جويل داغر: الدراما العربية المشتركة تنوع ثقافي

نشر في 11-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 11-11-2013 | 00:02
جويل داغر ممثلة لبنانية شابة، بدأت مسيرتها بأدوار ثانوية نالت استحساناً، فتميّزت ووصلت الى دور البطولة بخطى ثابتة.
تؤدي راهناً دور البطولة في مسلسل «حلو الغرام» (كتابة طارق سويد، إخراج جو فضول) وتصوّر مسلسلاً اجتماعياً جديداً.
عن مسيرتها وأعمالها تحدثت إلى «الجريدة».
كيف تقيمين «حلو الغرام»؟

يحقق نسبة نجاح كبيرة ألمسها من خلال تعليقات الناس في الشارع.  عموماً يتابع المشاهدون المسلسل الذي يعجبهم  ممثلوه، ومن ثم يتعلقون بقصته إذا كانت جميلة. بالنسبة إلى هذا العمل، تعلّق الناس بقصته التي تطرح موضوعاً جديداً وهو علاقة المعالجة النفسية بمريضها والوقوع في غرامه، وأحبوا الإخراج الجيد وشخصياته المتنوعة فضلا عن أداء الممثلين.

هل من وجه شبه بينك وبين شخصية لين التي تجسدينها في المسلسل؟

عادة أُسقط بعضاً من طباعي في الشخصيات التي أؤديها. بالنسبة إلى لين، تشبهني بطبعها الهادئ، أما إذا انفعلت فتكون ردّة فعلها قوية، فضلا عن تهوّر تصرفاتها كونها أُغرمت بمريضها، وكسرت قوانين مهنتها التي تُحرّم مثل هذه العلاقات.

تتطلّب شخصية المعالجة النفسية دقة معينة، فكيف تحضّرت لها؟

عندما علمت ماهية دوري طالعت كتباً وبحثت في الإنترنت حول كيفية تعامل المعالجة النفسية مع مرضاها، لكنني لم أجد شيئاً واضحاً في هذا الإطار. لذلك تابعت مع معالجة نفسية هذه التفاصيل، خصوصاً أن ثمة عبارات تقنية دقيقة جداً يجب الالتزام حرفياً بها، لتشرح لي كيفية التصرف مع المرضى والتحدث إليهم.

كيف تلقف الجمهور هذه الشخصية؟

في الحلقات الأولى اعتبر بعض الناس أنني أتصرف ببرودة مبالغة، إنما في الواقع هكذا يجب أن يكون المعالج النفسي، أي ألا يتفاعل شعورياً مع المريض. أما بعض الاطباء وأصحاب هذا الاختصاص المهني، فأثنوا على أدائي الواقعي وصوابيته.

ألا تعتبرين ان لثنائيتك وكارلوس عازار دورها في تعزيز نسبة المشاهدين؟

طبعاً، للانسجام بين الممثلين دور في نجاح أي عمل، لذلك عززت ثنائية كارلوس وأنا نسبة مشاهدة المسلسل.

تختلف لين عن أدوارك السابقة، هل تحرصين على هذا التنوع أم للصدف دورها؟

لا دور للصُدف في ذلك، بعد {باب ادريس} و{إجيال} والحلقة الدرامية الوحيدة ضمن سلسلة {الحياة دراما}. لم أقدم جديداً لأن النصوص التي عرضت عليّ لم تضمّ أي شخصية مختلفة عمّا قدمته سابقاً، فيما أسعى دائماً إلى عمل يشكل إضافة نوعيّة إلى مسيرتي.

ما أهمية التنويع على صعيد المخرجين والممثلين في تحقيق تنوع في الأدوار؟

مهم جداً، لكل كاتب روحية خاصة تجعله مختلفاً عن سواه، فضلا عن أن كلا منهم يرى الممثل بطريقة خاصة وبشخصيات متعددة، وينطبق هذا الأمر على الإخراج، فلكل مخرج نظرة معينة ينطلق منها في إدارة الممثل.

