سورية: الموالون يبايعون بـ «الدم»... والأسد ينتظر فوزاً ساحقاً

نشر في 04-06-2014 | 00:05
آخر تحديث 04-06-2014 | 00:05
• الرئيس يصوّت والقذائف تتساقط قربه
• النظام يراهن على مشاركة واسعة
• وفد إيران: لا تهديد أميركياً بعد اليوم
في خضم حرب أهلية قطعت أوصال البلاد وقتلت ما يربو على 160 ألف شخص، توافد السوريون الموالون للنظام أمس على مراكز الاقتراع لتجديد بيعتهم للرئيس بشار الأسد لولاية ثالثة مدتها سبع سنوات عبر انتخابات وُصِفت دولياً بالمهزلة، وشهدت تصويتاً قسرياً في بعض المناطق وآخر توقيعاً بالدم للتعبير عن الولاء للرئيس، الذي يترقب فوزاً ساحقاً.

بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحرب الطاحنة، أدلى الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري أمس بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفاً لمصلحة الرئيس بشار الأسد، والتي نددت بها المعارضة ودول غربية داعمة لها والأمم المتحدة.

ومع فتح مراكز الاقتراع في الساعة السابعة بتوقيت سورية، توافد الناخبون في دمشق وحمص على مراكز الاقتراع بكثافة، في حين نقل التلفزيون السوري الرسمي صوراً لمراكز الاقتراع من مناطق عدة بينها ريف دمشق والقنيطرة (جنوب) ومدينتا إدلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وغيرها، يؤكد فيها الناخبون ولاءهم للأسد وحماسهم للمشاركة في «العرس الوطني».

ودُعي إلى الاقتراع، بحسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب يتوزعون على أكثر من تسعة آلاف مركز اقتراع تقع في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء، 60 في المئة من السكان.

 

الأسد وأسماء

 

وأدلى الرئيس وعقيلته أسماء بصوتيهما في مركز اقتراع في حي المالكي الراقي في وسط دمشق. وذكر التلفزيون الرسمي أن «الدكتور بشار الأسد يدلي بصوته في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي وسط دمشق».

ونشرت «سوا»، الصفحة الرسمية لحملة الأسد الانتخابية على موقع «فيسبوك»، صوراً للأسد بصحبة زوجته أسماء وهما يدليان بصوتيهما وأخرى لحظة خروجهما من الغرفة السرية الانتخابية وهما يحملان ظرفي الاقتراع، في حين ظهرا في صورة ثالثة باسمين قبالة أحد موظفي المركز وهو ينقل البيانات من البطاقة الشخصية.

كما تقاطر زعماء دينيون وقيادات إسلامية ومسيحية على مراكز الاقتراع بدمشق، مؤكدين أن الانتخابات مؤشر على الإرادة الحرة، وأنها السبيل الوحيد لتأمين الإصلاح والديمقراطية.

 

النوري وحجار

 

ويخوض الانتخابات في مواجهة الأسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري والفساد.

وكان النوري أدلى بصوته بدوره الساعة العاشرة في مركز اقتراع أقيم في فندق شيراتون في ساحة الأمويين في دمشق، وقال للصحافيين إن «للرئيس بشار الأسد شعبية كبيرة، لكن له أيضاً منافسون أقوياء».

وعقب إدلائه بصوته في مجلس الشعب وسط دمشق، أكد الحجار أن الانتخابات «رسالة وصفعة قوية ومهينة لكل الدول التي تآمرت على سورية وأرسلت الإرهابيين لسفك الدماء»، معتبراً «الإقبال غير المسبوق تعبير عن أن ما يجري في سورية استفتاء ثان على الدستور وثوابت الشعب ووحدة أراضيه».

 

تصويت بالدم

 

وورقة الاقتراع كناية عن ورقة عليها صور المرشحين الثلاثة مع صورة الأسد إلى اليسار، وتحت كل صورة دائرة بيضاء قام بعض الناخبين بالبصم داخلها بالدم لتأكيد بيعة الأسد وتعبيراً عن وفائهم له، بينما اكتفى آخرون بوضع إشارة فيها علامة تأييد.

