استمر الاداء الايجابي لمؤشرات أسواق المال الخليجية، وبعد مكاسب الشهر الاول من العام والتي جاءت جميعها ايجابية طغى اللون الاخضر على تداولات الاسبوع الاول من الشهر الثاني كمحصلة اسبوعية، غير ان المكاسب في معظمها كانت محدودة لم تتجاوز نقطة مئوية باستثناء مؤشر سوق دبي الذي انهى الاسبوع صاعدا 4.3 في المئة اضافها الى حوالي 12 في المئة وهي مكاسب الشهر الماضي و109 في المئة مكاسب عام 2013.

Ad

واستقرت مكاسب 3 أسواق حول نقطة مئوية واحدة هي الكويت وابوظبي والمنامة بينما جاءت مكاسب السعودي بنسبة 0.7 في المئة هذا الاسبوع وربح مؤشرا سوقي قطر ومسقط ثلث نقطة مئوية فقط.

فك الارتباط بالأسواق العالمية

يستمر مؤشر سوق دبي بالتحليق عاليا وبفارق شاسع عن اقرب اسواق المنطقة حيث صعد بنسبة 125 في المئة خلال عام وشهر واسبوع فقط دون اي عمليات جني ارباح تذكر حتى في حالة خسائر فادحة لاسواق العالم وعلى رأسها الاميركية ليؤكد فك ارتباطه بمؤشرات الاسواق العالمية لا الاقتصاد العالمي الذي تشير مؤشراته الى عكس ما اظهرته مؤشرات اسواق عالمية ارتبط بعضها بشكل وثيق بسياسات تيسير كمي منذ اطلاقها اكثر من ارتباطه بمعطيات اقتصادية حقيقية واقعية، لذلك يصنف ارتباط الاسواق الخليجية مع مؤشرات الاسواق العالمية بالواقع على الاقل من وجهة نظرنا حيث الارتباط كان وفق اسعار النفط التى كانت تعاني ابان الازمة المالية العالمية اما خلال هذا العام وبعد خروج العالم من حالة ركود اقتصادي اشارت الى هذا الخروج نسب البطالة التي دارت حول 6.7 في المئة في سوق العمل الاميركي، اذاً كان ارتباط الاسواق الخليجية باسعار النفط على المدى المتوسط او التقديرات المستقبلية اما تراجع الاسواق المالية واستقرار اسعار النفط فهو قد ينبئ عن حركة نزوح استثماري الى الاسواق الناشئة وعلى رأسها بعض الاسواق الخليجية مع الاخذ بعين الاعتبار حالة تضخم كثير من اسعار الاسهم التي تحتاج تصحيحا منطقيا قبل الحديث عن ضم سوقي الامارات وقطر الى مؤشر ستانلي للاسواق المالية الناشئة.

«دبي»... مستوى قياسي

اقترب كثيرا مؤشر دبي من مستوى 4 آلاف نقطة والذي يعد بالقياسي حيث ربح بنهاية تعاملات يوم الخميس الماضي 4.3 في المئة هي حصيلة 5 جلسات فقط رغم تراجعه بداية الاسبوع بسبب تردد بعض متداوليه جراء تراجع الاسواق العالمية ما لبث ان تجاوز الخوف وانهى ارتباطه بالاسواق العالمية بشكل واضح تبعه الى ذلك بقية اسواق المنطقة ليجمع مع نهاية الاسبوع 161.06 نقطة مقفلا على مستوى 3931.44 نقطة.

«الكويت» يكسب 1%

استطاعت ثلاثة اسواق خليجية أن تربح ما يعادل نقطة مئوية تقريبا حيث ربح الكويتي 1 في المئة تقريبا على مستوى مؤشره الرئيسي «السعري» ليقفل عند مستوى 7832 نقطة متجاوزا مستوى 7800 نقطة للمرة الاولى خلال اكثر من ثلاثة اشهر،

كذلك كانت الايجابية على مستوى مؤشره الوزني ولكن بنسبة اقل حيث تدنت الى عشري نقطة مئوية اي 0.87 نقطة ليقفل عند مستوى 460.94 نقطة، بينما تراجع كويت 15 بنسبة محدودة وصلت الى عشري نقطة مئوية اي 2.37 نقطة ليقفل عند مستوى 1075.14 نقطة.

