أوجه الاستقرار... ووجوه القمع!

نشر في 02-04-2014
آخر تحديث 02-04-2014 | 00:01
 تركي الدخيل لم تزل الأحداث العربية التي جرت منذ أواخر 2010، من تونس إلى مصر إلى ليبيا ومن ثم سورية، تؤثر على الاستقرار في المنطقة. انهار الاقتصاد في تلك الدول، وانعدمت السياحة، وتراجع الأمن إلى مستويات دنيا.

وجه الفوضى أبان عن أرقامٍ مخيفة. فبحسب دراسةٍ أعدها البروفيسوران بول ريفلين، وإسحاق غال، فإن كلفة ما سمّي الربيع العربي تقدر بما يتجاوز 800 مليار دولار، مع تسجيل تزايد في مستوى الفقر وانخفاض مستوى الخدمات العامة.

كما يقدر مصرف "HSBC"، أن البلدان الأكثر تضرراً هي مصر، وتونس، وليبيا، وسورية، والأردن، ولبنان، وأن تلك الخسائر تمتد بين عام 2011 ونهاية 2014، وهي تعادل 35% من ناتج هذه الدول الإجمالي. وتوصلت الدراسة إلى أن عدد سكان هذه الدول مجتمعة سيرتفع ستة ملايين نسمة ليصل إلى 136 مليوناً، ونتيجة لذلك، فإن نصيب الفرد من الدخل سيكون أقل بما يقرب من 68%.

المؤشرات الاقتصادية تؤكد عمق الأزمة، ومنها على سبيل المثال البطالة، التي بلغت في سورية 48%، وفي اليمن 17.3%، وفي تونس 16%، وفي ليبيا 15%، وفي مصر 13.5%!

هذا هو وجه القمع المضاعف الذي جاء بسبب محاولات التخلص مما أسموه الاستبداد أو الطغيان. لقد تبيّن أن حسني مبارك أعظم من محمد مرسي، وأن زين العابدين بن علي أفضل من النماذج التي تلته. لقد وقع الكثيرون ضحايا الشعارات البراقة مثل الحرية، والديمقراطية، والعدالة، والمساواة.

على النقيض من ذلك وجه الاستقرار الذي تمثله الملكيات في العالم العربي، من المغرب إلى الأردن إلى السعودية ودول الخليج قاطبة. في الإمارات مثلاً تراوح معدل النمو الاقتصادي في الإمارات لعام 2014 ما بين 5.4 و5% خلال العام الحالي، في حين لن يتعدى التضخم 2%، وفي السعودية يتوقع صندوق النقد الدولي أن يصل متوسط معدل النمو السنوي في المملكة إلى 4.3 في المئة حتى عام 2018. هذا هو النموذج الأوضح للاستقرار التام والذي يحتاجه الناس في يومياتهم وحياتهم.

أنموذجان ماثلان في المنطقة العربية، أحدهما للخراب والتفسخ وانهيار المؤسسات في بلدان الاضطرابات، والآخر يتمثل في الدول الملكية المستقرة والتي تنمو وتزداد إنجازاتها ونجاحاتها. كان الشيوعيون وفلول اليسار يعتبرون الخليج عاجزاً عن ممارسة الديمقراطية، لكن الأيام بينت أن الخليج ليس عاجزاً، بل استطاع أن يرسم خطه السياسي وبصمته الخاصة، في وقت عجزت بقية الدول الأخرى عن تجاوز ديونها الترليونية وعن حل مشكلاتٍ سياسية، بل إن دولة "ديمقراطية" عربية عجزت عن عقد جلسة نيابية لأكثر من سنة، وتعيش كثيراً بلا حكومة!

نتمنى المزيد من النجاح للخليج، وأن تستيقظ الدول العربية من كبواتها واضطراباتها.

back to top