«انتحاري البقاع» يعيد أجواء التوتر إلى لبنان
مداهمات في الحمرا... وقهوجي يشيد بالنعيم
عاد التوتر من جديد إلى لبنان أمس بعد هدوء نسبي شهد خلاله البلد راحة "أمنية" بضعة أشهر. ووُصِف يوم أمس بالأمني بامتياز، إذ بدأ مع استفاقة المواطنين عند الثامنة والنصف صباحاً على خبر دهم أمني نفذته قوة مشتركة من جهاز الأمن العام وشعبة "المعلومات" في قوى الأمن الداخلي على فندق "نابليون" في منطقة الحمرا، حيث أوقفت عدداً من نزلائه من جنسيات مختلفة بينهم باكستانية وتونسية وعراقية وسعودية وأردنية، واستكمل ظهراً باستهداف تفجير انتحاري بسيارة مفخخة حاجزاً لقوى الأمن الداخلي عند نقطة ضهر البيدر عند مدخل البقاع، ما أدى إلى وقوع شهيد، وإصابة 28 آخرين بجروح خطيرة ومتوسطة. ووقع انفجار ضهر البيدر قبل دقائق من مرور موكب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الأمر الذي زاد من غموض وخطورة التفجير. وذكرت مصادر أمنية أن "القوى الأمنية كانت تطارد سيارة الانتحاري الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً، وبعد أن طالبته بالوقوف إلى جانب الطريق فجّر نفسه".وبعد الظهر توسعت دائرة التوقيفات وعمليات التفتيش الدقيقة لفندق "نابليون"، وتوسعت عمليات الدهم المشتركة حتى شملت نزلاء في فندق "كازا دور" أيضاً، وبعض الشقق السكنية في منطقتي الحمرا وفردان، ووصل عدد الموقوفين المشتبه فيهم إلى 102 موقوف تم إطلاق 85 بعد الاستماع إليهم مباشرة، وأُبقي على 17 قيد التحقيق.
وفي موازاة عمليات الدهم كانت القوى الأمنية تقفل طرقاً في منطقة الحمرا وتعزل المناطق التي تتم فيها عمليات الدهم. وبعد إجراء التحقيقات مع النزلاء الذين تم توقيفهم، أُطلِق معظمهم لعدم ثبوت تورطهم في أي إخلال بالأمن، علماً أن التهمة التي وُجِّهت إليهم كانت الاشتباه في انتمائهم إلى "داعش".وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال مغادرته السراي الكبير بعد انعقاد الاجتماع الأمني أن "الجيش بخير، والقوى الأمنية تقوم بواجباتها"، لافتاً إلى أن "التدابير الأمنية التي كانت متخذة ستستمر"، معتبراً أن "بعض ما يقال مضخّم"، قائلاً: "إننا مازلنا نعيش في نعيم نسبةً لما يحصل في المنطقة".كما دان "حزب الله" في بيان التفجير الانتحاري، مشيراً إلى أن "التفجير يستهدف لبنان وأمنه واستقراره، ويعرّض أمن المواطنين لكل أنواع الأخطار والتهديدات، بغض النظر عن استهدافاته والمخططات الكامنة وراءه". ودعا الحزب اللبنانيين إلى "التكاتف في مواجهة المؤامرة الإرهابية التي تستهدفهم، وإلى وعي المخاطر التي تُحيط ببلدهم، والقوى الأمنية إلى استكمال ما تقوم به من إنجازات أمنية على مختلف الصعد، إضافةً إلى وجوب بذل كلّ الجهود للقبض على المجرمين الذين يقفون وراء هذا التفجير لينالوا القصاص المناسب".