علي الزيبق (5 - 10) «قائد الدرك» يهزم دليلة ويتقرّب إلى الرشيد

نشر في 18-07-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-07-2014 | 00:02
روينا في الحلقات السابقة كيف أن علي الزيبق لما وصل إلى منصب {قائد الدرك} دخل في مواجهة مع شطار مصر، وبعض الشطار القادمين من الأقطار العربية المجاورة، إلى أن جاءت دليلة المحتالة من بغداد.
دليلة التي كانت قريبة من قلب هارون الرشيد، أرادت أن تنصف صديقها صلاح الدين الكلبي، وأن تعيده إلى منصب قائد الدرك بدلاً من الزيبق، ما دفع علي إلى قتل الكلبي، وأدى إلى فرار دليلة من مصر إلى بغداد، فقرر الزيبق أن يذهب متخفياً وراءها إلى بغداد وأن يحتال عليها ليأخذ منها مقام {قيادة الدرك} في الخلافة الإسلامية كلها.
بعد رحلة شاقة، بدأتْ ملاعيب علي الزيبق في بغداد ضد {دليلة المحتالة}، وفور وصوله ذهب إلى قاعة اجتماعاتها مع الزعر، واقترب منهم خلسة، وسمع حديثاً بينها وكبير مقدمي بغداد {الدهقان}، وهي تقول له إن الزيبق تسلل إلى بغداد ولا بد من أن يلقى هزيمة في بغداد، مثلما لقي الهزيمة في مصر على يديْ {دليلة}.

فلما سمع الزيبق هذا الكلام غضب، لكنه صبر، إلى أن جاء الليل، ولبس آلة الحرب وتقلَّد المرصود، ووقف على مِفرق الدروب، إلى أن مرَّ {الدهقان} ومعه مائة أزعر، فسمع الزيبق وهو يسعُل، فأشعل الدهقان ناراً ورأى الزيبق وسأله:

- لماذا تختفي في ظلام الليل العاكر؟

 فرد عليه الزيبق: اخرس يا أهبل، دونك علي الزيبق.

وبعد معركة بينهما، استسلم {الدهقان} وعفا عنه الزيبق، وجاء الزعر وحملوا {الدهقان} إلى القاعة، وفي اليوم التالي نهض علي صباحاً وأخذ {فرش الحلاوة} وتمشى إلى القاعة يبيع منها للزعر ويتسقط الأخبار، وبعد قليل جاءت {المقدم دليلة}، وأخوها {زريق السماك} والمقدمون، فسكت الجميع، حين سألت دليلة:

“ماذا فعل {الدهقان}؟

- وجاءها الرد: في الليلة الماضية جرحه الزيبق.

 طلعت دليلة تركض كأنها مجنونة ومعها أخوها، بحثاً عن كبير المقدمين، وحين رأها {الدهقان} صرخ بصوت عال:

- رميتني في بلاء يا أم الرجال، ولولا أن الزيبق صاحب مروءة لكان قتلني، فرد زريق: اخرس، ما هذا الكلب؟ وحياة رأسك يا أم الرجال، هذا النهار لا بد أن أجيبه لك مكتوف اليمين على الشمال، ثم دخل {زريق} إلى القاعة، ولبس زي خواجا، وطلع إلى الأسواق بحثاً عن الزيبق.

قال صاحب السيرة: أما ما كان من علي، فقد ركض إلى البيت ليرتدي زي خواجا، ولطَّخ يده دماً وربطها برقبته وطلع يركض إلى السوق، فوجد الناس مُجتمعين على زريق فصرخ: أنا في جيرتكم! أرسلوني إلى قاعة الزعر، فأقبل الناس عليه وقالوا له: مالك يا خواجا؟

وبعد أكثر من حيلة، استطاع الزيبق أن ينام في حجرة واحدة مع {زريق} وبعد صبر ساعة، فز على زريق وأيقظه من النوم فغضب وقال له: ما تريد يا ولد؟ قال له: قم خلص لي حقي من الزيبق، قال له: ابتعد عني فقد أزعجتني في منامي، وساعتها قبض على عنقه وسحب عليه الخنجر وقال له {أنا الزيبق}، وكاد زريق أن يموت من الفزع.