حققت المسلسلات التي شاركت فيها مثل {باب ادريس} و{لونا} و{أجيال} نجاحاً، هل هذا دليل على صوابية خياراتك؟

أدقق كثيراً في النص، فإمّا يجذبني الدور أو لا، فضلا عن إحساس معين يراودني في أثناء قراءتي له فأتوقع نجاحه أو فشله. أمّا ما يدل على صوابية خياراتي، أنني لم أشعر يوماً بالندم بعدما شاهدت العمل معروضاً عبر الشاشة، إلا مسلسل {وأشرقت الشمس} الذي اعتذرت عنه بسبب انشغالي بتصوير عمل آخر.

 

ما رأيك به؟

قصته رائعة، لذلك ندمت على الدور الجميل الذي كان معروضاً عليّ ولم أتمكن من أدائه، علماً أن أداء الممثلة له كان رائعاً، وأتحفظ عن ذكر اسمها احتراماً لها.

ثمة خطوط حمر لا تتخطينها وترفضين القبلة في التمثيل، لكنك قبّلت كارلوس عازار في {حلو الغرام}، فهل لأنه يشاركك المشهد أم لأن النص يتطلب ذلك؟

الاثنان معاً. مع أنني نادراً ما أعيد تصوير مشاهدي بعد التمرّن عليها، إلا أنني كررت تصوير هذا المشهد أكثر من 15 مرّة لأنني كلما اقتربت من كارلوس لتقبيله، انتابتني موجة من الضحك غير المبرر وخجلت كثيراً، علماً أن هذه القبلة سريعة وبريئة، وليست قبلة وقحة أو مؤذية لعين المشاهد. فضلا عن أن هذا المشهد يخدم النص، لأن لين المغرمة بكريم تتجنبه بسبب قوانين مهنتها، فكان لا بد في لقائهما الأول كحبيبين من أن يتبادلا القبلة، إضافة إلى أن سياق الأحداث حيث يتم استغلال صورهما معاً يفرض منطقياً أن تكون ثمة قبلة.

قدمت نماذج مختلفة من النساء، فكيف تنظرين إلى واقع المرأة اللبنانية؟

أصبحت متساوية أكثر مع الرجل مهنياً وعلى صعيد الحقوق والواجبات. رغم بقاء بعض الأمور عالقة مثل إعطاء الجنسية للأطفال وغيرها، فإن ثمة وعياً أكبر في لبنان في ما يتعلق بالعنف الأسري.

ماذا تحضرين من أعمال جديدة؟

بطولة {اخترب الحي} مسلسل اجتماعي يتألف من 180 حلقة مدة كل حلقة 30 دقيقة، من إنتاج {مروى غروب}، كتابة كارين رزق الله، إخراج جسيكا طحطوح، مخرجة جديدة موهوبة تدرك تماماً ماذا تريد في موقع التصوير. سيعرض يومياً عبر شاشة  {أم تي في} اللبنانية قبل نشرة الأخبار المسائية.

من يشاركك  في البطولة؟

مازن معضم، عماد فغالي، نيكولا معوض، سينتيا خليفة، جوي كرم، جورج دياب، مارسيل مارينا وعاطف العلم.

ما الشخصية التي تجسدينها؟

أجسّد شخصيّة ممرضة متزوجة تعمل في مستشفى، عندما تنتهي من عملها في السادسة مساء كل يوم، تزور جيرانها في الحيّ للاهتمام صحياً بهم قبل العودة متأخرة الى منزلها، ما يسبب خلافات مع زوجها الذي لا يتقبل هذا الأمر، مع أنها أنها لا تقصّر بواجباتها تجاه منزلها وعائلتها، فتحدث مشكلات وتتطور الأحداث مع دخول شخصيات جديدة إلى حياتها.

يصنف البعض المسلسل بأنه كوميدي، ما تعليقك؟

من يصنف المسلسل بهذا النحو ينطلق من فكرة أن الكاتبة هي كارين رزق الله، وأنه يضم شخصيات خفيفة الظلّ، فيما في الحقيقة هو مسلسل اجتماعي.

