بدأت الأحداث في {السيدة الأولى} بإطلاق النار على الرئيس خلال إلقائه خطاباً أمام الشعب، بينما يستخدم المخرج محمد بكير الـ {فلاش باك} لسرد قصة صعود مريم إلى السلطة في جوار الرئيس، بعدما كانت سيدة عادية لا تحلم بالوصول إلى هذه المكانة، فيتنقل بين الماضي الذي يرصد خلفية علاقاتها بباقي الأبطال والحاضر الذي تحاول من خلاله السيطرة على مقاليد السلطة بعد إصابة زوجها.

Ad

لم يوفق باكير في استخدام الـ {فلاش باك}، لا سيما مع التشابه الشكلي بين مريم في الماضي والحاضر، رغم اختلاف الفارق الزمني الذي تدور فيه الأحداث بعشر سنوات على الأقل.

غموض وألغاز

في {المرافعة} اعتمد المخرج عمر الشيخ الـ {فلاش باك} لإلقاء الأضواء  على الشخصيات التي تتورط في قضية قتل الفنانة الشهيرة نوران شويري في لندن، وارتباطها ببعضها البعض، بينما يظهر الحاضر في لقطات محدودة في كل حلقة ويقتصر على مشهد جلسة المحاكمة التي يجلس فيها رجل الأعمال والضابط السابق في قفص الاتهام منتظرين حكم المحكمة في اتهامهما بالقتل.

يعتمد فريق عمل {عد تنازلي} على الغموض في كشف العلاقة بين الأبطال الثلاثة: كندة علوش، عمرو يوسف، طارق لطفي، وفك ألغاز الارتباط بينهم، عبر {فلاش باك} يكشف خلفيات الماضي ويربطها بالحاضر، فتنقسم الحلقة بين الماضي الذي يوضح تفاصيل العلاقة بين الأبطال والحاضر الذي يدخلهم في صراعات جديدة.

الأسلوب نفسه اتبعه المخرج محمد سامي لإلقاء الأضواء على  حياة حبيبة (هيفا وهبي)، بطلة {كلام على ورق}، فتنقل الحلقات، منذ بدايتها، المشاهد من حياتها الفقيرة مروراً بتحولها إلى سيدة صاحبة مشغل وصولا إلى علاقاتها الحالية.

للعام الثالث على التوالي، يقدم يوسف الشريف التيمة نفسها في {الصياد} ويكون الـ {فلاش باك} فيها جزءاً أساسياً من الأحداث، فبينما يكتنف الغموض جريمة استهداف ضباط الشرطة، تكمن الإجابة في أحداث وقعت قبل توقيت الجرائم بين الضباط وآخرين يكون محورها البطل.

الأسلوب ذاته اتبعه أحمد عز في {الإكسلانس} الذي شكل الـ {فلاش باك} جزءاً مهماً من أحداثه، لا سيما في ما يتعلق بزوجته التي توفيت في حادث سيارة، وصديقه الذي يكتشف أنه يسرقه في الشركة قبل أن يفصله ويتم اختياره بعدها وزيراً، فجاء الأسلوب مفسراً ومكملاً للأحداث التي يحاول المخرج إيصالها للجمهور.

منفذ إلى الحاضر

في {فرق توقيت} شكل الـ{فلاش باك} جزءاً مهماً من أحداثه، خصوصاً مع تعرض بطله ياسين لإطلاق نار خلال وجوده في فيللته، ونقله إلى المستشفى في حالة خطرة، فكانت علاقات الأبطال من حوله تفسر طبيعة حياته وتشرحها بوضوح.

يعتمد المخرج عثمان أبو لبن الطريقة نفسها في التعامل مع {صديق العمر} الذي يروي العلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، فيستهلّ الأحداث من ذكرى النكسة ليسرد طبيعة العلاقة من خلال الـ {فلاش باك} ويدخل فيها الحاضر بنسبة قليلة تذكر الجمهور بالزمن الذي تدور فيه الأحداث الحقيقية.

ترفض الناقدة ماجدة خير الله وصف الـ {فلاش باك} في الأعمال الدرامية الرمضانية بالظاهرة، مؤكدة أنه أسلوب متبع منذ سنوات وليس مستحدثاً ليوصف بالظاهرة.

تضيف أن لكل مؤلف حقه في سرد الحكاية بالطريقة التي يراها مناسبة، فتدور الأحداث من الحاضر إلى الماضي، لافتة إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود في طريقة الكتابة، لتكون الحبكة الدرامية للعمل محكومة ومقدمة على الشاشة بشكل يجذب الجمهور.

تشير إلى أن ثمة أعمالاً درامية ناجحة استخدمت هذه الطريقة، مثل الجزء الأول من {الجماعة}، مؤكدة أن استخدام الـ {فلاش باك} لا يعني بالضرورة نجاح العمل، لكنه مرتبط بطريقة تقديم الأحداث.