بعدها جاءت دليلة وسألت: جاء زريق؟ فقالوا لها: نعم، لكن أكل ضرباً من الزيبق ومعه خواجا يده مجروحة، والاثنان نائمان في الغرفة، فركضت دليلة كأنها المجنونة وفتحت الباب وكشفت الغطاء عن أخيها فرأته مكتفاً مشدوداً وعينيه منفجرتين، فطار عقلها وبالحال ارتمت عليه وفكته، فقفز كأنه المجنون وقبض على عنقها وسبها وشتمها بصوت عال وقال لها:

- يا بنت الزنا، مالك ومال الزيبق حتى تروحي إليه في مصر وتجيبي لنا هذه البلوة؟ لقد لحقني في الأسواق وبصق في لحيتي وأخيراً استأجر لي حماراً وأوصلني إلى القاعة وعمل بي هكذا، فاغتاظت دليلة وقالت له:

- أنصت يا زريق، ما عدتُ أتركه موجوداً على وجه الأرض.

الزيبق... والرشيد

وفي اليوم التالي، لبس الزيبق ثيابه الممزقة، وحمل فرش الحلاوة وذهب إلى القاعة، وحين جاءت دليلة جلست وقالت للمُقدمين: {احذروا إذا نظرتم الزيبق أن تكلموه، لأنه {ردي} فاتركوه مثل الكلب يدور في بغداد، لأني لاعبته في مصر وأخذت سيفه، ولو كان يستحي ما كان لحقني إلى بغداد}، فردوا قائلين: {صدقت يا أم الرجال}.

وحين سمع الزيبق إهانته، خرج من القاعة غاضباً، وذهب إلى البيت وارتدى ملابس {كُردي} وذهب إلى أول السوق، فجلس في وسط الطريق وصار يبكي ويضرب ذاته ويقول: {هي هوار كردوا غنم، غنم كردوا راحوا، ماية كيس ثمن غنم راحوا}.

وحين سأل الناس الزيبق في ملابس الكردي، قال لهم: {خرجت من بيتي بائع غنم بمائة كيس فصادفني الزيبق وأخذها، فأنا في جيرتكم}، فغضب الناس، لأنهم يعرفون أن الزيبق أتى بغداد يلعب على {دليلة المحتالة} لا على الناس، ثم ذهبوا إلى القاعة وصرخوا: {لا يحل من الله يا دليلة، هل الزيبق أتى ليلعب عليكِ أم على الرعايا؟} فقالت لهم: {ما الخبر؟} فحكوا لها قصة الكردي، فوعدتهم بأنها ستجد الحل عند هارون الرشيد خليفة المسلمين.

 ثم قامت دليلة وأخذت عشرة من المقدمين وعلي في ملابس الكردي، والناس من ورائهم إلى أن وصلوا السرايا فطلعوا إلى الديوان، وصار الزيبق ينظر إلى الخليفة وأرباب دولته، إلى أن تقدمت دليلة وحيَّت الخليفة ووقفت هي والمقدمون بين يديه، فأمر لهم بالجلوس فجلسوا، فقال لها الرشيد:

- من هؤلاء الناس؟

 فقالت دليلة:

- لا يخفى عنك أيها الملك السعيد، أنني لعبتُ على علي الزيبق في مصر، فهزمته وأخذت سلاحه، فلحقني إلى بغداد، وأول مرة ضرب خواجا قلبه على قفاه، وضرب الثاني وأخذ منه خمسمائة قرش، وقد سلب من هذا الرجل الكردي مائة كيس ثمن الغنم.

