نضال الشافعي: «الجرسونيرة»... لافت على المستويات كافة

نشر في 06-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 06-01-2014 | 00:02
تحد جديد يخوضه نضال الشافعي عبر مشاركته في فيلم «الجرسونيرة» مع غادة عبد الرازق، والأردني منذر رياحنة، الذي تدور أحداثه في مكان واحد. حول صعوبة تنفيذ هذه الفكرة، وخوفه من مشهد النهاية الذي يرصد مرحلة التحوّل في شخصيته، وعلاقته مع فريق العمل كان اللقاء التالي معه.
ما الذي شجعك على المشاركة في {الجرسونيرة}؟

منذ قراءتي الأولى له أدركت أنه فيلم لافت على المستويات كافة؛ من المخرج هاني جرجس فوزي، إلى معظم القيمين عليه. ثم اكتشفت أن سيناريو المؤلف حازم متولي جدير بموافقتي لأخوض به تجربة سينمائية، لا سيما أنني في مرحلة القراءة أتخيل نفسي مشاهداً يتابع العمل، عندما شعرت بأنني غير قادر على الانصراف عنه إلا بعد قراءته كاملا، اعتبرت ذلك من علامات انجذاب الجمهور إليه.

ما كان انطباعك الأول حول الفكرة؟

 بصراحة أثار في داخلي تساؤلات حول سير الأحداث في مكان واحد مغلق وأبطالها ثلاث شخصيات، من دون أن يصادفوا أي مستجدات كأن يدخل عليهم آخر أو يخرج.

حدثنا عن دورك فيه.

أؤدي دور سامح، سفير وديبلوماسي، متزوج من ابنة أحد رجال النظام الحاكم، ولديه أولاد، وفي الوقت نفسه، يرتبط بعلاقة مع {ندى} (غادة عبد الرازق).

كيف استطعت أداء دور شخص قوي بسلطاته ونفوذه وخائف في الوقت نفسه بعد  تهديد لص له بالسلاح؟

وضعت نصب عيني أنه ديبلوماسي يخاف على سمعته وعمله وأسرته، والسلاح الذي وقع تحت تهديده ليس المسدس فحسب إنما فضيحة شرف، وإذا فكر في الاستعانة بالشرطة لتحقق في القضية سيتضخم الأمر في غير صالحه، وتفاصيل أخرى  حسبت لها حساباً مع كل فعل ليحدث هذا التوازن، وأحافظ على الخط الرفيع بين القوة والخوف من خلال ردود الفعل والألفاظ التي أرددها.

ماذا عن مرحلة التحوّل التي مرت بها شخصيتك في الدقائق الأخيرة من الفيلم؟

منذ موافقتي على المشاركة في الفيلم، تخوفت من هذا المشهد، وشعرت بِهَمّ في داخلي نظراً إلى أهميته. حتى إنني قبل البدء بتصوير الفيلم، من الأساس، حفظته وحضرته.

ولماذا كل هذا الخوف؟

لأن المشاهد يتابع طوال مدة الفيلم (90 دقيقة أو أكثر) الضغط الذي يتعرض له سامح، واحتمال موته، وفقدانه امتيازاته، والخديعة التي وقع تحتها من حبيبته، وما زاد من الضغط أننا صوّرنا مشاهد الفيلم بالترتيب، فشعرت أن الضغط الواقع على سامح هو نفسه الواقع عليّ كممثل؛ وخلال 28 يوماً أي مدة تصوير {الجرسونيرة} كان يمارس هذا اللص ضغطه عليّ، إما بسرقة أو بتهديد ما، ويفترض أن أقدم في 10 دقائق رداً حاسماً واقعياً على كل التهديدات، لذا طلبت من المخرج تصوير هذا المشهد مرة واحدة من دون انقطاع لأنني لن أتمكن من الخروج من حالته والعودة ثانياً، وبعد تفهمه لموقفي استجاب لرغبتي.

كيف تقيّم نهاية الفيلم؟

إحدى أفضل النهايات الرومنسية، قُدمت بشكل شاعري وأؤيدها لأن الثلاثة مشوهون ويستحقونها، سواء بالنسبة إلى العشيقة الخائنة أو السفير الذي خان أسرته ومجتمعه الذي يظهر فيه بصورة ملائكية مثالية، والبلطجي الذي هاجم المنزل بغرض السرقة، ثلاثة نماذج غير مرغوب فيها اجتماعياً، لذا ظلوا يتناحرون مع بعضهم البعض حتى قضوا على حياتهم.

