سورية: اتفاق المعضمية هدنة أم تسليم المدينة إلى النظام؟

نشر في 27-12-2013 | 00:07
آخر تحديث 27-12-2013 | 00:07
No Image Caption
رفع علم «البعث» وتسليم السلاح الثقيل مقابل الغذاء
للمرة الأولى منذ أكثر من عام، تنفَّس سكان مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق الصعداء، بانتظار دخول مواد غذائية وطبية إلى مدينتهم المحاصرة، وذلك بعد أن توصلت القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة إلى هدنة مدتها 72 ساعة بدأت أمس الأول.

ولم يتضح بعد إذا ما كانت الخطوة هذه مجرد هدنة أم مقدمة لتسليم مقاتلي المعارضة المدينة إلى الحكومة.

وبموجب الاتفاق الذي ساعد وجهاء المعضمية في التفاوض عليه، فقد أوقف إطلاق النار بين الطرفين، كما رفع علم الدولة خلال حكم "البعث"، الذي ترفضه المعارضة، على خزان مياه رئيسي.

وقال الجيش السوري أمس إنه إذا التزم مقاتلو المعارضة بالهدنة حتى اليوم الجمعة فسيسمح بدخول الطعام والمواد الغذائية والطبية الأساسية.

وأشار ناشط مطلع على الاتفاق لـ"رويترز" أمس إلى أن المفاوضات جرت بين المجالس العسكرية التابعة للجيش الحر وأفراد من إدارات حكومية عسكرية وسياسية في المنطقة.

 وذكر الناشط أنه إذا صمدت الهدنة وسمحت الحكومة بدخول الطعام يمكن بعد ذلك تطبيق اتفاق أوسع تسلّم بموجبه قوات المعارضة الأسلحة الثقيلة، موضحاً أن "النظام قال إنه يريد الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدافع، ومستعد لدفع ثمنها"، مضيفاً: "لا توجد ضمانات من أي جانب (لتنفيذ الاتفاق) هذه حرب".

وقال المسؤول في المجلس المحلي لمعضمية الشام أبومالك لـ"فرانس برس" أمس الأول: "دخلت الهدنة حيز التنفيذ الأربعاء (أمس الأول)، والسكان وافقوا على رفع العلم السوري على خزانات المياه في المدينة كمبادرة لحسن النية". مشيراً إلى أنه "من المقرر أن تدخل المواد الغذائية إلى المعضمية الخميس (أمس)"، مضيفاً: "إذا تم الأمر على ما يرام فستسلّم الأسلحة الثقيلة، إلا أن جيش النظام لن يدخل إلى مدينتنا".

وأوضح أبومالك أن "الخطوة الأخيرة ستكون السماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم من دون أن يتعرضوا للتوقيف، وسحب الحواجز العسكرية من مدخل المعضمية".

وأشار إلى أن بضعة آلاف من المدنيين الذين مازالوا في المدينة منقسمون حول الاتفاق، فالبعض من هؤلاء يرى أن المهم إدخال المساعدات الغذائية إلى المعضمية، في حين يريد آخرون مواصلة القتال ضد النظام "حتى النصر".

ودان الائتلاف الوطني المعارض، في بيان مساء أمس الأول، استخدام النظام "سياسة التجويع الممنهج كوسيلة حرب ضد أبناء سورية، لاسيما في المعضمية"، مضيفاً: "أجبر النظام المجرم أهالي المعضمية على رفع العلم، الذي يتخذه شعاراً في أعلى نقطة بمدينتهم، مقابل إدخال قوافل إغاثة إنسانية تقيهم الموت جوعاً وبرداً، وهو ما يمثل أشد وسائل أنظمة الاستبداد انحطاطاً".

back to top