وعلى عكس ما جاءت به حركة تداولات السوق خلال الاسابيع الاولى من العام تراجعت حركة التداولات خلال الاسبوع الحالي مقارنة مع الاسبوع الاخير من الشهر الماضي بنسبة 20 في المئة بعد ان مالت الكفة لصالح تداولات الاسهم القيادية والتي سجلت نشاطا واضحا مما قلص الفارق بين سيولة الاسبوعين حيث تراجعت بنسبة 11.9 في المئة وكذلك عدد الصفقات، وكان العامل الابرز في توجه متداولي السوق ومستثمريه اعلان التوزيعات السنوية التي تدفقت على غير العادة في بداية الشهر الجاري حيث كانت كثيرا ما تتأخر خلال الاعوام الاربعة الماضية وكانت تشير الى ايجابيتها وامكانية تحسن اداء اسهمها قبل ازدحام الشاشة بالاعلانات بنهاية الفترة والتي تصنف دائما بانها الاسوأ في السوق فارتأى كثير من الادارات الاعلان مبكرا كي لا يصنف بغير ما يستحق.

«أبوظبي» و«المنامة»

سجل سوقا ابوظبي والمنامة اداء مقاربا للسوق الكويتي حيث استفاد مؤشر ابوظبي من نمو دبي واستقرار اسعار النفط فوق مستوى 105 دولارات لبرميل برنت ليربح 1 في المئة ويقفل عند مستوى 4721.72 نقطة مضيفا 48.65 نقطة بينما سجل مؤشر المنامة مكاسب بنسبة 0.8 في المئة تعادل 9.85 نقاط ليقفل عند مستوى 1304.18 نقطة «اشرنا خلال الاسبوع الماضي الى اتجاه مؤشر المنامة الى اختراق مستوى 1300 نقطة».

«السعودي» يربح 0.7%

كما هي حال مؤشرات بقية الاسواق ركن مؤشر تداول الى الارتباط باسعار النفط اكثر من اي مؤشرات اخرى حيث يشكل النفط شريان الحياة للاقتصاد السعودي بشكل خاص وللاقتصادات الخليجية بشكل عام، وسجل مؤشر «تداول» السعودي مكاسب بنسبة 0.7 في المئة اخترق خلالها مستوى 880 نقطة للمرة الاولى منذ خمس سنوات ليقفل عند مستوى 8819.31 نقطة مضيفا 58.69 نقطة جديدة مدعوما بتوزيعات ارباح سنوية مرضية ونمو ارباح شركاته السنوي بشكل عام.

«الدوحة» و«مسقط»

لم تتجاوز مكاسب سوقي الدوحة ومسقط ثلث نقطة مئوية وهما يتداولان باعلى مستوى لهما خلال السنوات الثلاث الماضية حيث واصل مؤشر الدوحة نموه بالغا مستوى 11192.21 نقطة محققا 36.84 نقطة بعد اعلانات ارباح كبيرة لشركاته القيادية بقيادة الوطني القطري البنك الاكبر في قطاع المصارف القطرية.

ووصل مؤشر سوق مسقط الى مستوى 7106.5 نقطة بعد ان ربح نسبة ثلث نقطة مئوية وتعادل 19.18 نقطة ليستمر في الاداء الايجابي للاسبوع الرابع هذا العام حيث تراجع اسبوعا واحدا خلال بداية العام وهو ثاني سوق من حيث مكرر الربحية بين الاسواق الخليجية بعد سوق المنامة حيث لم تتجاوز مكررات ربحيته 11.5 مرة فقط في حين تعددت مكررات ربحية بعض الاسواق 20 مرة، ولكن عامل السيولة المتدفقة والساخنة كان الفارق الكبير في الاداء، فضلا عن تشريعات وقوانين الاسواق في بعضها مما يحد من تدفق سيولة اجنبية مما يخفض نسب ارتفاع الاسعار فيها.