وما أبرز الصعوبات التي واجهتها؟

الفيلم صعب بحد ذاته، ولطالما استفسرت من المخرج صاحب الرؤية العامة للفيلم، والمؤلف حازم متولي حول الجمل الحوارية التي أقولها في مشهد ما، لأفهم حيثياتها، ولماذا هذه الجملة تحديداً، وما بدائلها. بالإضافة إلى أن الموقع الواحد كان يُشعرني كما لو كنت أصوّر مشهداً واحداً مقطعاً مثل المسرح، بالتالي لا مساحة لدي لتخرج كلمة خطأ أو في غير محلها، وإن حدث ذلك يفقد العمل مصداقيته.

ألا ترى الديكور الخاص بالمنزل مبالغاً فيه؟

لا، فهو ملائم للمستوى المعيشي للسفير، ثم الديكور هو البطل الرابع. في الحقيقة، أبدع مهندس الديكور رامي دراج في تصميمه، ولم يبخل الإنتاج على العمل وخصص موازنة ضخمة له، وقد وفقنا بالعمل مدير التصوير سامح سليم (نجم في مجاله) الذي أظهر الديكور والممثلين كما يجب، فتضافرت العناصر لتضمن نجاح العمل.

كيف تقيّم ردود الفعل حول دورك؟

جيدة، تعايش المشاهد مع فكرة أن هذا السفير تعب، وتنازل عن أمواله وسمعته، وكاد يتنازل عن أولاده، وفي النهاية يكتشف أنها خديعة، فكانت القوة في المشهد الأخير مبررة وغير مبالغ فيها، لا سيما عندما ردد أقوالاً تسخر من اللص والعشيقة. أتمنى أن ينال الفيلم استحسان الجمهور، وأن يصبح إحدى العلامات المضيئة لنا كممثلين.

ومن الجمهور الذي يتوجه إليه الفيلم؟

أفراد الأسرة؛ من العوامل التي جذبتني إليه أنه ملائم للأعمار كافة.

كيف تقيّم العمل مع المخرج هاني جرجس فوزي؟

سعدت بالتعاون معه منذ البداية، لا سيما أنه رشحني للمشاركة في الفيلم، وهو يفهم خصوصية العمل السينمائي كونه منتجاً في الأساس، ثم اتجه إلى الإخراج، وله تاريخ من الجرأة، وعندما جلست معه اكتشفت أنه يملك رؤية جديدة عن الفيلم، ويرغب في تقديم انطباع مختلف عن نفسه وعن عمل مميز بالنسبة إلى نوعية أفلامه.

وكواليس العمل مع غادة عبد الرازق، ومنذر رياحنة؟

سادتها روح تعاون ومودة نابعة من رغبتنا في تقديم فيلم جيد، لذا كنّا نتبادل النصائح والاقتراحات حول الأداء. أحب غادة كممثلة وأحترم اجتهادها، وأرى أنها تستحق المكانة التي وصلت إليها وأكثر، وعلى المستوى الإنساني لا توجد أي فروق مثل التي يحكي عنها البعض، على العكس شعرت كأننا نعرف بعضنا منذ سنوات، كذلك  الأمر بالنسبة إلى منذر رياحنة، سعدت بالعمل معه لأنني من عشّاقه وأتابع أعماله، والغريب أن تعاوننا هو الأول مع بعضنا البعض إلا أن ثمة كيمياء سادت بيننا.

لماذا تقل الأفلام التي تجمع نجوماً على قدر من الثقل؟

لأسباب كثيرة منها أزمة السيناريو، الإنتاج، وأزمات أخرى متعلقة بصناعة السينما، وبالطبع إذا كان العمل مكتوباً بشكل جيد، ويتحمل وجود أكثر من نجم لا أعتقد أنه سيُرفض، إلا إذا افتقر إلى إنتاج ضخم، لذا يتعثر تنفيذه على أرض الواقع. ثمة تجارب سابقة لنجوم مثل أحمد السقا وأحمد عز اللذين قدما معاً فيلم {المصلحة} وحقق نجاحاً وقت عرضه، وكذلك الحال بالنسبة إلى {كباريه}، و}الفرح}، {الجزيرة}.

ما جديدك؟

أعكف على تصوير دوري في الجزء الثاني من فيلم {الجزيرة 2}، ومنذ أيام وقعت عقد مسلسل رمضاني بعنوان {خيانة عصرية} مع داليا البحيري، من تأليف فداء الشندويلي.

ماذا عن {القضية إكس}؟

مسلسل مكوّن من 60 حلقة منفصلة، نصوره في أوقات متباعدة لأن كل حلقة مستقلة بذاتها، وتقترب لتكون فيلماً، وسيُعرض خارج السباق الرمضاني، ويشارك في بطولته: رانيا محمود ياسين، دينا فؤاد، خالد سليم، تأليف محمود فليفل، وإخراج خالد مهران.

back to top