أيُّ عيد؟
ماذا سيفعل النائب السابق عبدالله البرغش والإعلامي أحمد الجبر في أول أيام عيد الفطر وبقية أيام القهر، كيف سيتلقى كل منهما عبارات التهنئة والتبريكات في صبيحة العيد من أبنائهما وأهلهما، وبأى جمل يتيمة سيردان على تحية العيد؟، هل يشعر من ألقى التحية أو من تلقاها ببهجة العيد وفرحته، هل هذا العيد وكل عيد مجرد مناسبات زمنية تتكرر في شريط العمر؟، أم أن تلك المناسبات الجميلة ملتصقة بالمكان؟! لكن أي مكان هذا الذي تمضي فيه مناسبات مشاعر الفرح؟! هل هو الوطن؟! أي وطن هذا الذي تمر عليه مناسبة العيد؟، هل هناك مكان اسمه الوطن، بعد أن سحقت هويتهما القانونية لهذا الوطن بمرسوم هبط من مكان عال، جاء فيه فجأة ومن دون سابق إنذار أنهما وأبناءهما وكل من كسب هذا الانتماء بمناسبتهما ليسوا مواطنين من الآن وصاعدا، وحتى يوم غير معلوم عند المحكومين بقضاء السلطة وحكمها اللذين تنسجهما كيفما تشاء ومتى أرادت، فلا سلطة فوق هذه السلطة، ولا سيادة فوق تلك السيادة؟!أليست هي صاحبة السيادة، وهذا عمل جليل من أعمال السيادة، كما يهلل ضاربو الدفوف من بعض المواطنين أهل المقامات العالية وأهل "الرخاوة"، حين هللوا لسحب هوية عبدالله وأحمد وينتظرون، الآن، برجاء مبتهج كي تكمل صاحبة السيادة مشوارها الدامي بسحب وإسقاط جناسي البقية، حتى تتعدل تركيبة المواطنة كما يريدون وكما يدبرون، وكي يصبح الوطن جنتهم الموعودة؟، وبناء عليه تم حذف رقمي المواطنين عبدالله وأحمد من سجلات الوطن!
فمن كان يمثّل الأمة في يوم مضى، مثل عبدالله البرغش، لم يعد مواطنا ولم يعد أهله مواطنين بدورهم، ومن كان يملك جهازاً إعلامياً يدوي في الوطن لم يعد، هو الآخر، من أبناء الوطن، والحكم ذاته يسري على أهله وأقربائه. كيف حدث ذلك، ولماذا؟لا تقل كلمة "كيف"، فقد قررت صاحبة السيادة واتخذت قرارا من أعمال السيادة، فالسيادة في مفاهيم تلك الشاكلة من الدول، هو أن تصنع "الدولة" ما تشاء برعاياها المشمولين بعطفها وكرمها الساميين، تهبهم أرقام الوجود حين ترضى، وتمسح تلك الأرقام وتنفيهم للعدم القانوني حين تغضب، وحين تسمع عبر البصاصين والوشاة ما لا تريد عن أصحاب الأرقام "الموهوبة" لهم مواطنيتهم وهوياتهم، أليس المواطنون مجرد أرقام عند أصحاب هذه اللعبة؟! ماذا سيفعل عبدالله وأحمد في أول أيام العيد، وهل سيسمعان كلمتي "عيدكم مبارك" من أبنائهما؟ هل هناك عيد، وهل من حق المظلومين أن يفرحوا بالعيد؟، وهل من حقهم أن يشتكوا من الظلم؟، ولمن يشتكون؟!