كشف الناشط النوبي والكاتب المعروف حجاج أدول أن أسباب الغضب النوبي، الذي انفجر في وجه قبيلة «بني هلال»، في منطقة السيل الريفي في أسوان، هو نتيجة طبيعية للإحساس بالظلم من جراء تعرض أبناء القبائل النوبية للتهجير عدة مرات منذ بناء السد العالي، وهو ما يعد «جريمة ضد الإنسانية».
وفي ما يلي نص الحوار:• كيف يمكن إيقاف حمام الدم في أسوان بعد الفتنة التي اندلعت بين أبناء قرية «الدابودية» النوبية وقبيلة بني هلال العربية؟- الحل في حماية النوبيين من عصابات «المسجلين خطر»، وقد قلتها مراراً، مصر بخير، والنوبة بخير، وما حدث في مجزرة أسوان، يجب أن يحل على أسس سليمة، غضبنا وأظهرنا للجميع غضب الحليم النوبي، المظلوم منذ نهايات القرن التاسع عشر، الذي هُجر أربعة تهجيرات متوالية، تصنيفها في مواثيق حقوق الإنسان على أنها «جرائم ضد الإنسانية».• ومن المسؤول عن تفجُّر الوضع؟- قبائل الهلايل سببت وتسبب الكثير من المشاكل مع كل أطياف مجتمع أسوان منذ سنوات، لأن منهم من يتاجر بالمخدرات وبعض الأنشطة المحرمة، وبعضهم من المسجلين خطر، ونتيجة لهذه التراكمات كان رد الفعل بمنزلة البركان المنفجر من قبل شباب النوبة، الذين رفضوا الاستجابة لنصائح كبارهم، ورأوا أن الحل الوحيد للحصول على حقوقهم هو التعامل بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها معهم.• هل هناك سابق صراعات بين النوبيين وجيرانهم العرب؟- لا، مجرد خلافات عادية لم تتطور لتصل إلى مرحلة المعارك، النوبيون معروف عنهم التسامح والطيبة، لذلك كانت المشاكل اليومية تحل بشكل ودي، ولكن الظروف التي تعرض لها النوبيون وعدم حصولهم على حقوقهم دفعتهم إلى التعامل مع الآخرين بالمثل.• هناك من يتهم الأمن بالتراخي؟- نعم، هناك حالة من التراخي الأمني أدت إلى سقوط 27 قتيلا، فلم تتدخل قوات الأمن في اليوم الأول بعد مقتل أربعة من أهالي النوبة، مما دفع ذويهم للتحرك والأخذ بالثأر، فانتشرت دائرة العنف، ثم تأتي الدولة الآن لتحاسبنا على حمل السلاح والثأر لأنفسنا بعدما واجهنا الطرف الآخر بالعنف.• هل باتت ثقافة الثأر من مكونات الشخصية النوبية؟- بالقطع لا، لأنه في بلاد النوبة الأصلية وطوال 365 كيلومترا، لم يُسجل حادثة قتل واحدة، لكن بعد التهجير بات النوبي مضطراً لمواجهة مسلحين في الصحراء.• هل يهدد بعض النوبيين بمقاطعة الانتخابات؟- الانتخابات الرئاسية المقبلة خطوة على الطريق الصحيح لاستقرار مصر، ومثل غالبية الشعب المصري معظم أصوات أهالي النوبة في الانتخابات ستذهب إلى المشير عبدالفتاح السيسي، فهو يتمتع بدعم الأغلبية.• ما ردك على اتهامات البعض للنوبيين بالسعي إلى الانفصال؟- هذا الكلام غير صحيح، وترديد نغمة انفصال النوبيين بجنوب مصر، تهمة جاهزة لفقها جهاز أمن الدولة السابق ليلقي الخوف من النوبيين في قلوب بقية المصريين، وهذا لا يعني عدم وجود مخطط خارجي يهدف إلى التقسيم، غير أن وجوده لا يعني موافقة أهالي النوبة عليه.
دوليات
أدول لـ الجريدة•: أظهرنا للجميع غضب «الحليم النوبي»
10-04-2014