بعد ساعات من تهديد 11 مجموعة مقاتلة بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بايعت مجموعات أخرى في معقل جبهة النصرة في بلدة الشحيل أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، في حين تواصلت المواجهات العنيفة بين مقاتلي التنظيم ورافضي إعلان الدولة خصوصاً في غوطة دمشق.

Ad

أعلنت مجموعات مقاتلة ضمن المعارضة السورية في بلدة الشحيل التي تعتبر معقلاَ لجبهة النصرة، الموالية لتنظيم القاعدة، في شرق سورية مبايعتها لتنظيم «الدولة الاسلامية» ولزعيمها أبو بكر البغدادي، والتبرؤ من الائتلاف السوري المعارض والجيش الحر، بحسب ما جاء في شريط مصور نشر على موقع يوتيوب ليل الأربعاء- الخميس.

وأبرز الفصائل المبايعة هي «جيش الإسلام» الذي يقاتل في مناطق عدة من سورية. علماً أن المبايعة اقتصرت على الشحيل، وأعلن مقاتلون وقياديون تحت لواء «جيش الاسلام» على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رفضهم للمصالحة.

وبدا في الشريط المصور عدد من الرجال، معظمهم بلباس الاسلاميين المتشددين، ملتفين حول رجل تلا بياناً أعلن فيه باسم «أهالي مدينة الشحيل والحريجي والنملية»، و»جيش الإسلام»، و»حركة طالبان الإسلامية»، وفصائل أخرى «براءتنا إلى الله سبحانه وتعالى وتوبتنا إليه من التنظيمات التي قاتلت الدولة وناصبتها العداء».

بيعة وتبرؤ

كما أعلن التبرؤ «من المجالس العسكرية والثورية وهيئة الأركان والائتلاف» الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وقال المتحدث: «قررنا إعلان البيعة للدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبي بكر البغدادي، علماً أننا لسنا مسؤولين عمن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق ومحاسبته إن أمكن». وأشار البيان الى ان حسين رجب يمثل جيش الاسلام في هذه المبايعة.

وأعلن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الاحد اقامة «الخلافة الاسلامية»، مسميا زعيمه ابا بكر البغدادي «خليفة». واشار الى تغيير اسمه ليقتصر على «الدولة الاسلامية».

«النصرة» و«القاعدة»

ولم يصدر أي تعليق على البيان عن «جبهة النصرة» التي يتحدر عدد من قيادييها من بلدة الشحيل، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان عناصر الجبهة يواصلون قتال «الدولة الاسلامية» في المنطقة.

وحتى تاريخه، لم يصدر أي تعليق عن تنظيم القاعدة على الخطوة التي اقدمت عليها «الدولة الاسلامية» والبغدادي الذي كان حتى مطلع عام 2013، زعيم «دولة العراق الاسلامية»، الفرع العراقي للقاعدة.

وأعلن البغدادي في ربيع عام 2013 دمج «دولة العراق الاسلامية» وجبهة النصرة تحت مسمى «الدولة الاسلامية في العراق والشام». إلا أن زعيم النصرة أبو محمد الجولاني رفض هذه الخطوة، معلناً مبايعته زعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أكد أن جبهة النصرة هي الفرع السوري للتنظيم.

وكان فصيل جبهة النصرة في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق اعلن الاسبوع الماضي مبايعته لـ»الدولة الاسلامية» التي تمكنت من احكام سيطرتها على المدينة وربط مناطق سيطرتها في سورية بتلك التي سيطرت عليها خلال الاسابيع الماضية في العراق.

إلقاء السلاح

وسبق البيان تهديد 11 مجموعة مقاتلة في شمال سورية وشرقها بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها، ما لم تقم المعارضة السورية بتزويدها بالأسلحة خلال أسبوع لمواجهة هجوم تنظيم «الدولة الاسلامية» الجهادي. وتقاتل هذه المجموعات في ريف حلب الشمالي والرقة (شمال) ودير الزور (شرق)، وهي مناطق تشهد منذ يناير معارك بين تشكيلات معارضة للنظام وتنظيم «الدولة الاسلامية» الذي كان قبل ذلك يقاتل الى جانب هذه الكتائب ضد النظام.

وصعد التنظيم بزعامة البغدادي في الاسابيع الاخيرة هجماته في سورية تزامناً مع الهجوم الذي يشنه في العراق حيث سيطر على مناطق في شماله وغربه، قبل أن يعلن الاحد اقامة «الخلافة الاسلامية».

ومن المجموعات الموقعة على البيان «لواء الجهاد في سبيل الله» و»لواء ثوار الرقة» و»تجمع كتائب منبج» و»الجبهة الشرقية احرار سورية» وغيرها. ولا يعرف حجم هذه المجموعات وقوتها، لكن اهميتها تكمن في تواجدها في مناطق تقع تحت سيطرة «الدولة الاسلامية» بشكل شبه تام.

مواجهات الغوطة

في المقابل، نشرت لقطات مصورة على الإنترنت ورد أنها لهجوم نفذته جماعة جيش الإسلام على موقع لتنظيم الدولة الإسلامية. وظهر في مقطعين مقاتلان في جيش الإسلام يطلقان النار من مدافع رشاشة ثقيلة على موقع ذكر صوت مسجل أنه تابع لتنظيم الدولة بالغوطة الشرقية قرب دمشق.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس مقتل 14 مسلحاً من جيش الاسلام خلال اشتباكات دارت مع تنظيم الدولة الاسلامية بالغوطة الشرقية، التي تمكن فيها مقاتلون من جيش الاسلام من السيطرة على بلدة ميدعا عقب اشتباكات مع مقاتلي «الدولة» في وقت تستمر فيه الاشتباكات بين الطرفين في منطقة المرج.

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)