كشفت «الأشغال» المستور عن ظاهرة تطاير الحصى وانسلاخ الطرقات، والأسباب التي أدت الى ذلك، وعالجت الوزارة تلك الظاهرة بإعادة تعبيد الطرق.

Ad

أكدت مصادر مطلعة في وزارة الأشغال أن هناك تسعة أسباب وراء ظاهرة انسلاخ الأسفلت، التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، أشارت لها التقارير الأولية التي أجرتها لجان الوزارة.

وأشارت المصادر إلى أن تلك الأسباب التي تنفرد «الجريدة» بنشرها تتمثل في «إجراء عمليات السفلتة في جو بارد (خلال فصل الشتاء)، في درجة حرارة تقل عن 15 درجة مئوية، وعدم مرور 24 ساعة على الطريق بعد تعبيده بدون أن تمر عليه السيارات، ونوعية البيتومين المستخدم في عمليات السفلتة، وطريقة الكشت التي تتم قبل عمليات السفلتة والفرش على الطرقات من قبل المقاول، وحرارة المواد المستخدمة، وأوزان السيارات التي تمر على الطرقات بعد سفلتة الطريق، ووجود «طوز» أو غبار أثناء عمليات التعبيد، ونوعية المواد المستخدمة وجودتها داخل المصنع، ومدة عمر الطريق.

ولفتت إلى أن تلك الأسباب هي المتسبب لظاهرة التطاير، وتختلف باختلاف كل طريق على حدة، فقد تتجمع عدة أسباب على طريق، وتزداد على آخر وتقل على ثالث، في حين أن أحد الأسباب التسعة قد يكون العامل الرئيسي وراء مشكلة «الانسلاخ».

العامل المشترك

وقالت المصادر، ان التقارير أشارت إلى أن 90 في المئة من الطرق التي شهدت تلك الظاهرة كانت بسبب عامل رئيسي مشترك فيما بينها، وهو إجراء عمليات السفلتة في جو بارد خلال فترة «الشتاء»، حيث يتم تعبيد الطرق في جو درجة حرارته ليلا تقل عن 15 درجة مئوية، إضافة إلى أن وزارة الداخلية في السابق لم تكن تسمح بإعطاء الطرق التي سفلتت مدة أكثر من 6 ساعات «للراحة» بعد سفلتتها بسبب الازدحام المروري.

اذن فهناك سببان رئيسيان الأول درجة حرارة الجو، والأخر عدم راحة الطريق، إضافة إلى أنه يمكن أن يوجد عامل ثالث مثل الغبار أثناء عمليات التعبيد مما يؤثر سلبا على الطريق، أو طريقة المقاول في العمل، وبمجرد نزول المطر يتطاير الحصى.

طرق حديثة

وأشارت المصادر إلى أن وزارة الأشغال اكتشفت أن هناك طرقا لم يمر على تعبيدها عدة أشهر وتطاير الحصى منها، في حين أن هناك طرقا أخرى مر عليها سنوات، ووجدنا فيها «تطاير الحصى»، وهناك طرق أخرى لم يصبها شيء، إضافة إلى أن انسلاخ الأسفلت لا يوجد على الطريق بأكمله بل في أجزاء منه.

وأضافت ان «الأشغال» درست الظاهرة بشكل علمي من خلال مشاركة جهات أخرى فيها، واستعانت بخبرات عالمية، للبت فيها، وأكدت تلك الجهات أن الأسباب قد يجتمع بعضها على طريق فتؤدي إلى الانسلاخ، وقد يجتمع أغلبها، وتكون النتيجة التطاير.

أوزان السيارات

وبينت المصادر أن قضية أوزان السيارات التي تمر على الطرقات أحد الأسباب الرئيسية التي لم يعرها أحد أي اهتمام بسبب خلاف بين عدة جهات حكومية على وضع أوزان محددة تسير على الطرقات، لافتة إلى أن هذه القضية التي أثيرت قبل الغزو والتي لا تزال عالقة أحد الأسباب الرئيسية في ظاهرة التطاير.

وأكدت أن أوزان السيارات التي تسير على الطرقات بحمولات كبيرة، وأطنان

لا يتحملها الطريق أمر لا يوجد إلا في الكويت وبعض الدول النامية، على الرغم من وجود «موازين» أنشئت على الحدود الكويتية البرية، ولكن لم تستغل بسبب خلاف بين الأشغال والبلدية والداخلية، في حين أن بلدان العالم المتقدمة وضعت للطرقات أحمالا لا يمكن تخطيها، وإلا يتعرض السائق وصاحب السيارة لمخالفة جسيمة.

البيتومين

ولم تعف المصادر البيتومين من أنه أحد الأسباب وراء ظاهرة التطاير بسبب درجة حرارته، لافتة إلى انه يفترض أن يكون البيتومين بجودة محددة لا تقل عنها، والبيتومين بهذه الجودة مكلف جدا، في حين أن البيتومين المستخدم أقل تكلفة، مضيفة أن الأسباب التسعة وراءها جهات مختلفة لذلك من الصعب أن تتهم الأشغال جهة معينة، وتوجه لها أصابع الاتهام خاصة وأن الأسباب قد تتجمع على طريق وقد تقل على طريق آخر.