بدا أمس أن جميع الأطراف المعنية بالصراع في سورية تلعب بأوراقها الأخيرة قبل انعقاد الجلسة الأولى لمؤتمر "جنيف 2" غداً الأربعاء، وسط كباش بين الأطراف قد يكون الأخير قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

Ad

وبينما فاجأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العالم بدعوة إيران إلى المشاركة في المؤتمر بعد إعلان المعارضة السورية موافقتها، شهدت الساحة الدبلوماسية العالمية كباشاً حقيقياً بين الدول الرافضة لمشاركة طهران وفي مقدمها الولايات المتحدة والسعودية، وبين الدول المؤيدة لمشاركتها وفي مقدمها روسيا، في حين تمسكت طهران برفض أي شروط مسبقة.

وكان الائتلاف السوري المعارض علق مشاركته في المؤتمر مطالباً بان كي مون بسحب الدعوة، ليعود ويجدد شروطه للموافقة على مشاركتها وهي إقرارها بحق الشعب السوري في تقرير مصيره، وسحب قواتها من سورية والموافقة على "بيان جنيف 1".

وانضمت السعودية إلى "الائتلاف" معلنةً رفضها مشاركة طهران لـ"وجود قوات تابعة لها تحارب مع النظام السوري"، ومطالبة إياها بالموافقة المسبقة على "حكومة انتقالية".

من ناحيته، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد مواقف حادة، معلناً أن فرص ترشحه للانتخابات الرئاسية كبيرة جداً، ومؤكداً رفضه للمشاركة السياسية مع الائتلاف الذي هو من "صنيعة السعودية وقطر"، ومشدداً على أن "مكافحة الإرهاب هي القرار الأهم الذي يمكن أن يصدر عن مؤتمر جنيف 2".

في المقابل، كشفت واشنطن أمس عن تلقيها "عدة رسائل" من النظام السوري تظهر رغبة في إيجاد "مخرج" لوقف الحرب والتوصل إلى حل سلمي للنزاع.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، للصحافيين عبر الهاتف: "هناك أعضاء في النظام السوري نفسه، وضمن مؤيديه يريدون بشدة إيجاد حل سلمي، ولقد تلقينا عدة رسائل من أشخاص في الداخل وهم يريدون مخرجاً".