كاتبات كويتيات قدمن رسالتهن إلى المجتمع

نشر في 09-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 09-03-2014 | 00:02
No Image Caption
يطالبن بإلغاء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة

تباينت آراء كاتبات كويتيات بشأن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، معتبرات هذا النوع من الاحتفاء لا ينسجم مع واقع الحياة المجتمعية، إذ يعوزه العدالة والإنصاف في التعامل مع بنات حواء اللاتي يعانين تعسفاً في القوانين والتشريعات ضدهن وتمييزاً ظالماً، وطالبت بعض الكاتبات بإلغاء هذا الاحتفال في المجتمعات العربية، لكونه مجرد بروتوكول لا يخدم قضايا المرأة.
«الجريدة» التقت مجموعة من الكاتبات الكويتيات للحديث عن الرسالة التي يوجهنها إلى المجتمع بهذه المناسبة العالمية، وفي ما يلي التفاصيل:
بداية، ترفض الكاتبة هدى الشوا احتفاء العالم بيوم المرأة، لأنه يكرّس تصنيفات ربما تنتقص من حقها، وتقول ضمن هذا السياق، «لا أدري لماذا لا أرتاح لتحديد يوم عالمي للاحتفال بقضايا المرأة والبحث في شؤونها، كأن هذه المناسبة تعزز مفهوم المرأة كآخر يحتاج إلى انتفاضة دولية للتذكير بدورها في النهوض بمجتمعاتنا، مثلما لا أحبذ تصنيفات أكاديمية كالدراسات النسوية Feminist Studies والتي راجت في جامعات أميركا تحديداً، متأثرة بالحركة النسوية في السبعينيات لتدريس المواد من منظور ومفهوم نسوي، أضيفت إلى حقول أكاديمية أخرى «منشقة» كالدراسات الأفروأميركية».

وعن واقع المرأة العربية راهناً، أشارت الشوا إلى أنها لا تشكك في الأهداف النبيلة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، إذ يسعى إلى تحقيق المزيد من العدالة والمساواة بين الجنسين، ولتمكين المرأة للمشاركة في صنع القرار وبلوغ مراكز السلطة، قائلة «لاشك أن مشهد المرأة العربية مازال يواجه تحديات مزمنة مثل تدنّي مستويات التعليم، وارتفاع مستويات الأمية في بلاد عربية عديدة، إضافة إلى تحديات مستجدة مثل الأعداد المخيفة للنساء اللاجئات والنازحات وما يتعرضن له من انتهاكات، وضحايا الحروب منهن، وتعنيف النساء في منطقتنا العربية».

 وأضافت «جميع هذه القضايا ستكون حاضرة بالتأكيد في ذكرى هذا اليوم، مما يجعلني أعتقد أن التوقف عن الاحتفال بيوم عالمي للمرأة هو الانتصار الأحق لها، حين ينُظر إليها، والرجل سواء، كمواطنين، يساهمان معاً في خلق مجتمع ديمقراطي حداثي تسوده قيم العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات، ويتجلى مفهوم المواطنة الحقة -نعم- لنلغِ يوم المرأة العالمي ولنحتفل بيوم المواطنة العالمي».

يوم الحسرة

بدورها، تنتقد الكاتبة باسمة العنزي احتفال الدول العربية باليوم العالمي لحواء، لأنه لا ينسجم مع الواقع الذي تعانيه المرأة في هذه المجتمعات، موضحة ضمن هذا السياق، «لست مقتنعة بتخصيص يوم للمرأة لاسيما من مجتمعنا العربي الذي لم يعاملها بما تستحقه من عدالة وإنصاف وتقدير في يوم احتفالها»، مضيفة «أقترح تسمية هذا اليوم بيوم الحسرة بعيداً عن الرومانسية المغلفة بالذنب تجاه الضحية، نلتفت فنجد القوانين والتشريعات ضد المرأة، والتمييز ضدها».  واستطردت العنزي ضمن استعراض إهمال المجتمع للمرأة متسائلة: كم وزيرة، وكم عضو مجلس أمة ورئيس مجلس إدارة شركة لدينا في مجتمع تشكل فيه المرأة أكثر من نصف العدد؟!

