خرج أمس آخر مقاتل سوري معارض من الأحياء القديمة لمدينة حمص "عاصمة الثورة"، وبدأ الجيش السوري الموالي للنظام فرض سيطرته على هذه الأحياء للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، ليُستكمل بذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه بإشراف الأمم المتحدة.

Ad

وبموجب هذا الاتفاق، خرج نحو 1900 شخص معظمهم من المقاتلين المعارضين بسلاحهم الخفيف من أحياء حمص القديمة، مقابل إفراج مقاتلي المعارضة عن عدد من الأسرى بينهم مواطنة إيرانية، وإيصال المساعدات إلى قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في حلب المحاصرتين من قبل المعارضة.

وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد لدخول الجيش النظامي إلى هذه الأحياء وسط احتفالات وشعارات مؤيدة للأسد ولترشحه لانتخابات الرئاسة التي من المقرر أن تُجرى في 3 يونيو المقبل.   

وقال محافظ حمص طلال البرازي إن "فرق الهندسة وإزالة المتفجرات في الجيش السوري دخلت إلى الأحياء القديمة وبدأت أعمال تمشيط وتفكيك القنابل وستبدأ حملة لجمع السلاح الثقيل".

وأشار البرازي إلى أن "أهالي حمص بدأوا في العودة"، مضيفاً أن "الأيام المقبلة ستشهد المزيد من الاتفاقات في حمص".

وأظهرت أشرطة مصورة وصول آخر دفعة من المسلحين إلى بلدة الدار الكبيرة في الريف الشمالي لمدينة حمص، والتي تبعد 20 كيلومتراً فقط عن مدينة حمص ولا تزال تحت سيطرة المعارضة.

وقالت وكالة "فرانس برس" إن مئات المدنيين دخلوا إلى حي الحميدية الذي تسكنه غالبية مسيحية لتفقد منازلهم المدمرة، بينما دعت القوات الأمنية السورية المدنيين الراغبين في العودة إلى حمص إلى مراجعة أقسام الشرطة، في إجراء اعتبرته المعارضة مقدمةً لوضع شروط على العائدين.   

إلى ذلك، شهدت الساحة السورية المعارضة أمس جدلاً بشأن أنباء عن لقاء جمع رئيس حزب "العمل" الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ ومعارضين في برلين بينهم عضو الائتلاف الوطني السوري المستقيل كمال اللبواني الذي دعا سابقاً إلى مبادرة للاتفاق مع إسرائيل للخلاص من نظام الأسد.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس إلى أن هرتسوغ التقى في برلين أمس الأول قادة من المعارضة السورية، لافتة إلى أن اللقاء تطرق إلى أوضاع حمص والدعم الإيراني للأسد.

(دمشق، القدس - أ ف ب، رويترز، دب أ)