات البرازيلية إلى الدول العربية عامة؟ ودول مجلس التعاون الخليجي خاصة؟- نحن ملتزمون بتوسيع نطاق التبادل التجاري بين البرازيل وجامعة الدول العربية، ونعمل على تحقيق ذلك من خلال تنفيذ العديد من المبادرات في أميركا الجنوبية والبلدان العربية، مثل إقامة المعارض التجارية وإرسال البعثات التجارية والزيارات الفنية والمشاريع الخاصة بالمشترين... الخ. ولدينا أعمال دائمة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث غالبا ما يتم تبادل الوفود التجارية، بما في ذلك المشاركة الهامة للشركات البرازيلية في المعارض التجارية، كما قمنا بالترويج لمهرجان المنتجات البرازيلية، الذي يشتمل على أكثر من 160 منتجا برازيليا، في مركز سلطان السالمية من 3 إلى 16 يونيو 2014.مراقبة المنتجات• هل للغرفة دور في مراقبة المنتجات الغذائية المصدرة بوجه خاص للدول العربية؟- نقوم في غرفة التجارة العربية البرازيلية بإصدار شهادة المنشأ للمنتجات الغذائية البرازيلية، خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاع المنتجات الحلال، ويتمثل دورنا في التحقق مما إذا كانت هذه السلع منتجة 100% في البرازيل، وما إذا كانت الوثائق صحيحة، لتجنب الوثائق المزورة، بما في ذلك شهادة المنتج الحلال.كما اننا نحظى بعلاقات جيدة مع الهيئات المعنية بالمنتجات الحلال، والتي تقوم بإصدار هذه الشهادة وتضبط عمليات الذبح الحلال، وتقع مسألة مراقبة المنتجات الغذائية على عاتق وزارة الزراعة، التي تقوم بتنفيذ عمليات معقدة في مجال الجودة لضمان ما يتم استهلاكه داخل وخارج البرازيل.الصادرات الطبية• نلاحظ نمو الصادرات البرازيلية من منتجات الأدوية الطبية ومستلزمات المستشفيات بكل أنواعها، هل لنا ببعض الأرقام عن هذا القطاع؟- تعرف البرازيل في العديد من الأسواق على أنها المورد الموثوق والتنافسي للمواد والتجهيزات الطبية، وفي الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري صدرت البرازيل ما قيمته 4.15 ملايين دولار من هذه المنتجات إلى الدول العربية، حيث كانت السعودية ومصر والجزائر والسودان الأسواق الرئيسية لهذه المنتجات، وبالحديث عن الفترة نفسها بلغت قيمة الصادرات البرازيلية إلى كل الشركاء التجاريين 90 مليون دولار.وبدأت "أبيمو" (ABIMO)، الجمعية البرازيلية المعنية بهذا القطاع، مؤخرا، تنفيذ مشروعها للصادرات والمسمى "الأجهزة الصحية البرازيلية"، وتحتل البرازيل حاليا المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول المصنعة للمواد والأجهزة والمعدات المستخدمة في القطاع الطبي والمستشفيات، وتضم غرفة التجارة العربية البرازيلية العديد من الأعضاء العاملين في هذا القطاع.
اقتصاد
حلبي لـ الجريدة•: «كأس العالم» علامة فارقة في تاريخ البرازيل... ويظهرها كقوة اقتصادية إقليمية رائدة
19-06-2014