امنحوهم فرصهم
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
تغير هذا الواقع سريعا ولم تعد مهمة نشر الكتاب وانتشاره موكلة لكاتب كبير أو صفحة ثقافية. انتشار الكتاب اليوم يعمل عليه القارئ ويساهم بجدية في تقديمه عبر أسطر قليلة تصل الى قارئ آخر في نهاية الكرة الأرضية، وهو ما لم تكن تحققه الصفحة الثقافية سابقا. ويستطيع الكاتب أن يرى ردود فعل قراء كتابه مباشرة دون محاباة أو تعصب لعدم ارتباطهم الشخصي بالكاتب. ساهم ذلك كثيرا في انتشار الكتاب ومنح الفرصة للشباب وبرزت أسماء كثيرة من حولنا نتابع أعمالها ونتاجها عبر هذا الفضاء الذي لا يتحكم فيه أحد.في الكويت لدينا مجموعة كبيرة من الأدباء الجميلين لا يتوسلون المؤسسة الرسمية في أن يكونوا جزءا من وفودها وربما لا تقدم لهم هذه المؤسسة ما يقدمه لهم قارئهم من تواصل وانتشار، ولكن ذلك لا يعني أن نتجاهلهم لمجرد أن الوفد الثقافي هو وفد رسمي. أستغرب مثلا غياب سعود السنعوسي بعد كل الانتشار الذي حققه عمله عربيا ألا يكون من ضمن هذا الوفد، أستغرب غياب باسمة العنزي ومنى الشمري وخالد النصر الله وعبدالوهاب الحمادي وعلى الفيلكاوي وبثينة العيسى وغيرهم من لائحة طويلة وجميلة يعرفها القارئ العربي جيدا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا تمثل بلدها.هؤلاء الشباب هم ذخيرتنا الثقافية الحية والفاعلة وهم خير من يمثل الوجه الثقافي للكويت فامنحوهم فرصهم، مع ثقتي بأن عالم اليوم ليس عالم الأمس ولكن يبدو أن المؤسسة الثقافية تفكر بما قبل ثورة المعلومات وتعيش عصرنا القديم الذي ذكرته في المقدمة.