بعد توقّف 33 سنة... «عيد الفن» ينطلق بتكريم شادية ونادية لطفي

نشر في 17-03-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-03-2014 | 00:01
بعدما تعثر طيلة حكم الرئيس حسني مبارك، أعاد الرئيس عدلي منصور الاحتفال بـ «عيد الفن»، وشهدت دار الأوبرا المصرية حفلة ضخمة، كُرِّم فيها فنانون على رأسهم نادية لطفي وشادية التي اعتذرت عن عدم الحضور.
يؤكد محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري، أن «الدولة المصرية قررت تكريم الفنانين في يوم «عيد الفن»، لأن الفن مهم في حياتنا وليس ترفاَ، بل تجارب يتابعها الفنانون والمشاهدون والمبدعون، درساً ووعياً وحكمة واسترجاعاً للزمن الجميل».

حول غياب الاحتفال بـ «عيد الفن» يوضح هاني مهنى رئيس اتحاد النقابات الفنية، أن صفوت الشريف، أمين عام «الحزب الوطني» المنحل، وراء إلغائه لمدة 33 سنة، واستبداله بعيد الإعلاميين، مضيفاً أنه في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك أُهمل دور الفن ولم يلق المثقفون والفنانون الاهتمام الذي لاقوه في عهد الرئيسين أنور السادات  وجمال عبد الناصر بل وفي عهد الملك فاروق.

يشير مهنى إلى أهمية دور الفن في توثيق الأحداث السياسة، سواء عبر الأفلام أو الأغنيات، لافتاً إلى أن الفنان المصري شارك في الثورات العربية رافضا الاستبداد والظلم، وداعماً للشعب في تحقيق مطالبه التي تشمل العيش والحرية والكرامة الاجتماعية.

يطالب مهنى  بأن يكون «عيد الفن» أسبوعاً وليس يوماً، متمنياً أن تخرج الاحتفالية من ميدان التحرير وسط أكاليل الزهور والورود، إلا أن الحالة الأمنية الحالية لا تسمح بذلك، ومشيراً إلى أن استهداف الفن والثقافة  في الفترة الماضية، من بعض المنظمات الدولية، غايته كسر الفن في مصر، هوليوود الشرق، مؤكداً أن أعظم سلاح لمحاربة الإرهاب هو الفن، لذلك  سيكون «عيد الفن» انطلاقة لكل فنان مبدع، لتسليم الراية للشباب، بهدف القضاء على الإرهاب فكرياً وثقافياً وليس أمنيا فقط.

تقدير وتكريم

 يدعو المنتج محسن علم الدين الفنانين إلى التكاتف لإنجاح هذه الاحتفالية، وإثبات للرأي العام أنهم يمثلون قوة في هذا البلد وبإمكانهم أداء دور مهم في المجتمع. ويضيف أن عودة ‹›عيد الفن›› لتكريم المبدعين سيكون حافزاً لتقديم فنّ جيد، ومتابعة الجهود لرفع مستوى الإنتاج.

بدوره يؤكد الفنان سامي مغاوري أن موافقة الدولة على عودة «عيد الفن» انتصار للجميع، ويطالب  بتقدير كل من يقف وراء الكاميرا لأن له الفضل في خروج الأعمال الفنية بشكل مشرف.  

 أما سامح الصريطي  وكيل نقابة المهن التمثيلية، فيرى في عودة «عيد الفن» مؤشراً على دخول المجتمع المصري مرحلة جديدة، يهتم فيها بالقوة الناعمة التي أهدر استثمارها على مدار عشرات السنين.

يصف الصريطي الفن بأنه ضمير هذه الأمة وحلمها؛ مؤكداً أن الاحتفال بالفن هو احتفال بالشعب، لافتاً إلى أن عيد الفن يهدف إلى نشر البهجة في الشارع المصري، وأن الاهتمام بالفن والثقافة هو صيانة للشباب من التطرف والانحراف.

من جهته يقول الفنان عزت العلايلي، إن السينما في مصر عمرها  117 سنة ، والمسرح 150 سنة، والرسوم  على الجدران 7 آلاف سنة، ولدى مصر قدرة فنية وإدارية تجعلها تنافس في المهرجانات العالمية، لذا من غير المنطقي عدم تكريم الفن ونجومه.

عبد الناصر البداية

كان الزعيم جمال عبد الناصر حريصاً على الاحتفال بـ «عيد الفن» كل سنة وتكريم رموزه تقديراً منه لدور الفن والفنانين، وحضوره بنفسه،  وسار على الدرب نفسه الرئيس الأسبق أنور السادات، إذ كان ينظم في عهده احتفال سنوي بـ «عيد الفن» ويحرص على حضوره أيضاً، إلا أنه في السنة الأخيرة لحكمه أناب عنه محمد حسني مبارك (كان نائباً لرئيس الجمهورية)، فما كان من سعد الدين وهبة، رئيس اتحاد الفنانين العرب حينذاك، إلا أن رفض إقامة الاحتفال طالما أن رئيس الجمهورية لن يحضر بنفسه، معتبراً ذلك إهانة وعدم تقدير للفنانين.

 وبعدما  تولى الرئيس حسني مبارك الحكم، ألغى الاحتفال لأنه شعر بأن الفنانين لم يقدروه لرفضهم إقامة الحفل بحضوره عندما كان نائبا للرئيس، وبعد سنوات، وتحديداً عام 1986، أقنع صفوت الشريف (كان وزيراً للإعلام آنذاك) الرئيس مبارك بإقامة عيد الإعلاميين بدلا من «عيد الفن»، وظل هذا العيد حتى السنة الأخيرة لحكم مبارك قبل ثورة 25 يناير.

back to top