وبث التلفزيون السوري صوراً لوفد إيراني برئاسة رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي في أحد مراكز الاقتراع. وقال بروجردي ان «الشعب يصوت بكل حرية وإن شاء الله سينتخب رئيساً ويقرر مصيره. وبهذه الخطوة، لا يمكن للأميركيين أن يهددوا سورية، لأن الشعب واقف مع الرئيس المنتخب، ولن يسمح بأي تدخل خارجي بشؤون سورية».

 

حمص وألف مركز

 

وفي وسط البلاد، أوضح محافظ حمص طلال البرازي أن هناك ألف مركز اقتراع في المحافظة، مشيراً إلى أن الانتخابات لن تُجرى في مدينتي تلبيسة والرستن الواقعتين تحت سيطرة المعارضة.

 

رهان ورسالة

 

وعشية الانتخابات، راهن مسؤولو النظام على إقبال كبير ومشاركة قوية ستكون بأهمية النتيجة نفسها. وقال وزير الإعلام عمران زعبي أمس الأول إن حجم الإقبال رسالة سياسية، مضيفاً أن «الجماعات الإرهابية المسلحة» زادت من تهديدها خوفاً من نسبة المشاركة العالية.

وقال الوزير إذا كانت «الجماعات الإرهابية» لديها أي شعبية فستكون كافية لضمان فشل الانتخابات لكنهم يدركون أنهم لا يملكون شعبية ومن ثم يريدون التأثير على مستوى المشاركة حتى يمكنهم القول إن الإقبال ضعيف.

 

تصويت قسري

 

في المقابل، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن نقلا عن مندوبيه في مناطق مختلفة، أن عناصر من الأمن السوري «يجبرون المواطنين على إقفال محالهم التجارية وتعليق صور لبشار الأسد عليها»، مشيراً إلى أن الناخبين «مضطرون للإدلاء بأصواتهم تحت طائلة التعرض للاعتقال أو تحت وطأة الخوف من النظام».

وأصدرت لجان التنسيق المحلية المعارضة الناشطة على الارض بيانا أمس دانت فيه «من يؤيد هذا التصويت وسيشارك فيه طوعاً»، معتبرة أنه «شريك للعصابة في ارتكاب الفظاعات».

وتواكب الانتخابات التي وصفتها المعارضة والدول الداعمة لها بـ»المهزلة» و»المسرحية»، حملة في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ترفض ما سمته «انتخابات الدم» التي تجري على دماء المواطنين وتهدف الى منح شرعية لنظام يستهدف المدنيين، بحسب ناشطين.

وقبلها، دعا رئيس ائتلاف المعارضة احمد الجربا أمس الأول السوريين إلى «ملازمة منازلهم» و»عدم النزول بأرجلهم الى حمامات الدم والعار التي تريدها عصابة الاسد»، محذراً من «سلسلة تفجيرات وقصف على التجمعات ومراكز ما يسمى الاقتراع»، قال ان النظام يعد لها.

 

تصعيد وقذائف

 

وتزامنت الانتخابات مع تصعيد عسكري على الأرض لاسيما في حلب (شمال) حيث تستمر حملة القصف الجوي التي يقوم بها النظام منذ أشهر حاصدة يومياً مزيدا من القتلى، بالإضافة الى معارك عنيفة في ريف دمشق وريف حماة (وسط) وريف إدلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب).

وفي دمشق، سقطت قذائف هاون مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، على مناطق الدويلعة والعدوي والقصور ومحيط حديقة الجاحظ وساحة جورج خوري وشارعي حلب ومارسيل في حي القصاع وساحة الأمويين وحديقة الطلائع في البرامكة وحي المزة وباب توما وساحة السبع بحرات.