لما سمع الرشيد أقوال دليلة قال لها: {ما مرادك}، قالت له: {أرجو من مولاي أن يأمر عليه بنفي عام}، فلما سمع الخليفة كلامها غضب وقال لها: {يا بنت الزنا مرادك أن تعلميني الظلم، فلما رحت لعبت عليه بمصر ما أحد عارضك وهكذا هو أتى {ليلعب عليك} في بغداد}.

 ثم نادي الخليفة الرشيد، على الزيبق، في ملابس الرجل الكردي وقال له:

- يا رجل، اصبر على دليلة ثلاثة أيام، فإن دفعت لك مالك تذهب في حال سبيلك، وإلا تعال فأخبرني وأنا أدفعه لك، ثم التفت إلى دليلة وقال لها: {اذهبي وفتشي عن علي الزيبق}.

قال الراوي: عندها نهضت دليلة خجلة، وتبعها الكردي قائلاً بإلحاح: {هاتي مالي حق الغنم}، فقالت له بغضب: {اصبر يا كردي على أمر الخليفة، لكن الزيبق مد يده إلى لجام الحصان {الرهوان} الذي تجلس فوقه}، فاغتاظت دليلة وشتمته، فلما سمع الشتيمة مد يده وجذبها وخبطها بالأرض، فقالت: {أنا في عرضك يا زيبق}، فقال لها: {أنا ما حضرت إلى بغداد لكي أقعد {بطالاً} بلا عمل فاجري معي الملاعيب، وأن لم تجرها معي رفعتك على رؤوس الإبر}، ثم تركها ومضى في حال سبيله.

قال الراوي: فلما سمع أهل البلد أن الكردي هو الزيبق، مضوا إلى الخليفة وأخبروه، فتعجَّب وأمر بإحضار دليلة، فحضرت ومعها المقدمون فقال لها الرشيد: {بلغني أن الكردي هو الزيبق، فكيف خفي عليك وأنت صاحبة النظر والنباهة؟!} فقالت له: {أيها الملك السعيد، لزمني يمين وهو قسم بالله وبرأسك لا بد من أن أحضر بين يديك – أيها الملك السعيد – الزيبق مكتوف اليمين على الشمال، مكشوف الرأس حافي الأقدام}، فقال لها الرشيد: {حلفت يميناً فبرهني صدقك}، خرجت دليلة، ومشت على بعد خطوات من علي الزيبق، واقفاً على باب الديوان مُتخفِّياً.

قال الراوي: أما ما كان من أمر علي، فقد ارتدى ثياب {عِتْق}، وتوجه إلى بيت دليلة، ولما وصل إليه ووجد {العشى} قدام الباب فسأله: {ما هي صنعتك؟} فقال: {خادم سفرة}، فقال له: {ادخل يا ولد إلى المطبخ}، فدخل الزيبق وبدأ يشتغل بكل شطارة، فقال له معلمه: {ما اسمك؟} قال: حسن، قال له: {أنت توكل العشرة أنفار الواقفين عند الباب}، ومضى إلى شغله.

عمر الخطَاف

أكَّل علي الأغوات فسعدوا وامتدحوا الطعام، وقالوا له: {إذا كان يلزمك أي غرض أو مصلحة تأمرنا لننفذها لك}، فقال لهم: {لي غرض ولكن أختشي منكم}، فقالوا له: {ما يكون كي نفعله لك؟} فقال لهم: {أريد بعد نهاية شغلي أن أمضي إلى بيتي أغسل ثيابي وأكلفكم بفتح الباب}، فأجابوه.

وحين نامت دليلة رمى سلم التسليك ونزل إلى غرفة دليلة ورمى تعفينه من البنج داخل الغرفة، من تحت عقب الباب وصبر قدر نصف ساعة حتى أخذ البنج مفعوله وفتح الباب فوجدها مبنجة على السرير، فطوى ساقيها ولفها في الشرشف وخرج من الباب حتى أقبل الحراس فقالوا: {ما هذا يا حسن؟} فقال لهم: {هذه ثيابي}.

