العجائبي
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
ذلك جعل الباحثة تقرأ الأعمال الأدبية التي تناولتها قراءة نصية لا نقدية فأعادت الأحداث التي تناولتها النصوص بعيدا عن تطبيق حقيقي للمجهود النظري الذي عملت الباحثة على رصده في مقدمة العمل. ولأن الكتاب النقدي هو رسالة ماجستير ما يعني أنه تم تحت إشراف أستاذ في النقد. ودراسة الأدب العجائبي لا يمكن أن تكتمل دون النظر إلى الجهد الغربي في صياغة المصطلح والعمل عليه. قدمت الباحثة جهدا جميلا وبحثا مضنيا في تقديم مفهوم العجائبي ومحاولة قراءة البحوث العربية التي قدمت دراسات مشابهة عن المصطلح، وكان بالإمكان الاستفادة من التطبيق عبر قراءات مهمة يعرفها دارسو الطرح العجائبي، أهمها قراءات فرويد لعمل هوفمان Hoffmann رجل الرمال في الدراسة الشهيرة التي حملت عنوان الخارق Uncanny، وتناول فيها فرويد قراءة نص هوفمان، خصوصا أن الباحثة ذكرت هوفمان بإيجاز شديد في رسالتها، وكذلك قراءة الباحثة هيلين سيسو لنص الخارق لفرويد. وهي تحاول تقديم التحليل النفسي للأدب من خلال قراءة عالم نفس بحجم فرويد.لا أحاول هنا التقليل من جهد عظيم وجبار في تقديم الرواية الخليجية العجائبية بل على العكس تماما أنظر بإكبار للباحثة البحرينية وهي تجتهد في قراءة نصوص ربما لن يهتم بها النقد العربي المنكفئ على إقليميته. ولكنني أطمح كثيرا بأن تبدأ الباحثة في تطوير الأدوات النقدية التطبيقية مقارنة بالأدوات النقدية النظرية. وتعتبر الباحثة إضافة مهمة للانتعاش النقدي الخليجي الذي بدأ ينتعش بمجموعة من المهتمين برزت منهم أسماء مهمة في المؤتمر الأخير بالكويت، والذي قدم أسماء مهمة من عمان والبحرين والكويت، إضافة للجهد السعودي المعروف في الحركة النقدية.السرد العجائبي في الرواية الخليجية محاولة لتقديم رؤى نقدية غربية ودراستها من واقع نصوص روائية، وبالإمكان معالجة قصور التطبيق في دراسات قادمة.