وأفاد المرصد بأن القذائف، التي قارب عددها العشرين، تسببت في إصابة أربعة أشخاص بجروح، في حين أكد سكان العاصمة أن دوي القذائف كان يتردد في أنحاء المدينة طوال النهار.

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، د ب أ، كونا) 

المعلم: الحل السياسي بدأ

 

في أول ظهور علني بعد خضوعه لعملية تغيير شرايين في مارس الماضي، إثر وعكة صحية شديدة، أدلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس بصوته في الانتخابات الرئاسية في مقر وزارة الخارجية في دمشق.

وأكد المعلم أن مسار الحل السياسي للازمة في البلاد «يبدأ اليوم»، وقال: «نجدد ما قلناه في جنيف انه لا أحد في الدنيا يفرض على الشعب السوري إرادته».

 وأضاف «اليوم تبدأ سورية بالعودة إلى الأمن والأمان من أجل إعادة الإعمار، ومن أجل إجراء المصالحة الشاملة». ورأى أن الشعب السوري «اليوم يبرهن مرة أخرى على صموده وصلابته ورؤيته لمستقبل أفضل»، مشيرا إلى أنه «لا أحد سوى الشعب السوري لا أحد يمنح الشرعية إلا الشعب السوري».

واعتبر الوزير السوري أن "السوريين يسجلون اليوم إرادتهم الحرة في انتخابات ديمقراطية شفافة تعددية، يسطرون من سيقودهم في المستقبل، يسطرون مستقبلهم بكل حرية وبكل نزاهة"، مبيناً أن "حلف العدوان سيرى انه باء بالفشل، وأن الطريق أمامه مسدود".

(دمشق - أ ف ب) 

 

فابيوس: الأسد شخصية مقيتة 

 

اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن السوريين الذين صوتوا أمس في الانتخابات الرئاسية يملكون الاختيار «بين بشار وبشار»، معرباً من جديد عن أسفه لهذه «المهزلة المأساوية».

وقال فابيوس: «إنها مهزلة مأساوية. السوريون وفقط السوريون في المناطق التي يحكمها النظام يملكون الاختيار بين بشار وبشار، هذا كلام فارغ. الواقع هو أننا نعرف النتائج أصلاً قبل أن يبدأ التصويت».

وأضاف أن «هذا السيد الذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه مرتكب جرائم ضد الإنسانية لا يمكن ان يمثل مستقبل شعبه»، واصفاً بشار الأسد بأنه «شخصية مقيتة».

وأوضح فابيوس أن «هدف الذين يريدون ديمقراطية في سورية هو التوصل الى اتفاق سياسي، وهذا أمر صعب جداً»، مشدداً على وجوب التحدث الى عناصر في النظام، لكن ليس مع بشار الاسد «الحليف الموضوعي» للجماعات الجهادية وإن كانت هذه المجموعات تقاتله.

(باريس- أ ف ب) 

 

«الأطلسي»: الانتخابات مسرحية

وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن أمس، الانتخابات السورية بأنها «مسرحية هزلية»، مشدداً على أن جميع الدول الأعضاء بالحلف لن تعترف بها.

وقال راسموسن، قبيل اجتماع لوزراء دفاع حلف الأطلسي، إن «الانتخابات الرئاسية لا تفي بالمعايير الدولية لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وأنا على يقين أنه لا توجد دولة من أعضاء الحلف ستعترف بنتائج ما يطلق عليها اسم انتخابات».

(بروكسل - كونا)

أنقرة وبروكسل: «النصرة» إرهابية

أضافت تركيا أمس جبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، إلى لائحتها للمنظمات الإرهابية، وذلك بعد قرار مماثل من الاتحاد الأوروبي.

ونشرت هذه اللائحة التي عدلتها الحكومة الإسلامية المحافظة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمس في الجريدة الرسمية، فيما بات كل شخص أو كيان يزود جبهة النصرة بدعم مالي أو مادي أو تجنيد ناشطين جدد هدفاً على لائحة العقوبات الأوروبية.