فأخذ الزيبق دليلة، ومضى حتى أقبل إلى سراية الخليفة، فرمى سلم التسليك ونزل قدام غرفة الرشيد، فوضع دليلة مكشوفة الرأس حافية الرجلين مكتوفة اليمين على الشمال، ووضع الأكرة في حلقها وورقة على صدرها، ومضى إلى بيته.

قال الراوي: فمن عادة مسرور السياف أن يوقظ الملك إلى صلاة السحر، فلما أقبل على الباب وجد شيئاً خاف منه فأخذ يدق على الخليفة بسرعة، فلما استيقظ الملك من النوم على فتح الباب قال: {ما الخبر؟} فقال له مسرور: {انظر أيها الملك}، فنظر الملك دليلة مكتوفة اليمين على الشمال حافية الأقدام مكشوفة الرأس والورقة على صدرها، فأخذ الملك الورقة ونظر مكتوباً فيها:

“يا رايح قل للجالس ما في حيلة بهذا الزي، ما عمل هذا العمل إلا خادم الأعتاب وسامي الركاب عبد مولانا الملك علي الزيبق، لأن دليلة حلفت يميناً بالله وبرأسك أيها الملك كاذبة، وأنا كنت واقفاً بالديوان أسمع الكلام}.

فلما سمع الرشيد هذا الكلام انشرح من أفعال الزيبق وقال: {يا مسرور، حلها من كتافها}، فحلها ففزت مرعوبة فرأت حالها قدام الملك فخجلت ولملمت حالها ورجعت إلى الوراء، وضربت {تمني} قدام الملك، فتفل في وجهها وأعطاها الورقة، فقالت: {وحياة رأس مولانا السلطان، إن لم أحضر الزيبق مكتوف اليمين على الشمال حافي الأقدام مكشوف الرأس وإلا لا يكون اسمي دليلة أم الرجال}، فقال لها الملك:

- إن لم تفعلي ما قلته لا أريد أن أنظر وجهك مطلقاً.

قال الراوي: أما ما صار من أمر أم علي، فقد تبعته إلى بغداد لتشارك في حمايته، وقد نصحته أن يبحث عن بيت أحمد الدنف، الذي عاد سراً مع رجاله إلى بغداد، {وهو يدبرك} فقال لها: {لا أعرف مكانه ولا أحد يقدر أن يدلني عليه}، فقالت له: {اذهب إلى باب الجامع تجد رجلاً فقيراً مقطوع اليد فاعطه إحساناً وهو يدلك على من يعرف بيت الدنف}.

حينئذ صبر الزيبق إلى النهار، وذهب إلى الجامع فوجد شيخاً مقطوع اليد، فأخرج الزيبق ديناراً وأعطاه له، فقال الفقير: {كثر الله خيرك يا زيبق المصري}، فقال له الزيبق: {من أين تعرف أني أنا الزيبق؟} فقال: {من كرمك}، فقال له علي: {يا عم، أتعرف بيت أحمد الدنف؟} فقال له: {يا ابني، اذهب إلى سوق الخضر تجد إنساناً يسرق خضرة، أقرع، وأعور، ومكتوع اليدين، وجميع العيوب فيه، هذا هو ابني، وإياك أن تخبره أني أنا الذي دللتك عليه.

 فتوجه إلى سوق الخضر، فنظر ذلك الإنسان، وقال: {لا أتركك إن لم تدلني على بيت أحمد الدنف}، فقال: {اتركني وأنا أدلك}، قال علي: {احلف لي يميناً حتى أتركك}، فحلف له وقال: {الحقني} فلحقه، فما زالا سائرين حتى وصلا إلى باب، فأخرج المفاتيح وفتح، فدخل الزيبق فرأى داراً جميلة، فقال علي: {لمن هذه الدار؟} فقال له: {لي، ولكن يا زيبق أتريد أن أدلك على بيت أحمد الدنف} فقال: {نعم}، فقال: {وإذا ملكت المقدمية ماذا تعمل وظيفتي؟} فقال: {ما أعمل لك وظيفة بل أعطيك قدر ما شئت من الدراهم}.