وبشأن أدب المرأة، أشارت إلى حضور بنات حواء باستمرار، «فهو المكان الوحيد الذي لا يخضع لأحكام قديمة، ولا يغلق نافذته في وجه الحقيقة»، لافتة إلى أنه رغم العقبات التي تواجهها المبدعة، خصوصاً إن كانت امرأة عاملة وأماً تستنزف وقتها في الكثير من المسؤوليات، فإن للكاتبات حضور قوي وبصمة مميزة».

وتابعت: «أوجز رسالتي إلى المجمتع ضمن هذا اليوم وأقول إن المرأة ليست بحاجة إلى أيامكم الوردية بقدر حاجتها إلى حقوقها المسروقة».

محطات مضيئة

وفي السياق ذاته، تشير الكاتبة ليلى محمد صالح إلى تضحيات المرأة الكويتية، مستعرضة بعض المحطات المضيئة ضمن مشوارها قائلة: «منذ القدم كان للمرأة الكويتية ومازال دور متميز في حركة التطوير والنهوض بالمجتمع، ففي أيام الغوص والسفر كانت تهتم بتربية أولادها وتتحمل مسؤولية البيت وتتصرف بحكمة، وفي الاحتلال العراقي الآثم لدولة الكويت عملت بكل طاقاتها إلى جانب الرجل من أجل توصيل قضية الكويت العادلة إلى العالم، وضحت بنفسها من أجل الوطن الغالي، واستشهدت وعُذبت وقاومت وأُسرت، وكتبت في صحف الداخل مبينة دور أهل الكويت في مقاومة المحتل الآثم».

 وأضافت «في مجال الإبداع أثبتت المرأة قدراتها في القصة والرواية والشعر والنقد والبحوث، وهي مضيئة في عالم التمثيل، وفي السياسة والاقتصاد، والهندسة، والفكر والطب، فالكويتية حققت مكاسب كبيرة، لعل الصحافة والمحافل العربية شاهدة على عطائها المتميز».

هيمنة ذكورية

وتشير الكاتبة استبرق أحمد إلى أن حواء شريك للرفيق آدم، ونتج عن هذه الشراكة نسل البشرية، «بمعنى أنه لم يختل الميزان لصالح طرف، لكن الواقع والتاريخ أيضاً حمل مفاجآت كثيرة وقضايا يطول حصرها»، مبينة أن ثمة تعمداً لتغييب تاريخ المرأة الخاص عبر العصور المنصرمة في جوانب مختلفة منها الجانب الإبداعي، فيتم تجاهلها خلال المرويات باستثناء من استطاعت بعبقريتها تخليد ذلك، بينما يعج العالم بالهيمنة الذكورية.

جرثومة

 وأضافت: «المرأة أينما كانت تضطر إلى انتزاع حقوقها التي تسلب، والكويتية ثارت ضمن حراك نشط، وأصرت على تحصيل ما تريد، وتنعمت بالمنجزات حتى انتقلت جرثومة الثبات التي أصابت مجتمعها، فرغم كل النجاحات وآخرها تحصيل الحق السياسي كاملا، فإنها لم تسع إلى المزيد، ولم تحقق الوصول بشكل مكثف إلى مناصب قيادية مؤثرة في اتخاذ قرار فاعل أو إقرار قوانين تضعها في موقع القوة لا الضعف وغيرها، ما يساهم في مسيرة أكثر سطوعاً».

أما بالنسبة لما قدمته الكتابة الإبداعية عن المرأة، فالكتابة في حساسيتها لرصد المرأة والمجتمع، إما أنها تنحاز إلى الصدق أو تقوم برسمها بصورة مشوهة تحمل المبالغة، أو حصرها في نموذج معين ومكرر، لكن تظل الكتابة الإبداعية قاصرة في رصدها للعديد من النماذج المخفية مجتمعياً.

back to top