إنها ليست حقيقةً مثبتةً علمياً من خلال الدراسات المختصة على حدّ معرفتي، لكني أكاد أراهن على صحتها مقابل ما شئت!

Ad

كل فتاة ليست بأبيها معجبة، لا يمكنها بناء علاقة عاطفية سويّة مع رجل! كل فتاة لم تستقر في وجدانها صورة لأب، ولم يتفيأ عشب أنوثتها بشجرة رجولته، سيظل وعي أنوثتها ناقصاً وغير مكتمل!

لا بد أن تمتلئ ذاكرة أي فتاة بصورة إيجابية وثرية لأبيها، وتحديداً أباها وليس أي رجل آخر مهما كانت صفته، أو درجة قرابته منها، لا يمكن لأي رجل آخر أن يخطف هذا الأثر من كاريزما الأب، قد يلعب رجل آخر دور الأب في حياة فتاة ما وربما يجيده، ولكنه لن يتمكن أبداً من أن يترك الأثر ذاته، ولن يكون قادراً في نهاية المطاف على خلق هذا المناخ العاطفي الصحي الأصيل في أعماق تلك الفتاة.

بعض الفتيات عشن بلا أب لسبب أو لآخر، لكن ليس هذا ما أعنيه، وليس هذا هو المهم، المهم هو أن لديهن في مخيلتهن صورة إيجابية عن آبائهن، لا يهم إن كانت تلك الصورة  هي من وحي الواقع التي عاشته الفتاة فعلاً، أو أنها قد شكلتها من خلال ما نقل لها من خلال المقربين منها عن أبيها الذي لم تعش معه حياة مشتركة واقعياً.

صحيح أن إيمان تلك الفتاة التي كونت تلك الصورة من خلال حياة واقعية مشتركة مع أبيها هو إيمان أكثر رسوخا وثباتاً من الفتاة الأخرى، فإن ذلك لا يقلل من أثر تلك الصورة الإيجابية وأهميته في حياة الفتاة التي لم تعش واقعيا تلك التفاصيل.

باختصار، ليس من المهم أن تكون الفتاة عاشت مع أب أو لم تعش، المهم أنها تعيش مع صورة إيجابية له في أعماقها.

تكمن أهمية تلك الصورة الإيجابية في أنها تخلق مساحة الأمان الأولى في التركيبة النفسية والعاطفية للفتاة تجاه الطرف الآخر، وتعزز ثقتها في ذاتها وفي الجنس الآخر مما يؤهلها  للتعامل مع جنس الرجال متكئة على وجود مساحة خضراء وجدانية بينها وبين الجنس الآخر بشكل عام.

إن الفتيات اللاتي يحملن صورة إيجابية في أعماقهن عن آبائهن أكثر استقراراً من الناحية العاطفية، وأكثر قدرة على بناء علاقة إنسانية سليمة وناضجة مع الجنس الآخر، مقارنة باللاتي لديهن صورة سلبية عن آبائهن.

الأخيرات مشوشات نفسياً ومشوهات، تبقى الصورة السلبية عن آبائهن هي المسيطرة على جميع علاقاتهن مع الجنس الآخر، لا بد أن تلقي تلك الصورة بظلالها مع كل خطوة باتجاه أي رجل، عقدة لن يستطعن التخلص منها، وفخ يصعب الإفلات منه.

لذا أحذّر الرجال من الارتباط بفتاة ليست بأبيها معجبة! تلك فتاة لن تكتمل أنوثتها العاطفية أبداً، ما لم يعاد تأهيلها نفسياً.

وأحذّر أيضاً الأمهات اللائي يكرّسن صورة سلبية لفتياتهن عن آبائهن، أيّا كانت الأسباب والدوافع، فإن هؤلاء الأمهات لا ينتقمن من الآباء، بل يدمرن حياة بناتهن العاطفية بلا شك.