دراما رمضان 2014: اتهامات ودعاوى بالجملة

نشر في 03-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 03-08-2014 | 00:01
لم يرافق النقد وحده الدراما الرمضانية هذا العام، بل لاحقتها دعاوى قضائية مطالبة بوقف عرضها، بتهم مختلفة منها: نشر الرذيلة، وتشويه التاريخ، والإساءة إلى أشخاص محددين بتناول قصص ذويهم أو أبنائهم.
«ابن حلال»، في مقدمة الأعمال التي تعرضت للهجوم والانتقاد، فقد  رفع المنتج السعودي محمد عايض القحطاني دعوى قضائية في محكمة عابدين ضد منتج المسلسل، لإساءته المباشرة للمواطن السعودي.

أكد القحطاني في نص الدعوى التي قدمها المحاميان نبيه الوحش ومنير السبع أن الممثل الكويتي عبدالإمام عبدالله، الذي يؤدى دور رجل سعودي يتزوج من فتاة صغيرة، (وفاء قمر)، تنتمي إلى طبقة فقيرة ويعاملها معاملة قاسية، واعتدى عليها، وأهانها، هو من أصل إيراني، اعتاد إهانة السعوديين من خلال الأدوار التي يجسدها، بداية من فيلم «كباريه»، وصولا إلى مسلسل «ابن حلال»، فهو يظهر الشخصية السعودية بأنها شهوانية ولا تهتم سوى بالنساء.

رد مؤلف المسلسل حسان دهشان بأنه لم يقصد توجيه أي إهانات إلى الشخصية السعودية، موضحاً أنه كتب تفاصيل «أبو يوسف»، منذ البداية على أنه شخصية خليجية ولم يحدد جنسيتها، موضحاً أنه مثلما قدم سلبيات هذه الشخصية، التي من الممكن أن تكون موجودة  لدى أي إنسان بغض النظر عن جنسيته، قدم إيجابياتها أيضاً، فبعد إصابة زوجته الفتاة الصغيرة ليلة زفافها، في أحد المشاهد، بدا خائفاً بشدة، لدرجة أن الممرضة في المستشفى قالت له «أنت خائف عليها أكثر من أبيها».

 أضاف دهشان أنه قصد أن يكون  «أبو يوسف»، شخصية خليجية، لأن الخليجيين يتزوجون فتيات مصريات صغيرات، «هذا واقع لا يستطيع أحد إنكاره، وسبق أن قدمته في أعمال عدة». ولأنه يبحث دوماً عن المصداقية في تقديم ملامح الشخصية، كان لا بد من إظهارها بهذا الشكل، موضحاً أنه قدمها طوال أحداث المسلسل كشخصية طيبة ومضيافة، ولم يظهر المساوئ فحسب، كما يدعي القحطاني.

تزييف  وتشويه

منذ الحلقة الأولى تعرض «صديق العمر» لهجوم شديد من أسرة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فقد اتهمته الدكتورة هدى عبدالناصر بأنه يشوه صورة والدها، مؤكدة أن توقيت عرضه يثير تساؤلات.

في هذا السياق رفع المحامي الدكتور سمير صبري دعوى مستعجلة إلى محكمة الأمور المستعجلة.ضد الشركة المنتجة للمسلسل، لإيقاف عرضه بسبب تشويه صورة الزعيم الراحل واحتوائه أخطاء تاريخية بالجملة.

بدوره يواجه {سرايا عابدين} (أضخم إنتاج درامي هذا العام)، اتهامات بتزييف التاريخ، وبأنه تقليد للمسلسل التركي {حريم السلطان}، معتمداً على تعلق الجمهور المصري والعربي بدراما القصور وقصص الحب والغيرة، ووصل الهجوم على المسلسل وحجم الأخطاء التاريخية التي يضمها إلى مرحلة اضطرت المؤرخ ماجد فرج، المتخصّص في تاريخ الأسرة العلوية، إلى رفع دعوى قضائية ضد أسرة المسلسل والجهة التي سمحت بعرضه بهذا الشكل، خصوصاً بعدما أصدر الملك أحمد فؤاد بياناً استنكر ما جاء في المسلسل من تشويه وتزييف متعمد لتاريخ الأسرة العلوية، وقرر اللجوء إلى القضاء لمنع عرض المسلسل.

