لا علاقة لهذه الأغنيات بالغناء والشعر، برأي علي الحجار، وتؤثر  سلباً على الذوق العام، نظراً إلى كلماتها الغريبة والمبتذلة، كونها مجرد لحن واحد ويقدِّمها أناس لا يمتّون إلى الفن بصلة، لافتاً إلى أن أي فرد عادي يمكن أن يقدّم هذا الشكل الغنائي، وأن مروجي هذا الفن يحاولون تقديم نوعية الأغاني القديمة بأسلوب الأفراح الشعبية، إرضاء للجمهور بانتماءاته واختلافاته، رغم أنها فقيرة فنياً.

Ad

 يضيف الحجار: {تُسجّل هذه الأغاني في برامج شبيهة ببرنامج {أوتوتيون} الذي يُعتبر {فلتر} ضبط لصوت المطرب في حال وقعت أخطاء في بعض الحروف أو حدث {نشاز}، وقد تحولت هذه البرامج من استخدامها الصحيح إلى ما يُسمى أغاني المهرجانات}.

يعزو سبب انتشارها إلى أنها لا تحتاج إلى كلفة مادية واستوديو خاص لتسجيلها، فمعظمها ينفّذ من خلال جهاز كمبيوتر، والبرامج المستخدمة موجودة على الإنترنت، وثمة شرح لاستخدامها على الـ {يوتيوب}، {أي أصبح بإمكانك تنفيذ هذه الأغاني في منزلك بسهولة، لأنها عبارة عن إيقاع واحد تغني عليه، ولا توجد أي جملة لحنية فيها، ولا تعبر عن أي عنصر خاص بالموسيقى}.

 يوضح أن هذه الظاهرة بدأت من خلال الـ {دي جي} في البداية، ثم انتشرت في الأفلام السينمائية في السنتين الأخيرتين، بعدما أصبح {البلطجي} هو البطل، وهي تشير إلى حجم الانحدار الذي بلغناه.

مرآة الواقع

يلقي الموسيقار حلمي بكر المسؤولية على الجمهور في انتشار هذه النوعية من الأغاني الهابطة، مؤكداً استحالة تصنيفها كأغنيات أصلا ولا حتى شعبية، كونها لا تمت بصلة إلى المطربين الشعبيين الذين يملكون أصواتاً قوية، مثل عبد المطلب أو محمد رشدي أو أحمد عدوية وغيرهم من نجوم الأغنية الشعبية، بل هي مجرد ألفاظ وكلمات بذيئة يقدمها بلطجية  لا علاقة لهم بالغناء.

يتساءل: {كيف يسمح أب أن يستمع أبناؤه إلى هذه الأغاني التي تحتوي ألفاظاً وإيحاءات جنسية تخدش الحياء؟ ويتابع: {المشكلة أن هذه الأغاني أصبحت تقدم في الأفلام بهدف الدعاية والربح المادي، إذ يعتمد المنتجون على هؤلاء المؤدين لقلة أجورهم، وارتفاع أجور المطربين المعروفين}، مشيراً إلى أن مقاطعة هذه الأغاني  أفضل وسيلة للتخلص منها، فلو أدار الجمهور ظهره لها سيتلاشى أصحابها. {في المقابل لا بد لصنّاع الفن الجيد، أمثال هاني شاكر، من طرح  أغانٍ جديدة، لأن الانسحاب من الساحة يعطي فرصة لأصحاب أغاني {التوك توك} و{المهرجانات} لإفساد الذوق العام}.

بدوره يرى إيمان البحر درويش أن الأغاني المطروحة على الساحة الفنية منسجمة مع الواقع، {كون الفن مرآة الواقع، وما يحدث هو نتاج لهذه المرحلة العبثية التي تعيشها الدولة المصرية، باختصار لا ينتج  العبث فناً محترماً}.

 يضيف: {عندما تنزل إلى شوارع القاهرة ستجد وجوه الناس في هذه الأغاني، وعندما ترى جمهور هذه الأغاني وجمهور أفلام البلطجة تتأكد أنها ملائمة لهم. لا نعرف إلى أين يأخذنا الواقع، فإذا انصلح حال البلد سينصلح حال الفن بالتأكيد}.

تشويه وتجريم

يؤكد أحمد رمضان، سكرتير عام نقابة الموسيقيين، أن مطربي المهرجانات ليسوا مسجلين في النقابة ولا علاقة لها بهم، وربما بعضهم مسجل في النقابة كـ{دي جي} وليس كمطرب.

يضيف: {لا تستطيع النقابة السيطرة على  المخالفات التي تحدث، لعدم وجود قانون يمنع هؤلاء من الغناء إلا من خلال تصريحات النقابة وبناء على لجنة استماع، لتصنفهم إما في خانة المطرب أو المونولوجيست. وإذا كنا نريد حماية الغناء من التشويه وحماية الذوق العام، فلنطالب بقانون يجرم كل إنسان يقدم أعمالاً رديئة أو يشوه تراثنا الغنائي}.

يعتبر منظم الحفلات وليد منصور أن هذا الشكل الموسيقي جديد على الجمهور المصري، ولا ينكر أحد أنه حقق نجاحاً، ليس في مصر فحسب  إنما على مستوى الوطن العربي وأوروبا أيضاً، لأنه لون غنائي جديد، وثمة إقبال على هؤلاء المطربين في الأفراح والحفلات، وفقراتهم مطلوبة وأساسية ولا تقل أهمية عن فقرات المطربين الكبار.

يلاحظ أن دولا عربية وأوروبية تدعو هؤلاء المطربين بالاسم لإحياء حفلات وأفراح في الخليج، وهذا دليل على نجاح هذا اللون الغنائي الجديد وليس استنساخاً من لون آخر، لذا يتوقع أن يستمر شرط أن يتطور ولا يقف عند حد معين حتى لا يشعر الناس بالملل.

تعترض المطربة الشعبية هدى على الهجوم الذي يلحق بهذا اللون من الغناء، مشيرة إلى أنه يعبّر عن  شريحة واسعة من الشعب المصري، تقول:  {الدليل على نجاحنا أننا قدمنا حفلات في لندن وغيرها من الدول الأوروبية التي لم يصل إليها مطربون كبار موجودون على الساحة الآن}.

 تضيف: {تعبّر أغنياتنا عن حالة اجتماعية نناقش فيها قضايا الشارع في شكل أغنية، باختصار نؤدي  نوعاً من الموسيقى خاصاً بنا، ومن ثم لا أرى مبرراً للهجوم علينا، فنحن نقدم فناً جيداً، نال إعجاب الجمهور، كذلك نمثل الشريحة الأكبر والأوسع من الشعب المصري، وأقصد الفئة الشعبية التي تبحث، وسط زحمة الحياة، عن أغنية  تضفي بهجة وتدفعها إلى الرقص للهروب من هموم الحياة}.