إذا كان عدد الرافعات التي تكتظ بها العاصمة اللبنانية بيروت، يعتبر مقياساً بصرياً للحركة الاقتصادية في أي مدينة، فيمكن القول إن وسط بيروت يزدهر.

Ad

أما تفجيرات السيارات المفخخة والمرتبطة بالنزاع السوري المستمر، فقد زادت الشعور بالقلق وأدت إلى تراجع النمو الشامل في العاصمة اللبنانية خلال السنوات الأخيرة. ولكن، يبدو أن هذه المدينة لديها قدرة على تحمل كل ما يصيبها، عندما يرتبط الأمر بسوق العقارات.

وارتفعت المبيعات بنسبة 36 في المائة خلال سنوات الطفرة الاقتصادية في أواخر العقد الماضي، لتصل إلى حوالي 9.5 مليار دولار، في العام 2010، وذلك وفقا لبنك عودة.

ورغم وجود تباطؤ في العام الماضي، إلا أن قيمة شراء العقارات انخفضت بنسبة 2.4 في المائة فقط إلى 8.7 مليار دولار.

وقال خبير العقارات فريدي باز، إن "المتاعب المالية في كل مكان في العالم فشلت في تخفيف الفائدة المحلية أو الدولية في سوق العقارات الراقي في لبنان،" مضيفاً أن "400 مشروع عقاري قيد الإنشاء في بيروت، أي ما يوازي مليونين متر مربع من التنمية، وذلك رغم دلالة الأرقام على بعض الركود."

وأضاف أن "إحدى تلك المبادرات هو مشروع بيروت 3 (ثري بيروت بروجيكت) في وسط المنطقة التجارية الصاخبة في المدينة."

من جهته، قال كبير مستشاري المشروع فارس فرا لشبكة CNN إنه "رغم من تأخر المشؤروع لفترة عامين، فإن الهيكل الذي صمم من قبل المهندسين المعماريين "فوستر أند بارتنرز" يؤدي إلى بيع الوحدات السكنية بأسعار تصل إلى 10 آلاف دولار للمتر المربع."

وفي مكان آخر، يعمل المستثمرون ومن بينهم كريم بصل على إنشاء شقق حديثة بمساحة تتراوح بين 30 و70 مترا مربعا لتلبية احتياجات الحياة في المدينة العصرية.

وفي الوقت الحالي، تزدهر الواجهة البحرية للمدينة، بفضل شركة التصميم البريطانية "ستو" ونادي اليخوت للترفيه "لو يخت كلوب"، وقد جذبت هذه المنطقة دعم كبير من المستثمرين اللبنانيين المقيمين في الخارج.

وعلى مدى السنوات الست سنوات الماضية، فقد بلغ حجم صافي التدفقات إلى البلاد ما قيمته مائة مليار دولار، وأكثر من نصف هذه القيمة حصل في خضم الأزمة المالية بين العامين 2008 و 2010.

وأوضح مدير عام نادي اليخوت "لو يخت كلوب" وليد كنعان أن "المستثمرين اللبنانيين الذين يعملون في جميع أنحاء العالم وفي أوروبا ودول مجلس التعاون الخليجي، يجب أن يأتوا إلى لبنان ويستثمروا في بلدهم."

وأِشار كنعان إلى أنه باع خمس عدد الشقق الشكنية  قبل تأجيل الافتتاح إلى أبريل الحالي، وجميعها تقريبا لأشخاص لبنانيين خارج البلاد.

ورغم أن المستثمرين قد لا يعانون من الآثار المدمرة المباشرة للسيارات المفخخة وامتداد العنف من سوريا، إلا نداء بيروت المستمر يعتبر مؤشراً على أن المدينة قد اهتزت ولكن لم يطاح بها خلال مرحلة أخرى من عدم اليقين في المنطقة.