عاد الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش إلى عمله أمس، بعد إجازة مرضية مدتها أربعة أيام، بينما تضغط المعارضة المؤيدة للغرب لانتزاع المزيد من التنازلات منه، لإنهاء احتجاجات على حكمه بدأت قبل أكثر من شهرين.

Ad

وتسعى المعارضة، بالتوازي مع جلسة مقررة للبرلمان اليوم، إلى توسيع نطاق العفو ليشمل كل المعتقلين، والتخلي عن الشروط التي وضعت في العفو السابق، والعودة إلى دستور سابق يقلص سلطات رئيس الجمهورية، مهددة بتصعيد مطالبها الى مستوى دعوة يانكوفيتش الى الرحيل فورا عن السلطة، على طريقة الشعار الذي طرح خلال تظاهرات الربيع العربي "الشعب يريد رحيل الرئيس".

وأولى المهام العاجلة أمام يانوكوفيتش، بعد عودته من فترة غياب، رأى فيها البعض مناورة لكسب الوقت، ستكون اختيار رئيس وزراء جديد، خلفا لميكولا ازاروف، الذي استقال في 28 يناير، تحت ضغط حركة الاحتجاج. ورفضت المعارضة عرضا من يانوكوفيتش لاستلام رئاسة الحكومة.

ووافق يانوكوفيتش الأسبوع الماضي على إلغاء قوانين ضد التظاهر صدرت في الآونة الأخيرة، وعرض إصدار عفو مشروط عن ناشطين اعتقلوا في الاضطرابات.

لكن زعماء المعارضة، الذين تلقوا دعما كبيرا من الولايات المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي، مازالوا يضغطون من أجل المزيد من التنازلات. وأبلغ زعماء المعارضة مؤيديهم بأنهم سيؤمنون الحصول على مساعدات اقتصادية دولية إذا تمكنوا من الوصول إلى السلطة، مطالبين برحيل يانوكوفيتش بعد أسابيع من الأزمة التي قسمت البلاد.

في غضون ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس ان "الاتحاد يحضر مع الولايات المتحدة برنامج مساعدة مالية لأوكرانيا"، قائلة على هامش مؤتمر ميونيخ حول الأمن إن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة "يضعان خطة لمعرفة ما يمكن أن نقوم به اعتبارا من الآن في مختلف قطاعات الاقتصاد من أجل تحسين الأمور".

ولم توضح اشتون، التي تزور كييف هذا الأسبوع، قيمة المساعدة، لكنها قالت إن "الأرقام لن تكون متواضعة".

ومنذ رفض الرئيس الأوكراني في نهاية نوفمبر توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي، من أجل التقارب مع روسيا، تغرق البلاد في أزمة عميقة اثر موجة احتجاجات كبرى. في المقابل، أعربت الخارجية الروسية أمس عن أملها "أن تتخلى المعارضة الأوكرانية عن سياسة التهديدات وتدخل في حوار بناء مع السلطات، بهدف إخراج الدولة من الأزمة العميقة في إطار الدستور".

وعبرت الوزارة، في بيان، عن انزعاجها من أن "أحد زعماء المعارضة دعا الأوكرانيين علنا إلى إنشاء فرق خاصة للقيام بدوريات في الشوارع وتنظيم احتجاجات قرب مباني الإدارة بالمناطق الأوكرانية، الأمر الذي يتناقض مع تصريحات المعارضة حول تمسكها بالقيم الديمقراطية والأوروبية"، مشيرة إلى "دهشة موسكو من الخطوات الاستفزازية التي تتخذ بعد المحادثات بين زعماء المعارضة وممثلي الدول الغربية كالتي جرت مؤخرا في ميونيخ".

إلى ذلك، وصل المعارض الأوكراني دميترو بولاتوف، الذي قال إنه تعرض للتعذيب طوال أسبوع، مساء أمس الأول، إلى ريغا في طريقه إلى فيلنيوس، حيث سيتلقى العلاج في ليتوانيا التي أعلنت في وقت سابق استعدادها لمساعدة الأوكرانيين كافة. وكانت النيابة الأوكرانية أعلنت أمس الأول أن بولاتوف الناشط المعارض، الذي أرادت السلطات ملاحقته بتهمة التسبب في "اضطرابات كبيرة"، سمح له بالتوجه إلى الخارج لتلقي علاج طبي.