بينما احتفلت حركة "حماس" مساء أمس الأول التي تدير مقاليد الحكم في قطاع غزة، بفوز حزب "العدالة والتنمية" التركي الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في انتخابات البلديات المحلية، غابت قبل أيام مظاهر الاحتفاء أو التفاعل مع إعلان المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي للرئاسة المصرية، وحلت بدلا منها مشاعر الوجوم والتوجس.

Ad

وشارك المئات من أنصار الحركة الإسلامية تتقدمهم قيادات منها في مسيرة حاشدة نظمت في مخيم جباليا شمال القطاع مساء أمس الأول، للاحتفال بفوز حزب أردوغان.

وقال القيادي في حماس مشير المصري، إن فوز أردوغان هو "نصر للإسلام والشعوب المستضعفة في جميع أنحاء العالم، ويعكس حضارية ووعي الشعب التركي، وثقته بقيادته".

وتسعد حماس بوقوف تركيا وحزب "العدالة والتنمية" الذي يقوده اردوغان إلى جانبها في كل المناسبات، وتقديم الدعم المادي والمعنوي والسياسي للجيب الساحلي الصغير الذي تحكمه.

وبدا لافتا الفرحة التي تغمر حركة حماس وقياداتها بفوز الرجل التركي، في حين اقتصرت التفاعلات مع إعلان الجارة المصرية فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، على المجالس الخاصة وفي المنازل خشية من حكام القطاع الذين يعتبرون السيسي الخصم الذي أطاح نظام الإخوان المسلمين في مصر.

وكثيرا ما اتهم النظام المصري الذي تسلم الحكم بعد خلع الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى الجماعة في يوليو من العام الماضي، حركة حماس بأعمال عدائية، في حين تنفي الأخيرة تلك الاتهامات، وتؤكد عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري.

وتغلق مصر معبر رفح البري المنفذ الوحيد لسكان القطاع على العالم الخارجي، بعدما دمرت شبكة الخنادق الرملية التي كانت تنتشر أسفل الشريط الحدودي وتعتبر شريان حياة لنحو مليوني فلسطيني تمدهم بالوقود والسلع والبضائع في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.

ويقول فلسطينيون، إن قطاع غزة ليس كله حماس، لكن هناك خشية من عقاب جماعي بسبب إدارة حماس، التي تعتبر نفسها جزءا من الإخوان، مقاليد الحكم في القطاع. وكانت حركت "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رحبت بترشح المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب الرئيس في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة.