إليجا وود يتعاطى بجدية مع فيلم Grand Piano

يتحدث وود عن تحضيراته لهذا الفيلم: {كانت بالغة الصعوبة وكان علي التعلم بسرعة}. فقد أمضى وود أسابيع في تعلّم العزف على البيانو في لوس أنجليس، ثم قضى أسابيع أخرى في التمرن في برشلونة، حيث صُوّر الفيلم.

يتيح لنا Grand Piano رؤية وود، الذي يؤدي دور عازف البيانو توم سيلزنيك، وهو يعزف المقطوعات التي يُفترض أنه أتقنها. ففي المشاهد التي يصوب فيها قناص ضوء الليزر من بندقيته على عازف البيانو، {من الضروري أن يعزف بدقة متناهية}، وفق وود، الذي يضيف: {يجب أن يصدّق المشاهدون أن هذا العازف ماهر. ولا شك في أن هذه مهمة بالغة الصعوبة}.

يتابع وود موضحاً: {من الجيد أن %75 من مشاهد الفيلم التي أكون فيها على المسرح تتبع جدولاً زمنياً محدداً ومقطوعات معينة. حصلت على تفاصيل دقيقة عن اللقطات التي يرى فيها المشاهد وجهي ويديّ وأنا أعزف. لذلك تمكنت من تعلم أجزاء محددة من تلك المقطوعات، ولم أضطر إلى التركيز عليها كلها. فسهّل ذلك مهمتي، ولكن إلى حد ما}.

انجذب وود إلى هذا الفيلم الذي يتمحور حول البيانو. وعن سبب ذلك يقول: {لطالما تعاطيت مع عالم الموسيقى (يبدو أن وود نجح في عمله كلاعب الموسيقى فرودو)، وأملك الكثير من الآلات. إلا أنني لم أخصص لأي منها الوقت الذي تستحقه}. كذلك أحب وود فكرة فيلم هيتشكوكي يدور الجزء الأكبر من أحداثه في حفلة موسيقية واحدة يقدّمها عازف بيانو برفقة أوركسترا موسيقية.

يذكر وود: «لم أستطع أن أفهم كم يجب أن تكون مهارات هذا العازف عالية ليتمكن من متابعة  العزف، فيما يسمع تهديدات ذلك الرجل ويرى ضوء الليزر الأحمر مسلطاً على أصابعه. فقد استمر في العزف، محاولاً كبح خوفه والتفكير في حل».

يعود الفضل في إعداد {فيلم التشويق القوي} (صحيفة Austin Chronicle) هذا إلى اهتمامات وود المتنوعة، بعد مرور عقد على مشاركته في سلسلة أفلام Lord of the Rings. فقد أسس هذا الممثل SpectreVision، شركة إنتاج متخصصة في أفلام الرعب المستقلة، فضلاً عن أنه من المشاركين الدائمين في مهرجانات الأفلام ومجلات القصص المصورة، التي تتمتع بشعبية واسعة، مثل Fantastic Fest في أوستن بتكساس.

يخبر وود: {في هذا المهرجان التقيت يوجينيو ميرا (مخرج Grand Piano)». فأصبحا صديقين، وقبل وود بهذا المشروع الذي يشاركه في بطولته جون كوزاك بدور القناص، الذي قلما يظهر على الشاشة، إلا أننا نسمع صوته باستمرار من خلال سماعة لاسلكية يضعها العازف في أذنه.

بعد رحلاته المثيرة الكثيرة إلى أوستن الغنية بمهرجاناتها، قرر وود تبديل مكان سكنه. فباع منزله في سانتا مونيكا في كاليفورنيا وانتقل إلى تكساس. فقد أسره هذا المكان بطابعه العفوي وبيئته المبدعة.

يوضح وود: {عندما تهدم الحد الفاصل بين صناع الأفلام والناس العاديين، تنشأ علاقة حقيقة بينهم. هذا ما يحققه مهرجان Fantastic Fest. فتُعتبر أوستن مكاناً ممتازاً لإقامة هذا النوع من العلاقات}.

لاقى فيلم Grand Piano أصداء جيدة، مع اعتبار وود {مثالياً} لهذا الدور (مدونة The Playlist) {لأنه يدفعنا إلى التعاطف معه ويحافظ على أدائه المحترف ويترك أصابعه تجذبنا} (صحيفة Austin Chronicle). لكنه يبقى، على غرار الكثير من مشاريع وود منذ سلسلة Lord of the Rings (مثل المسلسل التلفزيوني Wilfred)، عملاً احتمالات نجاحه محدودة. وهذا يلائم وود أيضاً. إلا أنه يروح يضحك، كلما سمع فكرة أن أموال دوره في Lord of the Rings تغنيه عن العمل طيلة حياته.

يذكر وود: «أعتقد أنني محظوظ لأنني ما زلت أملك الكثير من الفرص. ولا أعتبر ذلك أمراً مسلماً به. لكنني طالما كنت ممثلاً يفضل عدم العمل على المشاركة في عمل لا أشعر بالتزام كامل تجاهه».

بالإضافة إلى ذلك، لو كان وود يعمل باستمرار، فمن أين كان سيحظى بالوقت الكافي لأداء دور عازف البيانو هذا؟

يخبر وود: {أملك آلة بيانو في منزلي، لكنها ليست Bosendorfer (ماركة آلات بيانو عريقة، مثل البيانو المستخدم في الفيلم). صرت أخصص لها وقتاً أطول. أؤكد لكم ذلك}.