وتعتبر جبهة النصرة المدرجة أيضاً على لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، من أهم الجماعات المتطرفة التي تحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهمت تركيا مراراً من طرف حلفائها الغربيين، بغض النظر عن نشاطات جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة عند حدودها مع سورية، وحتى بتقديم الدعم لها مباشرة وتزويدها بالأسلحة، لكن سلطات أنقرة، عدوة النظام السوري اللدودة، تنفي قطعاً تلك الاتهامات.

(أنقرة، بروكسل- أ ف ب) 

أعلنت عدة كتائب مقاتلة في سورية أمس أن المراكز الانتخابية، التي فتحت أبوابها لانتخاب رئيس للبلاد، لن تكون هدفاً لأي عملية عسكرية، معتبرة في الوقت ذاته أن هذا الاستحقاق لا شرعية له.

وقال المرصد السوري، في بيان صحافي، إن هذا الاعلان «جاء في بيان صادر عن تشكيلات سورية مقاتلة بعنوان بيان التشكيلات المقاتلة بخصوص انتخابات الدم»، مبيناً أن «النظام استخدم اساليبه في إجبار الشعب على المشاركة في مهزلته الانتخابية، مستغلا قوت يومهم وأمنهم» إلا أنه حذر من خطورة التوجه إلى تلك المراكز.

الخسائر: 162 ألف قتيل ومليون جريح و31 مليار دولار

قتل أكثر من 162 ألف شخص وأصيب مليون آخرون ونزح الملايين في أكثر من ثلاثة أعوام من النزاع السوري الذي بدأ بحركة احتجاجية على نظام بشار الأسد تحولت الى حرب ألحقت دماراً كبيراً وتسببت بأضرار اقتصادية هائلة في البلاد.

الضحايا: في 19 مايو الماضي أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان وصول عدد قتلى النزاع إلى 162 ألفاً و402 شخص، موضحاً أن من بين القتلى 53 ألفاً و978 مدنياً بينهم ثمانية آلاف و607 أطفال في النزاع الذي يدور بين النظام ومسلحي المعارضة لكنه أصبح أكثر تعقيداً بمعارك تجري أيضاً بين المعارضة وجهاديين معظمهم أجانب.

وبينما تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نصف مليون شخص على الأقل جرحوا، يتحدث المرصد عن «عشرات الآلاف» من المعتقلين في سجون النظام حيث تورد منظمات غير حكومية معلومات عن حالات تعذيب وإعدامات. كما تشير هذه المنظمات الى ممارسات لمسلحي المعارضة.

اللاجئون والنازحون: قالت الامم المتحدة إن عدد اللاجئين ارتفع إلى أكثر من 2,8 مليون شخص في بداية أبريل.

الأضرار المادية والتبعات الاقتصادية: حذرت الأمم المتحدة من الوضع الانساني «الخطير»، موضحة أن «أربعين في المئة من المستشفيات دمرت وعشرين في المئة مستشفى آخر لا تعمل بشكل مناسب».

وقالت منسقة العمليات الانسانية للأمم المتحدة فاليري آموس في يناير أن تدمير البنى التحتية اثر على الخدمات الأساسية بما في ذلك امدادات المياه. وأضافت أن «كل سوري تقريباً تضرر بالأزمة مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 45 في المئة وفقدان العملة السورية 80 في المئة من قيمتها».

وتبلغ قيمة الأضرار في الدمار الناجم عن الحرب حوالى 31 مليار دولار (رسمي). وقال وزير النفط السوري إن الانتاج تراجع بنسبة 96 في المئة مع فرض العقوبات الاقتصادية الدولية وسيطرة مسلحي المعارضة على الجزء الاكبر من الحقول. وبلغت نسبة التضخم 173 في المئة في ثلاث سنوات ويقترب معدل البطالة من 50 في المئة حسب تقرير حكومي. ويعيش نصف حوالي 23 مليون سوري تحت خط الفقر بينهم 4,4 ملايين في «فقر مدقع»، حسب الأمم المتحدة.

(بيروت- أ ف ب) 

back to top