وثيقة لها تاريخ: الشيخ أحمد الجابر للمعتمد البريطاني: أصلحنا بعض سدود المياه في العام الماضي وسنصلح البقية هذا العام
ذكرنا في الأسبوع الماضي أن شركة نفط الكويت أعدت تقريراً عن مصادر المياه في الكويت، وأنها أجرت تجارب على المياه الجوفية في العديلية والنقرة والشامية، وأنها وجدتها غير صالحة للشرب غالباً إلا بعد التصفية، وأنها لا تكفي للاستهلاك المحلي. واليوم نكمل قراءتنا للتقرير الذي قدم توصية غير متوقعة للشيخ أحمد الجابر، وهي أن يتم تشييد سدود جديدة لحجز المياه وهي تنحدر في مجراها إلى البحر، للاستفادة القصوى من مياه الأمطار. أيضاً أوصى التقرير بسرعة ترميم السدود الحالية، لكي تكون أقدر على حفظ كميات أكبر من المياه. ويتبين من التقرير أن شركة نفط الكويت كانت مهتمة بموضوع مياه الشرب، وأنها تريد من الكويت أن تعمل على توفير أكبر قدر من المياه لاستهلاك الناس بمن فيهم موظفوها الذين يعملون في مجال النفط، لذلك قدمت هذا التقرير للأمير ليكون عوناً منه في الاستعداد لموسم الأمطار، والاستفادة منها بشكل أفضل. وقد رد الشيخ أحمد الجابر على هذا التقرير في رسالة جوابية يقول فيها:"لقد وصلني كتابكم المرقم 156 والمؤرخ 2-8-42 الذي شرحتم به خلاصة تقرير المستر كنز جيولوجي شركة زيت الكويت المحدودة حول موضوع تنقيب المياه في المنطقة المجاورة الى البلاد من قبل الشركة المذكورة اعلاه وعما ترونه من الاحتياطات بهذا الصدد، فأشكركم على ملاحظتكم القيمة وأرجو لكم الموفقية.
وعليه افيدكم ان مسئلة المحافظة على سدود الامطار الواقعة في مجاري الشِعْبان المهمة فهذه كلها محافظين عليها منذ زمن ومع هذا فقد اصلحنا بعض من هذه السدود العام الماضي التي رأينا انها قد تكون ضعيفة اثناء هطول الامطار بغزارة وسوف آمر على ملاحظة الباقي من هذه السدود وتصليح ما نراه لازم هذا وختاما تقبلوا فائق شكري ودمتم." ويعكس رد الشيخ أحمد الجابر متابعته الدقيقة لموضوع مياه الشرب ووعيه الكامل لضرورة صيانة السدود قبل أن تنبهه إلى ذلك شركة نفط الكويت. بل إن الشيخ أحمد قبل تقرير الشركة بحوالي أربع سنوات هو الذي طلب من البريطانيين إرسال أحد الخبراء لدراسة وضع مياه الشرب في الكويت. فقد وجه الشيخ أحمد الجابر خطاباً رسمياً إلى المعتمد البريطاني اس. اج. دكوري يقول له ما يلي:"بيد المسرة اخذت كتابكم عدد سي 226 المؤرخ 29-6-38 وشكرتكم على مراجعتكم الى فخامة رئيس الخليج بخصوص رغبتنا في طلب إرسال ماهر أو ماهرين من قبل حكومة صاحب الجلالة البريطانية للاقامة مدة قصيرة لحسابنا لاجل الفحص على استنتاج الماء بالكويت. هذا والباري يحفظكم/ في 2 جماد الاول 1357 موافق 30 جون 1938."أما ما يتعلق بالمياه التي تجلب من شط العرب، فإنها تفرغ في البرك المعدة لها، وهناك عدة برك في الحيين الشرقي والقبلي، ويقوم أصحاب الحمير (الحمّارة) والكنادرة بنقل المياه من البرك إلى المنازل. بالنسبة إلى الحمير فإنها تستطيع أن تنقل قربتين، وقيمة القربة الواحة بيزتان وتكلفتها بيزة واحدة، والقربة الواحدة تكفي لصفيحتين. وتصنع القرب من جلد الماعز المعروف بسماكته، وإذا تعرضت للتمزيق فهناك من يخيطها، ومن أشهر صناع القرب ناصر السودان العنزي، ومحمد الحقان، وجاسم المسبحي، ومحمد بن شايع، وكانوا يبيعونها في سوق الخراريز. وفي ما يتعلق بسفن المياه المعروفة، فمنها بوم المطوع، وبوم عبدالكريم أبوالملح، وبوم العسعوسي، وبوم الدريس، وبوم الفلاح، وبوم السجاري، وبوم بن قطامي، وبوم الخرافي، وبوم الأرملي، وبوم التورة، وبوم عبدالرضا خداو، وبوم البرجس، وبوم الدمخي، وغيرهم.