أهلاً بمصر العروبة
بانتهاء انتخابات الرئاسة تنتهي فترة من أسوأ الكوابيس التي مرت بها مصر وعاشها الشعب العربي كله. فقد كان مستقبل الأمة العربية على كف عفريت اسمه الإخوان المسلمون، وانزاح هذا الهم وعادت مصر الى حضنها العربي، محطمة خطة من أسوأ الخطط لتدمير الأمة العربية. إن الثورة الشعبية العارمة التي أطاحت بالفساد أولا ثم الإخوان لم تنقذ مصر وحدها من مستقبل مظلم، بل أنقذت الأمة العربية كلها، وأعادت الأمل للشعب العربي في حياة أفضل.لذلك لابد أن نحيي مصر وشعبها ونقدر التضحيات الجسيمة في الأرواح والممتلكات التي قدمها الشعب المصري، ونحيي الرئيس السيسي الذي قاد حركة التغيير مدفوعا بنداء الشعب المصري ودعاء كل الشعوب العربية.
نبارك لإخوتنا في مصر استكمال انتخابات الرئاسة، ونتمنى أن نرى برلمانا قويا يمثل إرادة الشعب، ويعين القيادة على طريق الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. لقد تابعت وتابع الملايين الحملة الانتخابية وما قبلها وبعدها، وسمعنا وقرأنا تعليقات الإخوان ومن لف لفهم على نتائج الانتخابات ومستوى التمثيل. إن نجاح العملية الانتخابية يكون بنزاهتها ونظافتها وروح المنافسة الجادة خلالها، أما مقارنة أرقام انتخابات سابقة بلاحقة فلابد أن تأخذ في الاعتبار ظروف كل مرة. وقد غاب عن المعلقين أن الانتخابات التي كانت بين مرسي وشفيق كان فيها نزاع بين توجهين مختلفين تماما، وكل طرف جند مريديه، وزاد على ذلك أن الكثيرين اشتركوا لصالح مرسي لوعوده الكثيرة أو لحرمان مرشح محسوب على النظام السابق. فكانت هناك أسباب للحشد على العكس من هذه المرة. فالناخب الكسول لم ير فرقا في نجاح أي مرشح فكلاهما ذو اتجاه وطني، وليس هناك داع للمزاحمة وبذل الجهد. لذلك رغم شعبية المرشح عبدالفتاح السيسي فإن كثيرا من محبيه لم يشتركوا لأنهم متأكدون من نجاحه. أضف الى ذلك غياب أصوات الإخوان ومريديهم.إن المرحلة القادمة تتطلب تعاون الجميع مع الشعب المصري حتى يعبر هذه المرحلة الحرجة، كما تتطلب من الرئيس الجديد أن يعود للمواقف البطولية وخطط التنمية التي حقق فيها الزعيم عبدالناصر تقدم مصر وشعبها في كل المجالات. وإذا كان الزمن زمن الرأسمالية فليكن زمن الرأسمالية الوطنية ومنع الاحتكار وسرقة الأراضي وخيرات مصر وتشجيع الاستثمار العربي وغيره بشرط أن يكون لهذا الاستثمار مردود عال لمصر سواء بالضرائب العادلة أو بالمشاركات المحلية وبجلب التقنيات وأحدث الأساليب والمعدات الإنتاجية.ألف مبروك لشعبنا العربي في مصر، وتمنيات من القلب بأن تكون هذه الثورة بداية لترسيخ الديمقراطية والحرية والعدالة وكرامة الإنسان، ليس في مصر وحدها بل في كل ربوع الوطن العربي.