يضع مؤلف «أسرار في حياة مبارك... شهادات 7 جنرالات وطباخ» يده في فوهة القمقم ويخرج الأسرار تلو الأسرار التي تعكس صورة رئيس حكم مصر أكثر من 30 عاماً، وقبلها كان قائداً للطيران صاحب الضربة الجوية الأولى في حرب 1973، ويقدمه للقارئ عن قرب من دون رتوش إعلامية أو مساحيق تجميل من بطانة زيفت صورته إلى أبعد مدى حتى تم عزله بعد ثورة شعبية عارمة في 25 يناير.
يرصد الكتاب التفاصيل الدقيقة في علاقات الرئيس مبارك بزملائه وقادته ومرؤوسية، ما يفتح الباب واسعاً لدراسة طباع الرؤساء الشخصية وانعكاسها على طريقة حكمهم للبلاد. وحسبما يذكر المؤلف، فإن لقاءاته بالجنرالات الطيارين جاءت سعياً إلى توثيق شهاداتهم للحصول على إجابات كثيرة لأسئلة تدور حول شخصية مبارك الحقيقية، والتي لا يعرفها كثيرون عن طريقة تعامله مع الناس أو أسلوب تفكيره أو طريقة اتخاذه للقرارات أو طبيعة علاقته بزوجته وأبنائه وأقاربه، وهي بالتأكيد تفاصيل غاية في الأهمية لأنها تفتح الطريق أمام تشكيل تصور واضح نوعاً ما عن حقيقة الرجل.شهادتحصل المؤلف على شهادة اللواء الطيار المتقاعد محمد أبوبكر، قائد طائرة مبارك «طائرة الرئاسة»، والذي طار به في رحلات داخل مصر وخارجها على مدار 20 عاما، والتي أكد فيها حكاية حقائب سوزان التي كانت تنقل على متن طائرة الرئاسة إلى لندن بعد إحكام غلقها بمفاتيح توضع في أظرف خاصة برئاسة الجمهورية وتغلق الأظرف جيداً بالشمع الأحمر.وكانت حكاية الحقائب محل تساؤل كبير بين أفراد الشعب، قال اللواء طيار محمد أبوبكر: «شعرت أن هذه الحقائب كانت تحمل سراً كبيراً له علاقة بتهريب أموال أو ربما آثار وليس كما كان يقال لطيار الرئاسة في المطار قبل إقلاع الطائرة إنها تحتوي على ملابس خاصة للهانم سوزان».وعن الرئيس مبارك، قال بكر إنه كان بلا عواطف ولم يكن خدوماً، فقد رفض علاج بعض الطيارين على نفقة الدولة رغم حقهما في ذلك أمثال الطيارين فوزي سلامة وأحمد عاطف عبدالحي اللذين أصيبا بأمراض مزمنة مثل الكبد والقلب، وهذان الطيارين خدما مصر وشاركا في حرب أكتوبر 1973، وقد توفي الطيار فوزي سلامة متأثراً بالتليف الكبدي في مستشفى القوات الجوية، ورحل أيضاً أحمد عاطف عبدالحي الذي كان بحاجة إلى جراحة عاجلة في القلب. وتكررت المسألة نفسها مع اللواء طيار أحمد عكاشة عام 1975، حيث أرسل لمبارك طلب سفر للخارج للعلاج من مرض السرطان الذي أصيب به على نفقة الدولة، لكن مبارك لم يستجب.أما شهادة اللواء طيار مقاتل أحمد المنصوري الذي عمل تحت أمر مبارك في سلاح الجو، فأشار فيها إلى أن مبارك أصبح رئيساً بالحظ وليس الكفاءة، وأن الغباء وبطء التفكير والشك والعناد أبرز صفاته سارداً حكاية خوضه أحد الطلعات الجوية في حرب 1973، فيقول: «خضنا المعركة ونجحت في تدمير طائرة قائد التشكيل الجوي للفانتوم الإسرائيلي وهبطت بسلام، بينما استشهد زميلي في هذه المعركة. الغريب أن مبارك أثناء المعركة أمرنا بعدم الاشتباك مع طائرات العدو، فقد كان بطيئا في قراراته ومتردداً».أما اللواء طيار حسين ثابت فيكشف سر عداء المخلوع له، قائلاً: «مبارك كرهني بسبب لقب عائلتي ظناً أنني من أقرباء سوزان ثابت. وعندما تبين أن جدي ثابت كان أحد الباشوات وجد سوزان كان فقيراً، شطب المخلوع اسمي من بعثة فرنسا لولا تدخل قائد الدفاع الجوي، وحرمت من نجمة سيناء».وتتوالى شهادات الجنرالات الطيارين كاشفة الكثير من الخبايا والأسرار ويختمها المؤلف بشهادة طباخ الرئيس الشيف خالد عواد، الذي يذكر أن طبق «سوتيه» كشف جهل مبارك ببروتوكول المائدة، وأن راتبه كان 150 جنيهاً فقط، وزكريا عزمي كان يحرم الطهاة من «إكراميات» الرؤساء والملوك.
توابل
{أسرار في حياة مبارك}... شهادات 7 جنرالات وطبَّاخ كتاب يكشف خزائن أسرار {المخلوع}
06-02-2014