ماذا عن {عشرة عبيد زغار}؟

سيعاد تصوير هذا المسلسل بالخط التشويقي نفسه، لكن مع إضافة تعديلات الى نهايته، إلا أنني اعتذرت عن المشاركة فيه لأن وقتي ضاغط ويتعارض تصويره مع تصوير مسلسل {اخترب الحي}، ولأنه يتطلب جمع الممثلين طيلة شهر كامل في المكان نفسه.

كيف يصمد العمل الدرامي المحلي أمام الإنتاجات العربية المشتركة الضخمة؟

رغم تواضع إنتاجها، فإن الأعمال المحلية جيّدة مقارنة مع الإنتاجات العربية المشتركة الضخمة. ثم جيّدٌ أن ندعم الدراما اللبنانية عبر دمجها مع الإنتاجات المشتركة، خصوصاً أننا كممثلين نتعرف إلى ثقافة ممثلين آخرين.

لماذا لم تشاركي في عمل عربي مشترك لغاية الآن؟

أتطلع للمشاركة في عمل عربي، وتلقيت عروضاً في هذا الإطار، لكنني لم أستطع المشاركة لتعارض توقيت تصويرها مع تصوير أعمال أخرى التزمت بها. لا يمكنني تصوير عملين، في الوقت نفسه، بل أفضل التركيز على عمل واحد ومنحه أهمية قصوى.

ما رأيك بالانتاجات العربية المشتركة التي عرضت في رمضان الماضي؟

تابعت {سنعود بعد قليل} و{لعبة الموت} وأحببتهما. ثمة أعمال عربية أقرب إلى الواقع والناس من أعمالنا التي لا تلامس مشاعر المشاهد اللبناني. أما على الصعيد الإنتاجي،  فلا مجال للمقارنة ولكن نشكر الله على استمرار الإنتاج اللبناني، رغم الظروف السيئة المحيطة به. أتمنى أن تتعاون شركات الإنتاج اللبنانية مع بعضها البعض لتقديم عمل مشترك بإنتاج لبناني ضخم.

نظراً إلى الظروف السيئة في الوطن العربي تم تصوير بعض الأعمال العربية في لبنان، ما أهمية ذلك برأيك؟

غالبية الدراما السورية صُوّرت في لبنان وشارك فيها ممثلون لبنانيون، فضلا عن حصول تعاون بين السوريين وكتاب لبنانيين، ما يُحدث تنوعاً فكرياً وثقافياً، على أمل أن يحصل تعاون إنتاجي  بين البلدين. أتمنى أن تتحسن الأوضاع في الدول العربية ليعود الجميع إلى وطنهم سالمين.

هل الدراما اللبنانية في تطوّر أم مسمّرة في مكانها؟

نحن نتطوّر، لكننا نلاحظ دائماً أنه، كلما تميّز عمل درامي لبناني وأظهرنا تقدماً ملحوظاً، يعرض عمل واحد تافه فيضرب ما تحقق. اشترى بعض الشاشات العربية مسلسلات لبنانية كعرض ثانٍ مثل {باب ادريس} و{أجيال} وهذا دليل على أنها جيدة، لذلك أتمنى  تقديم أعمال بهذا المستوى.

وهل أثبّت خطواتك في الدراما؟

أعتقد ذلك، ثمة فاصل في مسيرتي الفنية، ما قبل {لونا} و{باب ادريس} وما بعدهما، فزادت مسؤوليتي على صعيد خياراتي الفنية، وأجتهد دائماً لأبقى عند المستوى المطلوب وأقدم اعمالا أفضل مما سبق.

هل تطمحين إلى التمثيل في دول عربية معينة؟

طبعاً، إنما ليس في الوقت الراهن لأنني أفضل أن يتعرف اللبنانيون أكثر إلي، ربما أشارك في أعمال عربية مشتركة، و{كل شيء بوقته حلو}. الأكيد أنني لا أطمح إلى شيء لا أستطيع تحقيقه في الواقع.

back to top