كثف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاءاته مع مسؤولين عرب ودوليين لبحث الأزمة الفلسطينية، وتفعيل المبادرة المصرية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تقترب فيه القاهرة من الدخول في أجواء الانتخابات النيابية، بعدما بدأت اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية أعمالها أمس الأول.

Ad

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في القاهرة أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث أزمة التصعيد الإسرائيلي ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفض حركة حماس، أمس الأول، المبادرة المصرية للتهدئة، في ظل تأييد أميركي وأوروبي للمبادرة، التي قبلت بها إسرائيل عقب إعلانها مساء الاثنين الماضي.

وبدأ عباس زيارته للقاهرة، أمس الأول، بلقاء مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وبحثا مجمل التطورات في الأراضي الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وشدد عباس على ضرورة التزام كل الأطراف بالمبادرة الساعية لتثبيت الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف إراقة الدماء وتجنيب المنطقة المزيد من التدهور وعدم الاستقرار.

وفي إطار البحث عن تهدئة، استقبل السيسي أمس الأول مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية، ووفق تصريحات المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إيهاب بدوي، فإنه تم خلال اللقاء تناول الاتصالات التي أجرتها القاهرة خلال الأيام الماضية للعمل على حقن دماء الشعب الفلسطيني.

إجراءات البرلمان    

إلى ذلك، تقترب مصر من إنهاء «خارطة المستقبل» التي أعلنها الجيش عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، مع انطلاق قطار إجراءات الانتخابات النيابية، الخطوة الأخيرة في الخارطة، أمس الأول، بعدما قررت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس (رئيس محكمة استئناف القاهرة) خلال أول اجتماع عقدته بتشكيلها الجديد أمس الأول، بدء الإجراءات الانتخابية لمجلس النواب المقبل.

وقال المتحدث الرسمي باسم اللجنة، المستشار مدحت إدريس، في تصريحات صحافية إن «الإجراءات التي اتخذتها اللجنة، تعد التزاماً منها ببدء إجراءات انتخابات مجلس النواب قبل 18 يوليو الجاري، وهو الموعد المحدد في الدستور، حيث نصت المادة 230 منه على أن تبدأ الإجراءات الانتخابية خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر من تاريخ العمل بالدستور، الذي أقر في 18 يناير الماضي».

وأضاف إدريس، في أول بيان له، أنه بمجرد إصدار قرار بدعوة الناخبين إلى الاقتراع ستغلق قاعدة بيانات الناخبين، حيث يجري حالياً تحديث قاعدة البيانات، وخاصة أن القانون نص على أن تبدأ إجراءات وضع الجدول الزمني للعملية الانتخابية خلال شهر من تاريخ إعلان موعد فتح باب الترشح ودعوة الناخبين للاقتراع، مشيراً إلى أن عدم إصدار قانون تقسيم الدوائر حتى الآن لا يؤثر في إجراءات العملية الانتخابية، ولا يؤدي إلى بطلان العملية الانتخابية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم اللجنة، أن اللجنة باشرت خلال اجتماعها الأول، الإجراءات الخاصة بتحديد أسس اختيار أعضاء الأمانة العامة للجنة العليا، وأوضح أن تشكيل الأمانة يضم عدداً من القضاة، وأعضاء النيابة العامة، ومستشاري مجلس الدولة، وهيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، وممثلين لوزارات الداخلية والتنمية المحلية والإدارية، والاتصالات.

السلف وتحالف موسى

في غضون ذلك، تواصلت مساعي الأحزاب السياسية المصرية للانتهاء من تشكيل تحالفاتها قبل بدء ماراثون الانتخابات النيابية، المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الحالي، في ظل اتجاه القوى الإسلامية المؤيدة لجماعة «الإخوان» للمقاطعة بشكل رسمي، ما عبر عنه صراحة حزب «الوطن» السلفي، في بيان رسمي له، بإعلان رفضه نهائياً المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد إجماع الهيئة العليا للحزب على ذلك.

وإذا كان التيار الإسلامي، باستثناء حزب «النور» السلفي، يتجه إلى الغياب عن المشهد الانتخابي المقبل، فإن التيارات الناصرية واليسارية والليبرالية تكثف من جهودها للوجود عبر عدة تحالفات انتخابية تضم طيفا واسعا من الأحزاب، والتي يأتي في مقدمتها تحالف «الأمة المصرية» الذي يسعى مؤسسه السياسي المحنك عمرو موسى إلى خلق اصطفاف حزبي واسع داخله، لضمان الهيمنة على البرلمان المقبل.

وبينما تتواصل المشاورات بين الأحزاب لإعلان الموقف النهائي من الانضمام إلى تحالف موسى من عدمه، قال رئيس الحزب «المصري الديمقراطي» محمد أبوالغار، لـ«الجريدة» إن «التحالف الذي يسعى موسى لتأسيسه يحظى بتوافق عام بين غالبية الأحزاب»، مشيراً إلى أنه سيتم الانتهاء من جميع الأمور المتعلقة بالتحالف بعد غد، مع تعديل بنود وثيقة التحالف إذا توافق الأعضاء على ذلك.

تظاهرات إخوانية

على صعيد آخر، دعا «تحالف دعم الشرعية»، أمس الأول، أنصاره إلى بدء فعاليات أسبوع جديد من التظاهرات بعنوان «يسقط عسكر أميركا»، حيث يبدأ الأسبوع بتظاهرة اليوم بعنوان «لبيك يا غزة»، ثم التظاهر يوم الثلاثاء المقبل في «يوم غضب» جديد، قبل يوم واحد من الذكرى الـ62 لثورة 23 يوليو 1952.

وقال «التحالف»، الذي تقوده جماعة الإخوان، إن الفعاليات الغاضبة ستستمر أمام السفارات الأجنبية ومقار الأمم المتحدة، كبروفة للاستعداد لذكرى فض قوات الأمن لاعتصامي أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة، يوم 14 أغسطس الماضي.