تهدف صناعة التقنية الى ابتكار المستقبل، بيد أن العديد من الطامحين من عمال وادي السيلكون يجدون أن ما يشكل عثرة في طريقهم هو الماضي.

Ad

من يمكنه أن يوجه اللوم الى من يسعى الى عمل اذا أراد دخول عالم صناعة التقنية؟ وقد توافرت 58 ألف فرصة عمل تقنية في ضواحي سان فرانسيسكو أو ما يعرف بمسمى « البيه ايريا « خلال شهر اكتوبر، بحسب شركة معلومات الوظائف «وانتد أناليتكس»، وهذا معدل تشغيل أبطأ مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، ولكن الوظائف التقنية هناك لا تزال تحقق نمواً في مناطق اخرى. ومع عدد لاحصر له من الشركات المرموقة مثل فيسبوك وتويتر التي حققت نجاحاً مع بدايات متواضعة لاغرابة أن ينظر الى وادي السيلكون على أنه الحلم الأميركي المتجدد.

وبحسب العديد من الأشخاص الذين يسعون الى توظيف عمال واللذين تحدثت مجلة فورتشن معهم فإن المشكلة تتعلق بالغرباء عن الصناعة الذين يفتقرون الى توقعات واقعية عندما يتقدمون بطلبات عمل. وربما يظن حوالي 20 من غير المتخرجين من كليات راقية أن لديهم فرصة ممتازة في الحصول على منصب مدير انتاج في شركة غوغل مثلا (ولكن  تلك الفرصة ليست متاحة لهم الا اذا استطاعوا الإجابة على أسئلة تقنية مثل كتابة معادلة لوغاريثمية تتنبأ بحدوث نزاع في أحد الاجتماعات).

ويقول مات ميكيويز وهو شريك مؤسس في «هايرد دوت كوم» التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها إنه يعتقد «بكل تأكيد أن الناس يميلون الى المبالغة ولديهم الكثير من الطموح». وتعتمد حوالي 600 شركة من بينترست الى اوبن تيبل على سوق ميكيويز اون لاين من  أجل توظيف عمال جدد. ومن بين 3000 الى 4000 مستخدم مسجل حديثاً تستعرضهم هايرد دوت كوم توجد نسبة تقارب الـ20 في المئة من خارج ميدان التقنية وهم يسعون الى مسميات وظيفية مثل «عالم معلومات» أو «مدير انتاج» وهي وظائف تنقصهم الخبرة اللازمة فيها. ولاينظر مديرو التشغيل مطلقاً الى تلك الطلبات – وتتم تصفية الأكثرية منها في البداية، ويقول ميكيويز « إنهم لا يريدون النظر الى سير ذاتية ليست ذات صلة «.

ويجادل نيل والريخت رئيس واهل and كيس وهي شركة تتخذ من اليابان مقراً لها ولديها مكتب في مدينة سان فرانسيسكو «المشاريع التجارية في حد ذاتها أصبحت مؤسساتية». وقامت هذه الشركة حتى الآن بتشغيل أشخاص في شركات تقنية مثل أمازون وهيوليو وأبر – وما لم يكن المرشح قد درس في ستانفورد أو بيركلي ولديه اسم جيد في سيرته فإن من المحتمل أن يسمع شيئاً مثل «رائع كونك عملت في ديزني أو حتى في جنرال الكتريك، ولكن لاعلاقة لذلك مطلقاً بما نقوم به» بحسب والريخت.

وتجدر الاشارة الى أن نورما غارسيا – ميورو (41 سنة) كانت قد عملت لأربع سنوات مديرة للتسويق الدولي لدى «لوكاسفيلم» كما عملت في بعض الأوقات مع المخرج جورج لوكاس نفسه. ولكن عندما باع لوكاس الشركة الى ديزني في أواخر سنة 2012 لقاء 4 مليارات دولار تم تسريح غارسيا – ميورو، ثم أمضت سنة وهي تطرق أبواب شركات التقنية في سان فانسيسكو وتجري مقابلات مع أكثر من 10 شركات بحثاً عن وظيفة تسويق كانت تظن أنها مؤهلة لها. وقد دهشت عندما خالف أرباب العمل اعتقادها هذا.

وتستذكر غارسيا – ميورو «لأني عملت برغبة وبناء على خلفيتي المهنية والمهارة الأساسية ظننت أن الأمر سوف يكون أكثر سهولة». وقد صدمت غارسيا – ميورو التي تعمل الآن في شركة إعلام بسبب اعتقاد خاطئ شائع بأن وظائف التسويق في التقنية مماثلة لتلك التي خارج الصناعة، فيما هي ليست كذلك. ويقول والتريخت

«كمية الأموال التي تنفقها شركة كوك على الدعاية ليست بالضرورة قابلة للقياس من حيث الكمية التي ترجع الى الأشخاص الذين يشترون الكوك... ولكن بالنسبة الى الشركات الحديثة العهد ذات الميزانية المحدودة جداً نحن نريد أن نعرف على وجه الدقة أين تذهب الأموال ومن ينظر الى ماذا، وتلك بشكل أساسي مهارة مختلفة «.

ولأن المرشح يتمتع بخبرة تقنية سابقة فان ذلك لا يعني أهليته للعمل أيضاً. وقد لا تعمد شركة حديثة العهد الى تشغيل مدير انتاج في شركة آي بي ام في منصب داخلي لأنه قد لا يبدو أهلاً من وجهة ثقافية أو لأنه قد لا يبرع في نطاق عمل غير هيكلي نسبياً ضمن بيئة أصغر.

وهذا لا يعني استحالة قيام شخص من خارج ميدان التقنية بالإنتقال اليها، ولكن منافسة خريج معهد ماساشوستس للتقنية في علوم الحاسوب سيعني أن يغمر المرشح نفسه في النظام البيئي التقني. وذلك يشمل البقاء على قمة أخبار الشركات حديثة العهد – وربما يعني أيضاً وضع مشروع لرب العمل المعني مع اطار مقترح لمنتج جديد وتحليل لفرص أعمال محتملة جديدة، وإرسال ذلك الى الرئيس التنفيذي أو الى مؤسس الشركة.

ويقول ميكيويز «اظهار هذا النوع من المبادرة يتسم بقيمة عالية، وسوف تكون لديك فرصة أفضل كثيراً في معاودة الاتصال بك».    

* (مجلة فورتشن)