 فقال له الشاب: {أنا لا أريد دراهم بل أريد أن أكون {باش شاويش أغا}} فحملق فيه علي وقال: {لماذا يا زيبق؟} فأجابه: {باش شاويش أغا} لابد أن يكون أفرس وأمهر من المقدم}، فقال: {هل لا أصلح أنا؟} فأجابه: {انظر حالك!} فقال: {اتحسبني أعور}، ورفع ورقة من عيونه تبين أن له عينين مثل الفهد، وكشف عن رأسه، وفك الرباطات من يديه ورجليه، فنظر فيه الزيبق فرآه شاباً مثل البدر فسأله: ما اسمك؟ فقال: {عمر الخطاف}، فقال علي: {يا عمر، لماذا تبدل خلقة الرحمن وتشنع حالك؟}

فرد الخطاف قائلاً:

{اعلم يا زيبق، أن الملعونة دليلة أينما نظرت شاباً ظريفاً أو فتى من الفتيان تقتله، وإن لم تقدر عليه تدس له السم من كثرة خوفها على المقدمية، وأنا خائف على نفسي منها، حتى عملت بحالي هكذا، لكن إن كنت الزيبق حقاً أظهر فروسيتك الليلة، وانظر أفعالي معك، لكم يلزمني يمين: قسماً بالله لازم {أوريك مراجلي، وضرب سيفي} قبل أن تصير مقدماً}.

اتفق علي مع عمر على حيلة يخبره بها في الطريق إلى بيت الدنف، بأن يخرج عمر كيساً من جيبه، ويطلع علي يركض وراءه وينادي: هذا خطف كيسي، وحين يصل عمر قدام بوابة بيت الدنف يرمي الكيس على الأرض فيعرف أنها بوابة أحمد الدنف.

 استعد الاثنان، فارتدى عمر ثيابه حسب عادته متنكراً وسبق علياً إلى السوق، فمر علي من أمامه، فطلب عمر منه إحساناً، فأخرج علي الكيس كي يعطيه فخطف الكيس وطلع يركض، فتبعه علي فصارت الناس تقول: {الله يعوض عليك، احذر منه لئلا يجرحك}، فمازال عمر يركض وعلي من ورائه حتى وصل إلى بوابة كبيرة، فوقف عمر قدام تلك البوابة وترك الكيس وقام يركض، فوصل علي وأخذ الكيس وعرف المكان، فغاب مقدار ربع ساعة من الزمان وارتد راجعاً إلى تلك البوابة، فدخل الزيبق فرأى حسن شومان وأبو حطب جالسين، فسلم عليهما وعرفهما بحاله، فقاما وسلما عليه، فقال لهما: أين {كبيري} أحمد الدنف؟ قالا: إن {كبيرك} أحمد الدنف لا يريد أن ينظرك ولا يواجهك لأنه سمع أن حرمة عملت معك هكذا ملاعيب}، فضحك علي وقال: {أعلماه أنني أنا جئت}، فطلع شحادي أبو حطب ليعلمه، فطلع الزيبق من ورائه فسمع أبا حطب يقول له {جاء الزيبق}.  

إلى الحلقة السادسة

علي الزيبق (4 - 10) ابن حسن رأس الغول يجلس على عرش الدرك ليواجه الشُطار

علي الزيبق (3 - 10) ابن حسن رأس الغول يقتحم القلعة والكلبي يعلن الاستسلام

علي الزيبق (2 - 10) ابن حسن رأس الغول يفضح قائد الدرك في حمَّام شعبي

علي الزيبق (1 - 10) رأس الغول مات مسموماً في حضن جارية الكلبي

back to top