من جهة أخرى، اعتبرت النقابة العامة للأطباء في مصر أن قصة «دكتور أمراض نسا»، مسيئة لمهنة الطب، وقررت تقديم بلاغ إلى النائب العام، المستشار هشام بركات، ورفع دعوى قضائية ضد الجهة المُنتجة ومخرج المسلسل وأبطاله.

قالت النقابة في بيان لها: «يقدم المسلسل الأطباء في صورة مشوهة، ويسلط الضوء على نموذج طبيب بعيد عن أي التزام أخلاقي أو مهني، يستغل مهنته في إقامة علاقات مع مرضاه».

أضافت: {مسلسل «دكتور أمراض نسا» لا يظهر أي نماذج إيجابية للأطباء، ما يعطي انطباعاً سيئاً عن المهنة ككل، ويتسبب في أزمة ثقة بين المرضى وأطبائهم»، وهي الحجج التي تستند إليها النقابة في بلاغها ضد المسلسل.

 استنكر مخرج المسلسل محمد النقلي، الهجمة التي تلاحق مسلسله، مؤكداً أن الهجوم على الأعمال الدرامية ليس جديداً، في وقت تصرّ فيه نقابة الأطباء بمصر على مقاضاة المسلسل باعتبار أنه يسيء إلى مهنة الطب.

رفعت مستشفى دار الفؤاد دعوى ضد منتج {صاحب السعادة} بتهمة الإساءة إلى سمعة المستشفى لتضمن المسلسل مشهداً يذكر فيه أن دار الفؤاد لا يوافق على دخول أي مريض إلا بعد دفع مبلغ مادي كبير، فضلا عن أن صناع المسلسل لم يحصلوا على موافقة إدارة المستشفى لذكر اسمها ضمن الأحداث.

نشر الرذيلة

لم يسلم {المرافعة} (تأليف تامر عبدالمنعم، وإخراج عمر الشيخ، بطولة سميحة أيوب وفاروق الفيشاوي وباسم ياخور ودولي شاهين وشيرين رضا) من الانتقادات التي وصلت إلى حدّ التهديد باللجوء إلى القضاء، إذ هدد والد الفنانة الراحلة سوزان تميم بمقاضاة أسرة المسلسل في حال تأكده بأن العمل يتناول سيرتها الذاتية.

بدوره قدم المحامي هاني محمد دعوى قضائية ضد صناع {سجن النسا} يطالب فيها بوقف عرض المسلسل، متهماً إياهم بنشر الرذيلة والترويج لأفكار ومعتقدات لا تتماشى مع عادات المجتمع المصري وتقاليده، واختصم المحامي في دعواه كلا من وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور، عبد الستار فتحي رئيس الرقابة، مخرجة المسلسل كاملة أبو ذكري ومنتجه جمال العدل.

كذلك أعلن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة المغربية، نية الحكومة إقامة دعوى قضائية ضد صناع مسلسل {تفاحة أدم} بعد ظهور خالد الصاوي وحنان سليمان في أحد المشاهد يتفقان على انتحال الصاوي صفة دجال مصري يعيش في أطلس المغرب، أقدم الأمازيغ على قتله بعد اتهامه بسحر بناتهم.

أكد الخلفي أن مثل هذا المشهد مرفوض ومدان وغير مقبول، لأنه يمس كرامة الشعب المغربي بأكمله، وهو محاولة لبناء صورة نمطية عن المملكة في بعض المواد الإعلامية، مؤكداً أن ما جاء في {تفاحة آدم} إساءة مزدوجة للحضارة المغربية التي تشكل الثقافة واللغة الأمازيغية أحد مكوناتها، وللمغاربة أجمعين، مشيراً إلى أن المصالح المختصة ستتخذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات، للتعبير عن رفض هذه الأعمال التي تروج صورة سيئة وسلبية مرفوضة عن المغرب.

على صعيد آخر، رفع المؤلف أسامة نور الدين دعوى قضائية ضد منتج {شارع عبدالعزيز} - الجزء الثاني، (بطولة عمرو سعد، علا غانم، إيمان العاصي)، بعدما أسند  إلى مؤلف آخر كتابة الجزء الثاني من المسلسل، بما يتعارض مع حقوق الملكية الفكرية، وقد تضامنت نقابة السينمائيين مع مؤلف الجزء الأول.

back to top